الطريق الى الرحيل/ ليلى حجازى

عندما أرحل بعيدا
وأودع كل الأصدقاء والرفاق
لن تجدني يا رجل
فأنا لست كتابا مفتوحا أمامك
ولا صحنا تملأ به دواليبك
فأنا إمرأة
إمرأة ... حواء


الشمس ذاهبة
ولم يبق منها
سوى خطوطها الملونة
بين الأزرق والبنفسجي
ويظهر الشفق
ويذهب ... ويذهب
ولم يتبق منه سوى
ألوانه النائية


البعيدة ... البعيدة
فلن تجدني أمامك


الآن بعدما انتهيت من كتاباتي لك
وقطعت جميع حوائجي المتعلقة بك
وجميع الأشياء التي تذكرني بك
قررت الرحيل عنك
سأرحل ... وسأرحل
ولن تجدني أمامك
أنا ... يا سيدي
إمرأة ... حواء
لي مشاعري وأحاسيسي
لي فكري وعقلي
فلماذا تجردني من كل هذا وذاك ؟ !
لماذا تجعلني فقط سوى
عطر مهمل تستعمله متى تريد


أنا إمرأة ... حواء
لدي عقل ... مثلك
لدي فكر ... مثلك
لدي ابتكار ... مثلك
فلماذا تمحو كل هذا ؟ !
وتجعلني فقط كتابا
ضائعا بين رفوف مكتبتك
عندما أرحل
تأكد ... فلن تجدني
لماذا ... استغبيتني
لماذا ... استعبدتني
وتجعل مني فقط
أحلاما ... وطموحات
لكل ما ينوبك من
هلوسات الذات


إنني الآن مزقت ذاك الثوب
الذي ليس بمقياسي
وارتديت ثوبي
إنني ... يا رجل
يجب أن تفهم
أنني ... عقل
أنني ... فكر
أنني ... ابتكار
فلا تستهن بقدراتي
ولا تستبعد طموحاتي


سيكون الغد ... كل الغد لي
تأكد أن هذا سيصير
في الغد البعيد القريب
وعندها ...
ستجدني أمامك
إمرأة ... حواء
تستعطفني ...
تترجاني ...
في القبول بك
وعندها سأفكر فيك


وسأقرر ما سيصير لك
فالوداع ... الآن
بل إلى الملتقى
عندما تكون الشمس بين
أدراج الشفق
ذاهبة ... بعيدة
يظهر منها سوى
خطوطها النائية
سأرحل بعيدا
فقررت الرحيل
فرحلت

 

CONVERSATION

0 comments: