رئة كذاكرة المقاهي/ فريد النمر

لاتسألوا عن خربشات الحالمين
 على اليبابات الصحاري
 إن تيبس في الشفاه الماء في نفس الغيوم

لاوقت يشبهه البياض فجلودنا كالذكريات
 تدسُّ وخز وصاية ٍ لليل في أوجاعنا
 على احتساءات الهموم

كلّ النوافذ حولنا لا تقبل الأوراق
 تسقط هكذا مختومة بالموت
 ينزفها الطريق على ابتلالاتٍ تعوم

فنوارس الماء الملوّن في صهيل الأمنيات
 لملمتْ أعشاشها للريح في إيماءةٍ
من نبض عصفورٍ جريٍح
 ينزف الأسماء كالحبر
 بقوسين على حلم الرسوم

الحلم أول متعب في هذه الأرض
 وأكبر جنحة تتخاصر الوقت
 ليلبسها السواد بكذبه
 إذا تجرد كالصدى في صوت زقزقة الكروم

والحلم أول تائه بين المعاصي الكبار
 من حيث تلفظه المقاهي على متاهة غربة بلهاء
 وبعض حزن مورق بالهمّ تشعله النجوم

كل الذين تقمصوا لغة الفضاءات الكسيرة
 كالمصابيح العفيفة
 لم تزل أعمارهم بين المسامات الكفيفة
 صدفة تلد الرحيل كآلة الموت المكمم بالختوم

من أين تتسع الرئات لهالة الصبح
 وتمثال المشيمة مولع بتسلق الظلّ
 كذاكرة المقاهي حين يرسم ليلها ضوء يشاغب
 همسة الشاي المعتق في تعابيرالوجوم

 الآن تتفق السلال على التراشق بالثمار النيئ
 الآن ترتدّ المسافة من رعاش الدرب
 من يتم الشوارع تفرك الأوهام
 من وجه المريدين الحيارى بانتباهات الرسوم

من ترى يصنع بوح الوقت في ثغر القصيدةِ
 حين تنهمر السنابل بسملات في فم الغيب..
ومن ذا ينقش الشعر على بوح المآذن
 كي تصلي أمنياتُ الحب كالأم الرؤوم

يا للقطيف... توسّدت آلامها
كالوقت يحنيْ قبعات الريح للوطن الجريح
وحافة الجهة المقلة للنخيل بحاجةٍ للحبّ
 يشغل موجها بملامح القلق القديم

كل الأزقة عصبة في وجه  " يوسف"
 فاخلعوا أشواطكم بحدائق الفوضى
 كمومياءٍ تجرّ قميصه من دبر موعد أمسه
مذ أضمرت سرّ التجاعيد بأحداق السديم

يا وجه بوصلة الغياب بنهنهات الطين
 يا رمل الخرائط في النوايا
 في شرايين الرماد اللانهائيّ
 بألواح الظنون
 يا رحلة الملح المبعثرفي الحكايا كالرميم

الآن أرتشف السلام
 بساحلٍ يهب المسافة حلمها
 الآن تنتبه المقاهي حين يغسل قلبها التفاح
 في لغة البراءة بعد ميلاد عظيم ..
الآن تحتفل الصلاة...