تقاسيمُ عازفةِ البيانو/ د. عدنان الظاهر

1 ـ مّلَكٌ من بوذا

يتربّعُ لا يبرحُ إلاّ محروقاً حَرْقا
صوتٌ أعرفهُ فصلاً فصلاً فصْلا
( دو ري مي فا صولا سي )
موسيقى شرقٌ غربُ
الذُروةُ فيها شدُّ جَذبُ  
الصوتُ الهامسُ مسموعٌ ضربا
يهتزُّ الضاربُ فيه وَتَراً مشدودا 
يتفاوتُ في الشِدّةِ رِجساً أو ُطهرا
منسوباً للضربةِ من رفّةِ جُنحِ ملاكٍ يُوحى
 يُحيي القائمَ في الحائطِ مصلوبا
الساعةُ إنْ قامتْ .. ها قد قامتْ
دقّاتُ نحاسِ أناملها أجراسُ قيامةِ عيسى
قامَ الموتى ؟
كلاّ .. شاميرا مُوشْ
تركتْ مقعدَها في الحائطِ منصوبا .
 

2 ـ كهرومغناطيس

( حبُّ المرأةِ كهرومغناطيس ، وحبُّ الرجل مغنوكهروطيس )
لا مدُّ خطوطِ التيّارِ الجوفيِّ المخفي
لا  ...
لا القوّةُ في القدرةِ
لا لا  ...
 ليستْ من بِضعةِ أهلي
أو طينةِ طمغةِ جيناتِ الأصلِ
لم تألفْ قُدراتِ الغنطوسِ السحري
لا مسّتْ أكفالَ أصيلاتِ الخيلِ
أو شمّتْ ذيلَ الناقةِ حمّالةِ أثقال الفحلِ
 القُدرةُ فيها جَدْيٌّ في جلدٍ من عَنزِ
تتقلّبُ عشوائيّاً سوداويّا تلقائيّا
بين الأي سي والدي سي
AC - DC
كهرو كهرو
إيّاكَ وإيّاها ...
جلدٌ بالعفصةِ والنورةِ مدبوغُ
لآلاءُ طيالسها يتبدّلُ مصبوغا
 يسقطَ في الظلِّ شِهاباً مكسوراً مطفيّا
كالضربةِ تأتي تفجيراً ذريّا  .
3 ـ نعيم البصرة

(لحريرِ وذهبِ الهاشميّة )
ذَهَبٌ في جَسَدٍ مغزولُ
وحريرٌ لنخيلِ البصرةِ عِشتاراً عَشّارا
يتحدّى ترسانةَ إسمنتِ الغولِ الذرّي
باراً مخموراً بارا
النُصبُ الحجريُّ مَزارُ وليٍّ مقصوصِ الحبلِ السُرّيْ  
وسرابٌ في المُدخلِ منصوبُ
الغولُ الأزرقُ مُرٌّ التُربةِ والمرسى
لكنَّ البرقَ المُستَبرَقَ في سندسِ عينيها
سُكْرٌ والسُكّرُ في السُكْرِ
فالحبُّ شرابُ
والجُرعةُ في منفاخِ النجوى عدوى
إكسيرٌ دامٍ وجروحُ اللثةِ في كسرِ النابِ
لوّعَهُ التقطيرُ زُجاجاً محميّاً منفوخا
عتَّقهُ بالجمرةِ والحُمرةِ خمّارُ 
النعمةُ في النعمةِ إنعامُ
بلقيسُ مليكةُ عرشِ الحِيرةِ هُدهُدُها نُعمانُ
رومٌ ورئامٌ وطنافسُ رمسيسَ وكِسرى
قالبُها ذَهَبٌ ممهورٌ مصهورٌ سيّابُ
موقدُها إغراءُ
تكسرني ـ تجبرني وتشاغلُني قطّاً ـ فأرا
سِحراً من عنبرِ عينيها تسقيني
 الحبُّ سَرابُ ؟ الحبُّ السرُّ جوابُ
زُريابٌ دُرْزيٌّ محبوبٌ جذّابُ
أَثَلٌ ومخايلُ رهبنةٍ في دِيرٍ بَحْراني .    

CONVERSATION

0 comments: