حصارُ الدائرة/ شوقي مسلماني

(أوراق قديمة ـ 1985)

1 ـ
مِن أوّلِ يقظةِ الغريق
قبلَ أن يفتحَ عينيه للجدار.

2 ـ
دنيا
بلا رصيف

شاحناتٌ
تجتاحُ المدنَ

إسفلتٌ يرتفع

إلى
الرقبة.

3 ـ
يقفلُ المكانُ بابَه
الجدرانُ دائريّة

أيّها الصديق
هيّا إلى مائدتي

فوقَ
رمالٍ

متحرِّكة.

4 ـ
ماءٌ ساخنٌ على جسد
وفي الطريق يتساقطُ عمرٌ

للذكرياتِ خيبةٌ

لنقلْ شيئاً عن نقطةٍ
معلّقةٍ في الهواء
لنسألْ مطراً
مزدحِماً

ماذا يفعلُ
غيرَ أن يسخرَ
مِن عطشِ الروح .

5 ـ
يطيرُ غراب
فوقَ ذاكَ الخراب

تخرجُ الجرذان
إلى جذعِ شجرة

وليسَ

غير
الليل.

6 ـ
تطفحُ المنافضُ
بأعقابِ السجائر

الدخانُ سحابة

الكلمات! نيكوتين
واليافطة!
لا شرقيّة

ولا
غربيّة.

7 ـ
جذورُه
في الهواء.

8 ـ
قفْ على رأسِ الجبل
جِلدُك يُلاطم ريحاً وبرداً
وليس غير الليل
إلى أين
مَن فقدَ المكان والزمان؟
أين يرسي مرساته؟

البحرُ!
ابتلعَ المركبَ والميناء.
** ـ

9 ـ
تغطُّ فراشة
وينسلُّ خيطُ دمع.

10 ـ
مطارق وصنوج
في احتفالِ الخرافة

أرَقٌ
حلمٌ وجنون.

11 ـ
نتصفّحُ وجوهنا
حصانٌ يتوسّلُ عابراً
لو يُطلق رصاصة

الناس يتابعون أعمالهم كالمعتاد

كتاب
عن الجنازة

أبداً.

12 ـ
الطريق تغرق

المقعد
ينتظر باصاً مضى

قربَ حائط
عثروا على شبيه
عمره أربعون ألف سنة

واجهةٌ زجاجيّةٌ تنهار
والبنطالُ مِن دون سحّاب.

13 ـ
انحنى
يُفتِّشُ بين الشوك

أحزانُ العالم
مُصوَّبة إلى قلبِه

تهشّمتْ مرآتُه
وضاعَ وجهُه

الآن
مشغول بمأتمِه.

14 ـ
أرضٌ
يعشبُ فيها النسيان.

** ـ

15 ـ
تناوبي
على الذاكرة
مثل موجِ البحر
إبقي في قفرِ المسافة.

16 ـ
قالوا
في حديقة وردٌ كثير

النسيم لم يداعب صفحةَ وجهِه

أناس
يتنزّهون بين الشجر
أسندَ ظهرَه إلى شجرة

وطفرتْ دمعة.

17 ـ
ابتسامةٌ ذكيّة
تعالي لا نعتذر

انظري
في عينَي.

18 ـ
يكفي
أن تكوني معي

يكفي
أن تبتسمي

يكفي
أن تخطري

لأجعلَ عينَي دوارَ شمس
وفمي أوبرا غناء.

19 ـ
أتساءلُ
ماذا يفعلُ البحرُ
إذا غادرَه النورس؟.
** ـ

20 ـ
نكتبُ رماداً
ونأملُ محالاً

النهارُ مِن رصاص
هذا الدمع نار
نغرقُ في الوحشة
وتزحفُ الرمال.
**

كان الياسمين
وكان العطر

غزلان
نطلقُها كالحمام

مِن بين أكفِّنا

الليلُ يدوسُ
على أحلامِ الورد.
**

المكانُ يباب
الضجيجُ مركبة تقلقُ روحي.
**

عائداً
مِن طريق
لم يعثرْ عليها!.
** ـ

21 ـ
دخّنْ معي سيجارةً
أيّها الغريب

تعالَ نمشي
معاً الليلةَ فقط

الطيورُ
التي كانت
اختفتْ

معكَ عزاءٌ
للعينينِ المعلّقتينِ في المرآة.
** ـ

22 ـ
يتّكئ على دكّةِ عمرِه
محاولاً سطراً مِن ماضيه

يرفع يداً قبلَ أن يغرق

أشرقتِ الشمسُ
وكان يعبرُ إلى حديقة

وشاحنةٌ تفرُّ
مِن بركةِ دمِه.

CONVERSATION

0 comments: