أسَفار الأولين ولمَة المَلائكة/ د. خالد الأسمر


أقلبُ الحب بين أصابعي
وأنصت لصوتي يرنم
سيل من أسفار الأولين،
أسرعتُ في ساعة
المغيب الى منار مطل
على مرفأ بعيد،
أقتفي الأحباء والأطلال،
أفنيت دهرا أترقب أحوالهم،
فكان القلب ضلال
وكان النظر محال.

أيستوي عشقهم مع 
نثار العقيق والذهب،
ولا يليق بهم الإ البواح جهرا.

أستلقي في خلوتهم عشيا،
فتتساقط علي أنجما 
وضياء مشع.
لم أعرفهم للوهلة الأولى،
علامات المحبين السكون والرضا،
نورهم أغشاني  ثم توارى عند الشفق.

سكنتم  السرر المرفوعة،
وكنتم للحب أقلام ممدوة،
لو غرفت من يمكم يما 
لمال الي كل من كان يأبى،
ان تكون لمة الملائكة 
أقرب اليه من نفسه وعمره،
أقرب اليه من حبل الوريد.


فأتوه  سعياً مدداً وعداً
ولا تفتنوه عن مباهج الدنيا،
وما أراد الإ إيعاذ بالقرب،
كلما رأكم رأى جماعة رُحل،
في مواكب من فضة،
يعتمرون فرُش بيض
كأنهم الزبرجد والقمر،
كـأنهم في ظلال وعيون
لا يرتابهم احد،
وما أغنى عنهم احد.
.
وكانت شمسكم براقة،
وكان مرج البحرين
يدغدغ مساءكم عطرا،
وكنتم تمشون على الماء هدلاً،
يا من أسملتم سلام اليمام ليميني
وسلام المتحابون بكم على يساري،
لم يكن وصالكم الا ميثاق صِدقَا،
لم يكن وعدكم الا حَقََا.

CONVERSATION

0 comments: