.... بندر بن سلطان الموفد الأمني السعودي الى المنطقة،من اجل القيام بعمليات القتل والإرهاب وتمويل كل عصابات الإجرام،حيث الدفع بالدولار،ولا يهم لمن الدفع من تلك العصابات والقتلة والمجرمين،المهم ان يكونوا على نقيض وضد ايران وسوريا وحزب الله،واي مشروع قومي عربي نهضوي مقاوم ومتناقض مع المشروع الأمريكي- الصهيوني في المنطقة،فبندر لا ينسى ما قاله الرئيس الأسد على قيادته أثناء الحرب العدوانية التي شنتها اسرائيل على المقاومة اللبنانية وحزب الله في تموز/2006،حيث وصفهم باشباه الرجال،وبندر كذلك لم يفلح في إقناع الرئيس الروسي بوتين خلال لقاءه معه بالتخلي عن الرئيس السوري بشار الأسد ولا عن سوريا،حيث دفع له مقابل ذلك 15 مليار دولار،بالإضافة الى وعد بعدم دخول الغاز السعودي في منافسة مع الغاز الروسي في السوق العالمية،كل ذلك رفضه بوتين،مما جعل بندر وأردوغان يفقدان اعصابهما،حيث دفعوا بالآلاف الإرهابيين الى مدينة اللاذقية السورية،وقاموا بعمليات ذبح وقتل وحرق ونهب واغتصاب على أساس مذهبي،قبل ان يتمكن الجيش السوري من دحرهم وقتل المئات منهم،وكان الهدف من ذلك جر سوريا الى مستنقع الفتنة المذهبية والطائفية،وفشل هذا المخطط زاد من حنق وغيظ بندر،الذي وعد اسياده في واشنطن بالقيام بعملية إستعراضية،تستهدف الرئيس السوري بشار الأسد في يوم عيد الفطر السعيد،ولم تكن تلك العملية سوى على شاشات الجزيرة والعربية.
بندر وأردوغان شعروهما بأن هذا الفشل على الجبهة السورية،وما يجري في مصر من انهيار لحكم الإخوان،من شأنه خلق تداعيات ومعادلات جديدة في المنطقة،معادلات من شانها،ان تطيح بكل الخطط والمشروع الأمريكي في المنطقة،وخصوصاً ان الصديق الشخصي لبندر في الإدارة الأمريكية جورج ماكين،يقف إلى جانب الإخوان في مص،ويمارس هو وإدارته ضغوطاً كبيرة على القيادة والجيش المصري،من اجل إعطاء الإخوان دوراً بارزاً في السلطة،ولعل الرفض المتكرر من قبل الإخوان للكثير من العروض السياسية التي قدمت لهم،وإصرارهم على الإنفراد بالسلطة،هي التي دفعت بالجيش الى اتخاذ قرار بفض اعتصامات رابعة العدوية والنهضة،والتي رد عليها الإخوان من خلال عمليات إطلاق النار على قوات الجيش والشرطة والاعتداء على وحرق العديد من المقرات الشرطية والعسكرية والمؤسسات العامة والكنائس والأديرة و"سحل" المواطنين" في الشوارع،بهدف واضح هو دعوة امريكا والغرب الإستعماري الى التدخل في الشان الداخلي المصري،وبما يسمح بإعادة الإخوان الى السلطة،فالإخوان هم جزء من المشروع الأمريكي- الصهيوني- الخليجي في المنطقة،فهم رأس حربة هذا المشروع في الحرب القذرة والمذهبية التي تشن على النظام والدولة والمجتمع السوري،وكذلك بدونهم تصبح شعبنة الفتن المذهبية والطائفية بدون قيمة ومعنى،الفتنة السنية - الشيعية، وجعل ايران وحزب الله هم العداء الرئيسيين للأمة العربية وليس الإحتلال الصهيوني.
ومن هنا فالتفجير الارهابي الكبير الذي حصل في الضاحية الجنوبية وما حصده من ارواح للأبرياء،كان مثار إبتهاج وفرح عند عصابات النصرة وبعض القوى اللبنانية وحركة الإخوان المسلمين،التي وصف مفتيها القرضاوي سيد المقاومة سماحة الشيخ حسن نصر الله بحسن اللات،وهذا يذكرنا بإبتهاج وتوزيع الإخوان والأسير وزمرته للحلوى وإطلاق النار إبتهاجاً بالقصف الإسرائيلي لمواقع سورية.
