ساحات التحرير والتغيير/ عدنان الظاهر


ساحاتُ التحريرِ مقالعُ أحجارٍ من ماسِ
تهتزُّ الدنيا إنْ قَلَبتْ عيناً أو هزّتْ رأسا
تتكلمُ بالدارجِ والفُصحى
تتهاوى قاماتٌ ذلّتْ
هرباً من يومِ حسابٍ قاسِ
الساحة تبقى غضبى حتى ساعةِ يومِ الحَشْرِ
يومَ يقومُ الموتى صفّاً صفّا
تكشفُ مَنْ أعطى الأمرَ بإطلاقِ النارِ ومَنْ أسرفَ قتلا
مَنْ قادَ الخيلَ ومَنْ عربدَ فوقَ النوقِ الحمقى
مَنْ سار وراءَ مواكبَ من حُمْرِ الوحشِ
جرّتها عَرَباتُ الجنِّ بِغالاً وخيولا ؟
درعٌ بشريٌّ صدَّ الريحَ وسدَّ المجرى ثقباً ثقبا
البرقُ الخاطفُ يحميهِ
نجمُ الركنِ الأقصى يهديهِ
ومُثارُ تُرابِ الساحةِ في عينِ الأبرصِ والأعمى
عَرباتُ الخيلِ حديداً
حملتْ يقدحُ نارا
سقطتْ فانهارَ الحزبُ الحاكمُ وانهارتْ قُضبانُ
الساحةُ حرفٌ في اللوحِ المحفوظِ
نجمُ في الضوءِ الثاقبِ خطّافاً يأتيها
من حِقبٍ تتراكمُ جيلاً جيلا
يخترقُ الأقطابَ وأبراجَ نزولِ ـ صعودِ الأقمارِ
يقظى في مركزِ ميدانِ التحريرِ
النسوةُ من حورِ العينِ يطفُنَ خفافا
مَلكاتٍ للنحلِ طعاما
عَصَبُ الرؤيا مُمتدُّ
الجنّةُ منّي قوسانِ وأدنى قابا .
بغدادُ التحريرِ مساحتها
تنتظرُ الإعصارَ يُدمّرُ جذرَ التسويسِ
الجسرُ قصيرٌ درْبا
الجسرُ قريبُ
الجسرُ رهيبٌ يربطُ أضدادا
الساحةُ ما زالتْ يقظى :
تونسُ قامتْ قبلا
ميدانُ التحريرِ تجاوبَ فورا
( عُمرُ المختارُ ) يُصوِّرُ في بنغازي فيلما
بردى أصغى
السيلُ طغى وتعدّى
بغدادُ متى ؟
عمّانُ متى والدارُ السوداءُ ؟
الرأسُ العالي يبقى مرفوعا
يصرخُ كلاّ
لمطاحنِ جرشِ عظامِ الموتى أحياءَ
الخيمةُ مجمعُ نادينا
نسهرُ فيها حتى تأتينا بُشرى أخبارِ الفجرِ
نقبَ الضبُّ السدَّ ففاضتْ صنعاءُ
النسوةُ في عَدَنٍ قحطانُ
ترفو ثقباً في جَسَدِ السدَّ العالي
سَبأتْ في مأربَ ( إبرهةً حَبَشيّا )
أسَرَتْ فيلاً نَفَقتْ في تَعِزٍ أفيالُ
ذَنَبُ الضبِّ اليمنيِّ قصيرٌ عُمرا
بترتهُ النسوةُ في ميدانِ التغييرِ
الضبُّ المحروقُ يُعاني عِلاّتٍ شتّى
يعبدُ خلفَ يهودِ قُريشٍ عِجْلاً ذَهَبيّا
يزحفُ بطناً ظهراً يستجدي ( قاتا ) !

CONVERSATION

0 comments: