العابرون بوابات التاريخ/ صبري حجير



قَبلَ أن تصِلُ خُيُوطُ الفَجرِ ، وَصَلت سحاباتُ المَوتِ مسرِعَةً الى هامَتِهِ ..

كانَ الليلُ مُتَسَمِراً في مَطرَحهِ ، وعيُونِ الخوفِ ترتعدُ تحتَ الجفُون ..

الوجوه الممتلئة بالحقدِ والسُّمِ تختبيءُ تحتَ براقعِ الأقنعةِ ..

المِقصَلَةُ تنظُرُ إليهِ بِحزنٍ ، لكنها كانت تلعنُ هذا الزمان !

نظَرَ اليهم بازدراءٍ ، وارتأى أن يُقبل على الشهادةِ بِعُلُوِ قامةٍ ، وَثَبات عزيمة .

ومضى قبلَ أن تحُزّ خيوطُ الشّمسِ صباحَ ذلكَ اليوم .

عندما سَقطَ عن المقصلة ِتطايرت كلماتهِ في فضاء الدنيا تعلن أنّ فلسطين عربية ..عربية .. عرَ ..

بقيَ رجع الصَدى يرنُّ في أسماعنا ، ويحفرُ في صدورنا ، دون أن ندري حقيقةَ الوعدِ الذي جاءَ بهِ العابرونَ لبوابات التاريخ ...

 
السويد


CONVERSATION

0 comments: