في ذكرى ابنتي/ صبري حجير



لو كنت أعرف أنها الدقائق الأخيرة التي أراك فيها

لكنت ضَمَمتُكِ الى صَدْري أكثَرْ

لكنتُ قَبلتُ وَجنَتيكِ ، ويَديكِ ، وعَينيكِ

لكنت تشبثتُ فيكِ بكلتا يداي

وحدقتُ فيكِ مَليّا ..


لطَالَما بَحثتي ، ياابْنتي ،عن مُستَقرٍهادئٍ،

ليسَ فيهِ ضَجيجٍ أو هَدير .

ولا فيهِ أوراقٍ وأضابير .

في اتجاهاتٍ كَثيرةٍ كُنتِ تَذهبينَ

تمشينَ على أرصفةٍ ، وتجلسينَ على مدرجاتٍ

تَبحثينَ عَنْ شيءٍ مَا ..

عن قيثارهْ ..

عن هدوءٍ ..

عن هويهْ ..


سَحَقَتنا الغُربَةُ ياابْنتِي

سَحقتْنا العواصفُ والأعاصيرُ يا صغيرتي

وَرَمَتنا على حَوافِ المُدنِ وَالضواحِي


تسافرُ فينا حيفا .. تتركنا قبلَ أن نكتمل ..

تنشرنا في الشوارع الشقراء ..

فيشتدُّ العودُ فينا .


تشدنا حبالُ الغربةِ ، وتطوينا في بيوتٍ أومعازلٍ

وتَرمِينَا في مَسافاةٍ بَعيده

أنا هُناكَ ... وأنتِ هُنَا !

لا ، لا ، إنّ روحكِ تحومُ هناكَ

حيثُ كانت جدتُكِ تُرتبُ غرفتها

وتُجدّلُ ضَفائِرها .

CONVERSATION

0 comments: