تشريح شعري لزهرة التيه/ يوسف الازرق


إلى الغرفة 13


في مدارات روحي
يرقد حائط آيل للذوبان
يُحدث في داخلي
براكينا خامدة
تنبعث من أعيني
لتسقط أمام مرآتي الشاحبة
أنهض بصعوبة هائلة
لأحضن جسد الدولاب
و أتبادل العتاب
مع بقايا قمصاني الحزينة..
على السرير
أشتم روائح قديمة
تركتها امرأة مفتونة
بالشعر و الصراخ
أسمع بأذني الثالثة
همسات الجيران
وهم يتبادلون
التحايا المغلفة
بالخبث و الحقد.

لا أحد يطرق بابي
لا أحد يُذكرني
بملابس و قصائد
تركتها في السطح منذ أيام
لا أحد يتحسس
غبارا ألصقتُه
بصدر الغياب
تكفيني وجبات
الفصول السبعة
وكتب فائضة
بالغبار والألم
لأواصل
حضورا من خريف

تكفيني مغامرات حمقاء
لعناق الموت كل ثانية

أجلس أمام
ورقي المرتاب
وأنصت لساعة
متوقفة منذ الأزل
و أتحسس ملامح الغربة
بأنامل رقيقة

لا أحد يذكرني
................
أغلق باب المساء
لأصاحب سريري المجنون

أغني بصوت قوي
وأرقص حتى ينهمر
عرق المقبرة

بي رغبة هائلة
لتحطيم كل شيء

هكذا أنا
وسأظل هكذا
نخلة متمردة
تعصر الأوراق
وتشتت الصراخ

ياااه

كلما فتحتُ صدري بمنشار قديم
تسقط على وجهي
طيور تائهة
و نسائم مختنقة

سأصاحب المفتاح
و أرمي أقفال خيبتي
لأفواه المتسللين
من شقوق طرقي الناشفة
وسأنتظر مائة عام
الزهرة الثملة
لأغوص فيها
وأتخلص مني

سأفتح نافذتي المتأهبة للانتحار
لاستقبال هواء شريد

فالباب يخيفني تربصه مني
و أنا المبعثر بين بيني
أجمع بأصابع أرهقها الجري
ما تبقى من تأوهات
الليل المجنون

أرتدي جراحا تناسب
رغبات قلبي الاصطناعي
حتى أسقط في خيوط عنكبوت
يتفهم تقلباتي

سأكتب رسائل حب غفيرة
لأصداف بعييييدة
و لامرأة لا زلت أنتظرها
و لمعلمتي القديمة
صاحبة الجسد الممتلئ

أنا المتلاشي

فلتستيقظي
أيتها الذكريات النائمة
على خد السقف
أيتها الدموع المصطفة
أمام العتبة

فلتتبخروا
أيها المخبرون و أشباه الشعراء
والمنبطحون والبصاصون

لأنني قررت أن أمد يدي
لبطن السماء
وأنتزع منها حذر الغيم مني

أنا المتلاشي

أنا الجندي المحارب
في أرض لا يعرفها
والمعانق لجثث لا تعرفه
أنا اللون المتأهب للعزلة
أنا الفقاعة المنذورة للتبخر
أنا البقعة المهملة
في مهارب الغربال المحطم


أتقيأ البحر وأبصق على التاريخ
المرسوم بفرشاة لقيطة
وعلى الجغرافيات الحمقاء
أنا اللامكان ...أنا اللاجهة

أنا المتلاشي

أنا المسافر إلى جزيرة رسمتها
منذ قرون
سأجعل الدوائر تبحث عن شعاعها النزق
وسأمزج الخطاطيف بالنساء
و النهود بالمحبرة
واليأس بضحكات الهدير

أنا المتلاشي


سأفتح نافذتي لاستقبال هواء شريد
فالباب يخيفني تربصه بي

الصويرة
المغرب

CONVERSATION

0 comments: