انت...
هنا بالامس
تحفظ وجه ابي
من الدمع ومن صلاة بخور
على باب السماء
يتصاعد الغيم الاليف
مدخنة التاريخ
وتكشف الشمس عن حجم
المقصلة
تعويذة الصباح
تمسح الندى عن ملمس الحجر
البارد فوق جبين الشهداء
والرماد المتصاعد غبار
في تجاه الشرق
يحدد مراسيم الزواج
بين البندقية وصورة الجسد
تجرها الحبال الخائفة
من موت مفاجىء على حبل غسيل
متطاير يصارع ما تبقى من امل
انت ...
هنا بالامس
تفتح شهية الصحراء
في اختزال الامكنة
وعروبة تائهة في سراب الذكريات
تمنحني الشمس
وقت القيلولة لكي انام
فوق فراش الحقيقة
وتنفض التربة عن وجهي وعن كتفي
تعب السنين ورجع الصدى
في انحباس الدمع
تحت ضوء قمر مخادع
يرقب وحشة ظل
هارب من نفسه
يعلن التمرد في الكواكب المجاورة
وتشرق النجوم على بكاء طفلة
تحمل موتها فوق ابتسامة ابيها المقتول
ولا تداري عن صدرها العاري
جروح الجندي
وهو يفض بكارة العروبة في ظلمة
حكم ظالم يعشق النسيان
والاماءة الخاطفة
من نافذة تطل على بحر الاحتجاج
تقف صورة الشهيد
في ساحة الحناجر المبحوحة
ينبت الشجر سريعا
في دروب الاغتراب
تشرب الارض دماء
من اعلن الحرب على شعب
يحمل جسده العاري
في وجه من يقتل الموت المؤجل
على طاولة المفاوضات
اتحمل وجودي خلف ظلي
ارى ما يشبه الحلم
على اهذاب مذنب
يقترب من جسدي
اشعر ان الكون يرفع يدي
ابعد عن نفسي وعن غيري
ماساة حلم قادم من ثقب الشمس
يقترب الحلم من قمر ازرق
في عين جرح
ينسل السيف من غماد الفرسان
الهاربة من ساحة القتال
والهزائم الموشومة بالغضب
يترنح السيف فوق صاحبه
ويكتب التاريخ فصول الاجتياح
تركض الخيل خلفي
وتحجب الشمس ليلها عني
حتى لا ارى فصل الخطاب
ولا شكل الكتاب
انت...
هنا بالامس
تلامس الايادي بلطف
وتضع الحديد على عنق الشهيد
تمدحك الجرائد قبل نشرها
ويضع الاعلام طقوس الولاء
وشواء الوجوه فوق نار هادئة
لم تكو بها سوى اصابع
من لا يعرف كتابة التاريخ
وتدوين الرواية الرسمية
في نشرة موجزة على قناة محايدة
من يملك حق الكلام
والموت كالطوفان
يحصد ما تبقى من امل
امل الشعوب في البقاء
وتوسل يحمل معنى الصدى
من يطلب الحياة في ثوب كفن
ويطير الحمام حيث انت
تنبش تحت التراب
عن اصل الانسان
وشكل العظام في المحرقة
يكشف الرماد كحل عينيها
تزين للانوثة
مداد الكلمات الجارفة
تصعد تباعا نحو القاعدة
يتساوى الجلاد والضحية
ويبدا العويل يربك نشيد الوطن
في اعلام لم تعد ترفرف
لمن يحمل صدق القلم
ولا من يتسول قطعة خبز
في بلاد البجع
يكثر الكلام الفاسد
في السطوح المجاورة
انت ...
هنا بالامس
تعرف لغتي
في الحنين اليك
والى من يحمل عنك
صبح يوم لم تعد الشمس
تشرق اشراقتها الصاطعة
على الوجوه الذابلة
وكان الزمان يعود بك
الى عصر النهاية
المختومة بانقراض البشر
والطير والحجر
يخفي ظلك في ظلال غابة
تخفي اسرار الاصوات
الضائعة في جوف الخوف
المعلن في صراخ ام
وبكاء طفل
ودمعة شيخ
وجنازة تحمل موت غيرها
في طريق المقبرة
استعد للرحيل
*خليل الوافي _مدينة طنجة _ المملكة المغربية
0 comments:
إرسال تعليق