وهذا التفجير الإرهابي،يراد له تحقيق ما عجزت عنه اسرائيل في عدوان تموز/2006،فالضاحية الجنوبية،هي معقل من معاقل المقاومة،وهي رمز ومثال لكل المقاومين العرب،هم يريدون تطويع الضاحية الجنوبية،ولكن هذه الضاحية،عصية على الكسر والتطويع،هم يجندون القوى المحلية اللبنانية،ويجتهدون في إيجاد سلاح فتنة مقابل سلاح المقاومة.،وهم يستهدفون استقرار لبنان والسلم الأهلي فيه،يريدون جر لبنان الى مستنقع الحروب والفتن المذهبية والطائفية،لكي تصبح المبررات والذرائع امامهم سالكة لخلق سلاح فتنة مقابل سلاح حزب الله المقاوم.
والإحتلال يدرك جيداً بان تعاظم قوة حزب الله وإمتلاكه لأسلحة كاسرة او مخلة ما يسمى بالتوازن من شانها ان تشكل خطراً على وجوده ودوره ومكانته في المنطقة،وقادته يتحدثون عن ان مشاركة حزب الله الى جانب قوات النظام السوري في معارك القصير وغيرها،لم تضعف من قوة الحزب ،بل زادته قوة،حيث كان بالمرصاد والجهوزية العالية للقوة الإسرائيلية التي توغلت في الأراضي اللبنانية في منطقة اللبونة،والحق فيها عدد من الإصابات من خلال تفجير عبوات جديدة موجهة في تلك القوة المتوغلة.
عدم تحقيق مشروع بندر وأردوغان واسرائيل وامريكا لأهدافه في سوريا ولبنان ومصر،من شانه أن يضع العصي في دواليب المشروع الأمريكي- الإسرائيلي لتصفية القضية الفلسطينية،وبالتالي يفشل المفاوضات التي يرعها كيري لهذا الهدف وتلك الغاية.
نعم المشروع- الأمريكي- الصهيوني- الغربي الإستعماري وادواته في المنطقة تتراجع،وتتقدم وتبرز قوى عالمية وإقليمية ومحلية،لتحتل لها مكانة ودوراً في هذا العالم،روسيا والصين ودول البركس ومعها ايران،وكذلك تعافي سوريا وانتصارها على الإرهاب والقتلة،واستعادة المشروع القومي العربي في مصر لعافيته،وتعاظم قوة حزب الله، هذه كله يدفع لتغير خارطة المنطقة وتحالفاتها بشكل كامل.
وكذلك فهو يشكل عامل قلق وتحدي خطير لعربان ومشيخات النفط الراعية لهذا المشروع،كذلك فإن أردوغان الطامح لإقامة سلطنته على حساب الجغرافيا العربية،وحكم الإخوان المسلمين بقيادة الغنوشي،عروشهما ستهتز وستنفرط عقد بيادق هذا الحلف دولة وراء اخرى.
نحن مدركين بان الضاحية الجنوبية،ستبقى مصدر قلق وإزعاج لأصحاب المشاريع المشبوهة في المنطقة،وستبقى شوكة في حلوقهم،وستبقى السند والقلعة الحصينة لكل قوى المقاومة العربية والإسلامية في المنطقة،ونختم بما قاله سماحة الشيخ حسن نصرالله"من الطبيعي أن لا يتركنا أعداؤنا طالما أن هذه المقاومة ملتزمة القضية المركزية للأمة وملتزمة حماية لبنان ومقدرات لبنان المشكلة الكبيرة معنا لدى أميركا والأنظمة التي تسعى لتصفيتنا هي أننا مقاومة فالمشكلة ليست داخلية وقد عرض علينا من قبل الاميركي والفرنسي بالواسطة ومباشرة لأكثر من مرة أن يبقى سلاحنا معنى مقابل التزام ضمني بمنع استخدامه لمواجهة اسرائيل".
0 comments:
إرسال تعليق