مارينا
يا سيّدة الصّباح
يا مانحة البوح و الاتّساع
ضحكت خطانا في جدائلك
و ارتبك الجليد و التّتار...
اتّسع العناق
و شدونا في جبينك
ما عرفنا فتنة السراب
و لا نسينا قرطبة و القيروان
كان يومنا وطنا
بلّللنا البوح
و نثرنا الموج اعترافات
هنا يا سيّدة المحار
طفت في دفترك
وعزفت تخوم اللّغات في صهيلك
أوغلنا في حديث المواسم
و زغاريد الأمطار
حتى اخضرّت السنابل في يديك
انكسر مرقصنا فهوينا
و ما سقطنا
اشتهانا عرس ناي و كمان
و انتخبك عروس الملاحم
و نرجس المرايا
أتذكرين؟
كيف حرّررنا فراشتنا
و في قهوتنا صاغت الوردة دهشتنا؟
سفر النبوءات كان يؤنس حكايانا
و يفرد لعينيك أحلى الصباحات...
كم عدونا
و بشّرنا الموج بلوحتنا
و صحونا مع النغمات
نسيتنا النوافذ و تخطّانا الطريق
كنّا يا سيّدة المحار
نبأ جديدا
و همس حمام
كنا كالجياع للرّغيف
يحار النادل لضحكتنا
و تعجب النّحلة لرقصتنا
في الجسر العتيق
سيّجنا بأهاتنا الرسالة
و أهدينا السّور بعض عصافير
و لكن استبدّ بنا القطار
و اكتنف المدينة الضّباب...
في رحيلك
كنت غريبا
يا سيّدة المحار
حاربني طوفان
و غفت الأمنيات
في قرف الزّحام
0 comments:
إرسال تعليق