الصَرخةُ تَنتفخ
تَسيل دماءُ الأجيال
أنهارٌ تَتشَظى .
الرياح تَهبُ القَهقري
تتهدل الصدور بَين الحراب
تَضع أثقالِها المَرهونة
أمام أمواج تَرتجف .
تَهتزُ الأسوار
تتطايَرُ الصحف
أفواه تَتساقط
تَنمو للأدمغة دماملٌ من الحُمى
عظام تضحك
ومِن الإشراقة المَدفونة
لأجيال طَحنتها الحروب الخاسرة
وكوارث المُدن الموبوءة
يَلتف الطاعون كالأفاعي
حَولَ أعمدة السَماء.
صَدى رجّات تَلتصق بالذاكرة
الأطياف المُحنطة
زاحفون مِن كهوف الأزمنة الساحقة
هذا، هذا ...
ما تراه
تراه بِعينيكَ الأثنتين ..
وتَرى ..
الماءُ يَشتعل
السماء تَتقيأ
وأرملةُ الكون تتَهدل
تَخيل
أطرافها المَفتوقة ...
سَهمٌ مقذوف من قَعر الجَحيم
يُخيّطها
بَريق كأسلاك الفضَة
يَتجولُ في العروق .
أصابع مُخللة في الجَرن
ليلٌ يختبىء في أعضائِه .
أنت ، يا أنتَ
ياصاحبي
الذي تتهيج النيران في رأسَهِ
يَتيه في المَنافي
أدخل الهَمزة بَين الشرايين النازفة
أدعو الخفافيش الى مائِدتك الصَماء
والفرحةُ الى قلب الجَمرة
الوَليد يَسبحُ في الطَستِ
يَضحكُ بِجبينهُ المُغطاة بالرماد
ومِن المزاريب
تخرج أحصنة ملتهبة
تَحسس رأسَك
رأسِك الفاجر
وأرفع قَدمَيك المَبتورتَين
بِوجه السَماء
وأصمتْ .. أصمتْ
حَتى ..
حَتى يَتحول العالم
الى كُرسي ..! .
0 comments:
إرسال تعليق