عتبة البوح/ خليل الوافي


تركتك في الماء،
تمسحين عنك...
ندى هذا الصباح.
كان الحلم وشيكا،
من حلم ...
يخرج عن ألوان البهاء.
سعدت...
كلما نزعت عن ثوبك؛
دهشتي الأولى،
في اختيار البياض.
تقدم  بي الشوق دهرا؛
لا يسع مناطق الوجد،
صيد الغزلان.
يحتل عطرك المكان؛
غابات ...
أسمع صوتها،
يدق الخشب؛
طائر الناي أعلى الشجر.
حصار يطوق مساحة يدي،
في لهفة الإنتظار.
أسحب عطشي القديم،
أقداح الغلمان.
متى تذكرتك،
يا عروس الليل؛
وشما...
يتحرش بذاكرة امرأة
قابلة للإشتهاء.
تحت عنب الدالية.
تركتك مكشوفة للهواء
نسيم يداعب جسدك المشتعل،
في صمت هذا الليل.
كنت قريبا،
من وشاح يدرب عشاقه على البكاء.
أطلال زهوك،
تأخذني إلى ربوع قامتك الهيفاء.
مطر خفيف،
يرتب شهد المكان،
في ينابيع الهدير.
كنت ...هناك
تراقبين البحر،
في صمته الرجولي.
وتهمس للريح حكايات المطر.
أطل مندهشا،
في سكون ظلالك الوافرة،
على سهل البقاع.
صامتة؛
كعادتك في تقلب الموج،
واستدارة الماء،
في اكتمال العاصفة.
تذكرتك في خرصان،
و بلاد فارس،
وأمداح الطبول المائلة إلى الفرح.
أخرج معبأة تحت غيمة،
علقت زغاريد النسوة،
فوق أشجار التوت.
ينساب نهر ضفافك ؛
تجاويف  الصدى.
تطول قامتك السامقة،
نخل الواحات المنسية،
في تاريخ العطش.
متهدل ذاك الشعر،
الهارب من تخوم الجسد.
ينزل مكرها؛
عابثا بألوان الضياء،
تزينها رموش،
تفتحت عيون الأيل في مرعى الحطب.
يعلو صوت العندليب،
في رطب الفواكه الناضجة
على شفا بحر،
يستسلم لموجه.
تستبيح وجهها لمدن 
تغرق في مداها الإسمنتي.
تعجز الشفاه سرد الرواية 
عن كاتب أخذلته البداية.
في البدء
كان القلم،
يغازل الورق،
يغازل البياض في صمته،
في صراخ العذارى.
كنت قريبا منك،
من لهجة الحروف 
الذابلة في عينيك.
في مهد اللغة،
أصف مراسم البكاء
على خط النار.
تركتك وحيدة،
تنتعلين وجعي.
أمشي خفيفا على مرمى الحجر.
أترك جسدي،
علامة منقوشة 
على سطح الماء ،
وأنت على منحذر الإنهيار.
يتكرر فيك مشهد السقوط الواهن،
حجر الضفة الأخرى.
باغث...
باعث هذا الذي يتبرأ
من أطيافه،
نجوى الإنفلات ،
من ظل يعاكس خصرك الهائج
تحت تراب قدميك.
يلعلع في انغماس دافق،
يزهو قرب لهيب الدماء.
مزاج مخضرم الأطراف،
يشاكس رخامية السراب،
التي طوت فريسة البصيرة.
مدمر خطوك في صلصال
أبى أن يتكلم.
نشوة صبغت وجهها 
حناء بدوية هامسة؛
لبلاهة ليل يطفئ أنواره
في العتمة.
قدر لي أن أمنحك
عتباتي الصلدة مدخل الكهف.
من هنا بدأت،
أقطف ثمار حروف
لم تنضج بعد.
يخرج صوتي مسافة الغربة
في تصلب الوجوه التي أعرفها.
أقتفي عرية البدائية الأولى
في سذاجة الفهم.
تسخر مني 
مراسم بسمتك
في احتفالية الجسد.

 - شاعر من المغرب 
khalil-louafi@hotmail.com

CONVERSATION

0 comments: