سخرية الحياة/ مفيد نبزو

تمضي الحياة ُكما ترى والكلُّ يمشي القهقرى

هذا تقدَّم مسرعاً لكنَّ ذاكَ تأخَّرا

يا منْ تسيرُ إلى الأمامْ أصلا ً تسيرُ إلى ورا

هلْ ثوبُ جوخ ٍ دائمٌ ولباسُ صحتكَ اهترا

ما العمرُ إلا ليلة ٌ منْ بعدها يأتي الكرى

فإذا علوتَ معَ النسور ِ،ورحتُ تعتنقُ الذرا

لا بدَّ من يوم ٍ وضيع ٍ كي يلطخَّكَ الثرى

إياكَ من وغد ٍ خسيس ٍ إنْ تمَّلق وافترى

الذئبُ ذئب ٌ لو مشى ما بينَ آسادِ الشَّرى

عودُ الزمان ِ عجمتهُ ،وعرفتُ حقا ً ما جرى

الحظ ُّعاندَ رغبتي فيحقُّ لي أنْ أسخرا

كمْ منْ غزال ٍ وادع ٍ مالَ الزَّمانُ فكشَّرا

إنِّي لأمقت ُ تافها ً مَلكَ الحديثَ وثرثرا

يمشي الغرورُ برأسهِ متعالياً متكبِّرا

العمرُ ما شاء الإلهُ وما يشاءُ مقدَّرا

فاسمعْ أخي لا تبتئسْ مهما الزمانُ تجبَّرا

وعشْ الحياة تفاؤلاً ً ودع ِ الربيعَ ليزهرا

إن كانَ قلبكَ غائما ًكنْ باسما ً ومنوَّرا .


شاعر سوري

CONVERSATION

0 comments: