أرفضُ العبوديّة/ ياسمينة حَسِبي



...واعرف أَنّك أَجمل أخطائي الإملائيّة..
وأنكَ ابْتَدَعْتَ كلَ إشاراتِ المرور..
لِتعبُرُ الطريق الوَعرة.. إلى قلبي..
واخترقْتَ خيوطَ الشمس بِإتقانٍ..
وأنتَ تغوصُ بنظراتك في عيناي..
وأنك كنْتَ -تصعدُ- بي إلى -الهاويَة- !

وأعرف أن الوقتَ كان يذبَحُني ..
يسكبنُي دماً في عُروقكَ الُمنتشيّة..
وأنك كنتَ تعبثُ في شراييني...
لاهيا ...تختال فيها كالطاووسِ..
وتضربُ لي موعداً مشتعلاً..
مع حرائقكَ ..وألعابِك الناريّة !


كُنتَ تَعِدُني بلقاءاتٍ -سرياليّة-..
فأزُفُّ نفسي.. عروسا -للأوهام-..
وأَسكُبُ الحسرةَ في كُؤوسي..
وأَبيع في المزاداتِ رسائلكَ الغراميّة..
ثم أستنفرُ حواسّي الخمس..
لاستقبال حماقاتك..اللامتناهيّة !


سألوني عنك ......ذات يوم..
فقفزْتَ -سَافرًا- ... من لَحْظِي..
وتعثّر خجلي بمغامراتك النسائيّة..
لبستَ -كعادتك- ثوب الغرور..
وأنت تنظر في عيون الحاضرين ..
باحثاً عن مؤيّدٍ لرجولتك "الاستفزازيّة" !


كنتُ اقفُ حيث تجلسُ انتَ..على الماء..
وكان يطول بك الجلوس....غارقًا..
وانت تحاول رسمُ "ملامحك" على وجهي..
مثل فارسٍ على صهوة الخيبة..
يضرِبُ الأبواق..... ويدق الأجراس..
رافضاً بقوة...سُقوطَ سِيادتِه العِشقيّة !


غسلْتُ عتْمة الليل.. بالثلج والبَرَد..
ونظّفتُ قوس قزح من ألوانه البهيّة
وارتديتُ ..-اجمل أوهامي-..
ثم انتظرتُ مرور مَواكبك المجلّلة..
لِألوّحُ لكَ بإكليلِ وردٍ ذابل قطفتُه..
من صحراء ذِكرياتِنا.... المنسيّة !

وحدَه الصمتُ يعْشقُني .... الآن
ويفُكُّ عن -روحي- قيودَ حبّك الداميّة
وحده الصمتُ ُيحرّرُني....الآن
ويعزّزُ دفاعاتي القلبيّة.. والجسديّة..
ووحدها الكرامة تسُنُّ دَساتيري..
وتندّدُ..بكَ .. وبكل انواعِ...العبوديّة !


أَسْقطتُكَ دمعةً في المحيطات النائية..
وبحثثُ عنها طويلا.. فلم اجد لها اثرًا ...
عدْتُ أدراجي لأحتفِل بخيبتي العاطفيّة
ونسيتُ -عن قصدٍ- ان آخذ معي -وجهك-..
كان معلّقا..هناك.. على مِشجب النسيان..
كقناعٍ اسْتعملتُهُ في آخِر حَفلةٍ تنكريّة !!!

:miahasibi@gmail.com

CONVERSATION

0 comments: