الظهُوُر الَعجاِئبي لِسيدة المَاء/ د. خالد الأسمر

(رسالة أبن زيدون الى الشاعرة الأندلسية ولادة بعد التنائي والتجافي وطول الفراق)

في حبكِ يوماً نسيتُ أنك
لا تعلمني ما علمتني الأيام،
بأن الشمسى تغيب بعض الأحيان،
لكي نشعر بمرارة الغياب والفراق،
والتوق الى دفءأنفاس نيسان،
وكم تختبىء البراعم لفصول
لكي تحيا من جديد في الحقول.

في حبكِ يوماً سكتُ عن أشياءٍ
عن غير جهالة، بل مخافة
من ان يقتل التكرار أجمل معانينا،
من ان يغطي غبار الكلام أعلى مشاعرنا،
فما سبرنا في قلبينا لا شفاه تتفوه ببهائه.

في حبك يوماً خَرَ القمر وتدلى من علاه،
لتحلي مكانه وتتجلي للبشر بكامل حسنكِ،
على صورتك خط الرسامون والنحاتون فنونهم،
فعلى جدران وأورقة المراسم والمعارض يلوح
رسمك ومحياك.

في حبكِ يوماً زادَ صيدُ الصيادين
أقبلَ الناس على العطاء الكثير،
كان الحبُ سمة لكل حي تزورين،
وكأن ظهورك عجائبي يا سيدة الماء،
لما أحببتكِ ذات يوم أمطرت السماء
بعد قرون وأعوامٍ من التصحر والجفاف.

CONVERSATION

0 comments: