(أوراق قديمة ـ 1985)
1 ـ
مِن أوّلِ يقظةِ الغريق
قبلَ أن يفتحَ عينيه للجدار.
2 ـ
دنيا
بلا رصيف
شاحناتٌ
تجتاحُ المدنَ
إسفلتٌ يرتفع
إلى
الرقبة.
3 ـ
يقفلُ المكانُ بابَه
الجدرانُ دائريّة
أيّها الصديق
هيّا إلى مائدتي
فوقَ
رمالٍ
متحرِّكة.
4 ـ
ماءٌ ساخنٌ على جسد
وفي الطريق يتساقطُ عمرٌ
للذكرياتِ خيبةٌ
لنقلْ شيئاً عن نقطةٍ
معلّقةٍ في الهواء
لنسألْ مطراً
مزدحِماً
ماذا يفعلُ
غيرَ أن يسخرَ
مِن عطشِ الروح .
5 ـ
يطيرُ غراب
فوقَ ذاكَ الخراب
تخرجُ الجرذان
إلى جذعِ شجرة
وليسَ
غير
الليل.
6 ـ
تطفحُ المنافضُ
بأعقابِ السجائر
الدخانُ سحابة
الكلمات! نيكوتين
واليافطة!
لا شرقيّة
ولا
غربيّة.
7 ـ
جذورُه
في الهواء.
8 ـ
قفْ على رأسِ الجبل
جِلدُك يُلاطم ريحاً وبرداً
وليس غير الليل
إلى أين
مَن فقدَ المكان والزمان؟
أين يرسي مرساته؟
البحرُ!
ابتلعَ المركبَ والميناء.
** ـ
9 ـ
تغطُّ فراشة
وينسلُّ خيطُ دمع.
10 ـ
مطارق وصنوج
في احتفالِ الخرافة
أرَقٌ
حلمٌ وجنون.
11 ـ
نتصفّحُ وجوهنا
حصانٌ يتوسّلُ عابراً
لو يُطلق رصاصة
الناس يتابعون أعمالهم كالمعتاد
كتاب
عن الجنازة
أبداً.
12 ـ
الطريق تغرق
المقعد
ينتظر باصاً مضى
قربَ حائط
عثروا على شبيه
عمره أربعون ألف سنة
واجهةٌ زجاجيّةٌ تنهار
والبنطالُ مِن دون سحّاب.
13 ـ
انحنى
يُفتِّشُ بين الشوك
أحزانُ العالم
مُصوَّبة إلى قلبِه
تهشّمتْ مرآتُه
وضاعَ وجهُه
الآن
مشغول بمأتمِه.
14 ـ
أرضٌ
يعشبُ فيها النسيان.
** ـ
15 ـ
تناوبي
على الذاكرة
مثل موجِ البحر
إبقي في قفرِ المسافة.
16 ـ
قالوا
في حديقة وردٌ كثير
النسيم لم يداعب صفحةَ وجهِه
أناس
يتنزّهون بين الشجر
أسندَ ظهرَه إلى شجرة
وطفرتْ دمعة.
17 ـ
ابتسامةٌ ذكيّة
تعالي لا نعتذر
انظري
في عينَي.
18 ـ
يكفي
أن تكوني معي
يكفي
أن تبتسمي
يكفي
أن تخطري
لأجعلَ عينَي دوارَ شمس
وفمي أوبرا غناء.
19 ـ
أتساءلُ
ماذا يفعلُ البحرُ
إذا غادرَه النورس؟.
** ـ
20 ـ
نكتبُ رماداً
ونأملُ محالاً
النهارُ مِن رصاص
هذا الدمع نار
نغرقُ في الوحشة
وتزحفُ الرمال.
**
كان الياسمين
وكان العطر
غزلان
نطلقُها كالحمام
مِن بين أكفِّنا
الليلُ يدوسُ
على أحلامِ الورد.
**
المكانُ يباب
الضجيجُ مركبة تقلقُ روحي.
**
عائداً
مِن طريق
لم يعثرْ عليها!.
** ـ
21 ـ
دخّنْ معي سيجارةً
أيّها الغريب
تعالَ نمشي
معاً الليلةَ فقط
الطيورُ
التي كانت
اختفتْ
معكَ عزاءٌ
للعينينِ المعلّقتينِ في المرآة.
** ـ
22 ـ
يتّكئ على دكّةِ عمرِه
محاولاً سطراً مِن ماضيه
يرفع يداً قبلَ أن يغرق
أشرقتِ الشمسُ
وكان يعبرُ إلى حديقة
وشاحنةٌ تفرُّ
مِن بركةِ دمِه.
0 comments:
إرسال تعليق