مواطنون لا رعيّة 2 / شوقي مسلماني

الشعب يريد أن يعرف "درع الجزيرة"
هل هو لحماية الشعب أم هو لحماية الجائرين؟
الشعب يريد أن يعرف من الذي يريد منه
أن يكون عشائر وقبائل ومذاهب وطوائف ليتقاتلوا؟
الشعب يريد أن يعرف ما هذا "المِحِن"
بنكء الجراح القديمة وإثارة الفتن و"فرّق تسد" الشيطانيّة
الشعب يريد أن يعرف من هو الدبّ ومن هو الجبّ
ومن يريده فيما يتحرّر من الدبّ أن يقع بين مخالب الجبّ
يريدون من الشعب أن يكره بعضه
وأن يتوه في غرام العدو الإقتلاعي النازي الجديد
أمراء الفتنة الدنيئة بين مختلف مكوّنات الشعب هم شركاء ـ أجراء
الفتنة الفتنة هي ألاّ يرعوي المتسلّطون عن استعباد الشعب
ولا يخرج الشعب عليهم إذا لم يفهموا بالعربي
أو بالّتي هي أحسن
الشعب يريد أن يعرف الأسباب والنتائج
الشعب يصعِّد على قدر التراكم
يعرف إنّ "لكلّ مقام مقال"
وإنّه إذا هو قال فهو يقول مجاهراً
الشعب يريد إسقاط النظام الخائن لشعبه
النذالةُ هي عدم الإصغاء للناس
هناك لصوص يتسلّلون
لكي يسرقوا "الخبز والحريّة والكرامة" العربيّة
هناك عند المائدة من يريدون للشعب أن "يتخابر" مع المجرم الأكبر
كما هو الحاكم المحلّي أو المجرم المحلّي عند مائدة المجرم الخارجي
الشعب يريد أن يتمسّك بزمام ثروته الطبيعيّة
يريد أن يكون منتِجاً لا سوقاً لتصريف الإنتاج
لا لا لسندان الوكيل الحصري ومطرقة الإمبرياليّة
الشعب يريد حقوقاً متساوية
كأن يعتدي الفقراء كما تعتدي الدولة عليهم
يريد أن يعتدي الفقير في الأطراف
مثلما يعتدي قارون في العاصمة على أملاك الدولة الفاشلة ذاتها
لا يريد أن يكون هذا "بالزيت" وذاك "بالسمنة" وذيّاك "بالسمنة الحمويّة"
الشعب الشعب هو الدولة
الشعب في سبيله الفكرة لا الشعب في سبيل الفكرة
الشعب في سبيله العقيدة لا الشعب في سبيل العقيدة
القوى الأمنيّة والجيش في سبيل الشعب
لا الشعب في سبيل القوى الأمنية والجيش
الحكم كلّه في سبيل الشعب وليس العكس
الدولة هي الشعب
انكشفتْ خدعة الإستشراق الكولونيالي
الشعب! غضبٌ لا استكانة
الشعب! حيويّةٌ لا خمول
وحريّةٌ لا عبوديّة
الحقّ في الحياة الكريمة
لا يخاف معه الشعب لومة لائم
خصوصاً فتاوى علماء الصهيونيّة و"مدن الملح"
وأميركا الإمبرياليّة
جهنّم الخروج إلى الشارع والتظاهر والإنتفاض والثورة
ولا السجن العربي الكبير
لا لا لسلالات الإستعمار الفرنسي البريطاني
الإسرائيلي الأميركي
وعموم القاذورات
لا للإستكبار، لا للإستضعاف
الشعب يريد حوارات بصوت مسموع وخفيض
لا سوء ظنّ، لا استغياب، لا تنابذ بالألقاب
وفي الهواء الطلق
الشعب يريد احترام المواطنين أعراقاً وعقائد
يريد أن يتفاهم مع الكُرد وحقّهم في أن يكون لهم
وطن حرّ وشعب سعيد
الكُرد! أحفاد صلاح الدين
الكُرد! الذين تكبّدوا ظلماً مضاعفاً كثيراً
من الطغاة المتعاقبين
الشعب يريد أن يتصالح مع نفسه
الشعب يريد محاسبة كل من يزوّد سرّاقاً بالغاز والنفط
الشعب يجتاز عتبة الغائب ويدخل إلى الحاضر
الشعب في طريق الألف ميل
الشعب يريد إسقاط المؤامرة
الشعب يريد المعاني
هديرُ الشعب زئير
قبضاتُ الشعب زلازل
الشعب إلى الميدان سيل عرم
الشعب أغلق مرآة المرارة
ويشرّع مرآة الكرامة
الشعبُ ثابتٌ وكل ما عداه متحوّل
يثق بالأخلاق ولكنّه يثق بالدستور
الشعب هو الأهل، الأقارب، الأصدقاء
لكنه لا يريد أن ينعكس ذلك على الإدارة
كل قطر عربي يختلف إنّما بالشكل لا بالمضمون
بالدرجة لا بالنوعيّة
الفقر كثير، الديمقراطيّة معلّقة على الصليب
رياحٌ ناريّة تهبّ على اليباس هنا، هناك وهنالك
كل تسلّطي هو غبي
الشعب يريد أن يتجاوَر شارعاً شارعاً، بيتاً بيتاً
من الخليج العربي حتى المحيط الأطلسي
حاشيةُ الملك والملك إذا هم أهل اليمين
فالشعب الغاضب هو عين أهل اليسار
خبَرٌ عاجل: "اليوم هو يوم الجمعة
والساعة هي ساعة بعد الظهر"
بئس المثقّف عاملاً ضفدعاً يتنافخ
باسمِ قدسيّةِ الملكيّة الخاصّة
ويتوعّد المعدَمين بالويل والثبور وعظائم الأمور
فيما يتمسّح قِطّاً بأذيال أولياء الكرسنّ والشعير
القوانينُ العادلة لا الصدفة العمياء
"من جنس العمل يكون الجزاء"
"الإصلاح السياسي لم يكن يوماً ترفاً
بل أبداً هو شرط كل حياة عزيزة"
"من يسوق الناس سوقاً
كثيراً يجد نفسه وحيداً عندما
تنطفئ مرّة وإلى الأبد
شمسه المظلمة"
الشعب يريد أن يعرف إتّجاهات معنى ما
وإلى أين بالضبط؟
يريد السموّ محلّقاًُ عالياً
مع الموسيقى والغناء والفن كلّه
الموسيقى والغناء قوتُ القلوب
مثلما الماء قوتُ الحياة
الفن كلّ الفن يبعث العقل
كلّما غرقَ في الصقيع
الموسيقى والغناء فضاءُ زهرة وألوانٌ زاهية
الفنُّ أجنحة
الشعبُ، نعم نعم، مع نتائج البحث العلمي
العماراتُ الوهميّة سراب
الوقت المنحني حمّالٌ مكسور الظهر
والحال ما نحن عليه
أو لا ما نشير
إليه.
Shawki1@optusnet.com.au


CONVERSATION

0 comments: