هكذا قال الأب للابن الأكبر
وهكذا تأوّه الأعرابي
"العاقُّ أَصبَرُ من أَبَوَيْهِ."[1]
انفرط عقد خنساء في نجد .. لازالت تراود فتيانها بين الوغى وثدييها .
تلك المرأة الطاعنة في السن الموبوء ببرص الدهر القادم من زمن العاطفة والحب .. , راحت تودعه إلى مثواه الأخير على الضفة الأخرى .. برصيف المرفأ ظلت تلقحه الوصايا العشر ..
انفرط لسان داود على ألواح دُسر يمارس لعبة القحط وتيه العمر يُجانبه .. على نمط الغريب كامو يمشي في ظل الخيلاء مُخْتَالا فَخُورا ، يعاقر الرعد في صوته يغني أغاني النصر لشيم ..وحلم معاقرة الغونكور تراوده
أنا من صلب ميرسو .. أنا كرغلي لن أقاوم بموريستاقا ...اتهموني..اتهموا أمي بالعهر إن شئتم قالها متكأ على قلم الهذيان.
الرحمة ..الرحمة يا بني ..ألم تكن تزحف مع الدود يوما قالها الأعرابي يستعطفه.
عانق الريح الصفراء .. عانق صقيع الشمس و الكَلأ القاحل.. هتف الفتى يجافيه من بوردو .. وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ [2]
كمال لم تكتمل قدسيته على نمط القديس أوغسطين ، مازال الراهب إليخيو يحرضه بشوارع باريس لقتل هارون العربي .
مازال داود يخاف دبيب الدود كالكابوس يقض مضجعه .
ليت صدرك ما حوى ما حوى ..ليته كان ارتقى قبل أن يرتقى ذاك الحمل الوديع منصة الضالين ..
طَفَلَ ليلك أيها الجانح فليرسلوك إن شاءوا إِلَى مروجهم الخضراء في غياب حضرة الشمس .. لِترْعَى الخَنَازِيرَ إن شئت وأملأ بطنك بٱلْخُرْنُوبِ[3] مجانا إن شئت .. وَذِمَتِ دلوك هناك وانقطعت سيورها لم يعد قاموس العرب حَبْلانُ بك ..لم يعد يعرفك .. فاجنح أَنَّى شِئْت وكن ابن بيير أسولين إن شئت .
ليتك أيها الخروف الضال الضار قلت أف ..أف وارتويت واكتفيت.. ليتك لم تعد ..ليتك لو تدري...
فليتك ما عدت تحمل بعضا من منك ..
لن تتدفق الأبوة عاطفة ..جفت مع أول خيط من عار..
مكبودة بك وفيك..طغى الوحل على جذور الزّعتر والنعناع فيك ..اصرخ أيها العطار في وجوه الصبية العابثين ..بأخاديد الياسمين . توسد أيها الراعي خرافك وانسج من صوفها حكمتك ثم وصيني الوصايا العشر.
لاشيء يوقظ الحكمة .. لاشيء
من أي معركة عدت ..عفوا من أي ملهى عدت .. مازال أخدود الوتر يحفر البنان مازالت رنات الوتر تَتْرى بآذانك.. تخدر مآقيك..
هل من امرأة عطوفة تأويني.. تحنط فيّ الوصايا العشر ..تراود مخاضي العسير هكذا قالت السنون الطاعنة في الشيخ .
اهجريه في نوبة مخاض .. لا يريد طفلك طفله ..احبسي أنفاسه النتنة إن شئت ..
مَكْبودة هي بك وفيك.. ألقيه في اليم .. عينك ما قرت .. لن يعود إليك بياضك الناصع من غير سوء..
من مخبئه الأبدي هتف ريتشارد سون : "لا تنتظروني لن يعود الابن الضال مرتين"
الجزائر ديسمبر 2014
[1] مثل عربي
[2] الآية 43 سورة هود
[3] نبات ترعاه الخنازير
0 comments:
إرسال تعليق