Tenerife
ريفا نيفا فيفا
تا نا ريفا
نارٌ في قٌمْقُمِ كبريتِ العفريتِ البركاني
ماسٌ مصهورٌ في فُرنِ الرملِ الشمسي
النورسُ حارسُ تحليقِ سفينِ الميناءِ
في شُرفةِ مقهى جبلِ الليلِ العالي
طقسُ تراتيلِ شريطِ التسجيلِ
عزفٌ لنزيفِ كناريٍّ مكسورِ
موجٌ يُنسيهِ كسْرَ العُقدَةِ في العَظمِ
كسرُ السدّةِ يُغريهِ
[ أقولُ وقد ناحتْ بقربي حمامةٌ / لأبي فِراس الحمداني ]
طوُفانُ الهمِّ رمادُ سياحاتِ سرابٍ في العينِ
حبّاتُ الرملِ تُعلّقُ أقدامي
موجاتٌ في الساحلِ تمحو آثاري
الشمسُ هواءٌ مشويٌّ في الفُرنِ الناري
عصفورُ الجُزرِ السبعِ يُرفرفُ مالوما
يتقلّى في قفصِ الفولاذِ الصدري
مُنتضياً مِنقاراً مثلوما
يجهدُ أنْ يفلتَ من غازِ الأفرانِ
أعزلَ أرملَ محروقا
يبحث عن جّذرٍ يتمّكنُ في شئٍ من أصلِ
عن وطنٍ في أرضٍ أبعدَ شأوا
لا يرفعُ فيها جُنْحاً مُسْوَدَ الريشِ
مأواهُ الريحُ وشاراتُ الأنواءِ الأخرى
يتخطّى موجاتِ طنينِ الصوتِ الهزّازِ .
2 ـ نخيلُ جُزُرِ الكناري
نخلةُ ( مريمَ ) في تَنَريفا
لا جذعَ لها لا رُطبٌ يسّاقطُ منها لا تينُ
يُقلقها صرصارُ زعيقِ مرورِ الريحِ
مدّتْ جَذْراً سريّا
للظامئِ في ملحِ البحرِ المُرِّ
هُزّي مريمُ هُزّي
هُزّي لا تهتزّي
عسّرتِ ومخّضتِ وأطلقتِ ولم يأتِ
جِدْ حلاًّ أو أُمَةً أُخرى يا عيسى
لا تلعبْ ( خُطّةَ حَجْلِ )
في جُبِّ خياناتِ الظُلمةِ في عسفِ الدربِ
غَجَرٌ يخطفُ أيتاما
الغُربةُ أقسى من خطفٍ يا عيسى أو نَسفِ
جرّبْها يومَ الحشرِ ونفخِ الصورةِ في الصُورِ
جِدْ أَمَةً أخرى
سيّدةً ثَمّةَ في المقهى
تنسجُ للبحرِ الهادئِ لَحْنَ كناريٍّ مجروحِ
قبّلتُ أنامِلَها ..
قدّمتُ لها كأسَ خميرِعتيقِ التينِ المطمورِ
زادتْ عزفا .
هوامش
1 ـ تنريفا هي أكبر جزر الكناري السبع، طبيعتها بركانيّة ورمل ساحل المحيط الأطلسي فيها رمل أسود حاد الزوايا كأنه خليط من الرمل ومسحوق الزجاج .... لذا يتعذر على المرء أنْ يتمشى طويلاً على الساحل الرملي حافي القدمين لأجل التمتّعِ بالرملِ وماء البحر معاً وهذه متعتي الكبيرة في السواحل البحرية وليس في التعرّي والإنبطاح تحت أشعة الشمس الحارقة كما يفعل باقي البشر نساءً ورجالاً عادةً .
2 ـ كنت هناك ( في مدينة بيورتو دي لا كروز )
Puerto de La Cruz
في جنوب جزيرة تنريفا أقضي أوقاتاً طويلة في بعض مقاهي الجبال العالية المحيطة بالمدينة والمشرفة من الأعالي على مياه المحيط الأطلسي وتمتدُ غابات الموز على السفوح بين هذه الأعالي والمحيط ولا شئَ غير الموز . كتبتُ في هذه المقاهي العالية مسوّدات بعض أشعاري مُحلّقاً عالياً بين السماء والبحر وكؤوس البيرة الإسبانية .
3 ـ نخيلُ جُزر الكناري يُخرجُ طَلْعاً لكنه لا يتمُّ دورة نضوجه واستوائه تمراً رغم اعتدال درجات الحرارة صيفاً ( حوالي 30 مئوية نهاراً أقل أو أكثر بقليل ) لكنَّ هذه الدرجات لا تكفي لإنضاج التمر . حتى إذا قارب حالة النضوج فإنَّ الناس هناك لا يلقّحون عذوق النخيل لذا فلا من تمر في جزر الكناري ولا في غيرها من باقي الجُزر الإسبانية .
0 comments:
إرسال تعليق