إنّ من علامات هذا العصر المميزة ، أنه عصر العلم والتكنولوجيا وتفجر المعلومات والسرعة ، وفي نفس الوقت – للأسف - فهو عصر ينتابه كثيرٌ من الظلمة والشر واهتزاز المعايير ، حتى لنجد ساسة عصرنا محتارين في أمرهم وعنائهم و جهدهم نحو إصلاح الأمور ، في زمن الماديات والإضطرابات و جنون التعصب و البربرية و الوحشية و الإرهاب الذي يهدد الأمن والإستقرار في العالم .
قد يتفق البشر في معظم الأحيان على المفاهيم المجردة ، ولكنهم غالباً ما يختلفون إذا قاموا بالتحليل الخاطئ في التفاصيل الجزئية التي تقع تحت ذلك التجريد . فمثلا إذا اتفق الجميع على حب الفن المرئي بوجهٍ عام ، نراهم يختلفون في مدى قبولهم أو رفضهم لنوعٍ معين من الفن ... وذلك بسبب إختلافهم في الفكر والتذوق وفي تفسيرهم للمضمون ...ولهذا نرى الناس من أصحاب السياسة والإجتماع والدين يتفقون على المظهر العام ، ولكنهم يختلفون في آرائهم عند شرح الجزئيات ، ولذلك نراهم يتشاجرون ويتخاصمون ويتحاربون وينقسمون ... لماذا ؟ لأن الإنسان في هذا العصر يقف متحجراً أمام مرونة التفكير والتأمل العميق والغوص في الأغوار من أجل الإدراك السليم الذي يؤدّي إلى توضيح الرؤية الحقيقية للمفاهيم المحددة الصحيحة بمنظار جديد . وذلك لأن من خصائص التجريد في الفكر، أنها تجمع الناس على اختلاف أنواعهم وأجناسهم وثقافاتهم ودياناتهم وعقائدهم وميولهم ، عن طريق إذابة الحواجزالجزئية والتفاصيل الدقيقة التي تؤدي إلى ارتباك المعاني واختلاط المفاهيم وتشويه الموازين .
وأعتقد أني لو طرحت السؤال الآن : كيف نتحول من فكرٍ قديم إلى فكرٍ جديد ؟ كان الطريق إلى الجواب واضحاً ، وهو أن النظر إلى المفاهيم السائدة التي تؤرقّنا نظرةً موضوعية بعين العقل والإدراك ، على أن نكشف مضمونها الحقيقي بما ويناسب ويسايرالعصر في معانيه المختلفة المعاصرة مثل : مضمون الإنسانية و الديموقراطية والحرية والتحرر والحق والقانون والعدالة وغيرها . كل هذه المفاهيم في مضموناتها الحقيقية من الممكن تحقيقها وإنجازها فعلياً إذا استطعنا تغيير الفكر فينا عقلا وقلبا وروحا ... ولعلني هنا في غنىً عن كثيرٍ من الشرح ، وأصرخ وأقول بأن "الإنسانية " و"الحرية " و" الديمقراطبة " و"العدالة " و "الروحانيات" و " القيم " هم من المطالب الضرورية التي تشغل عصرنا ، فما أشد احتياجنا اليوم إلى التحول الفكري والروحي من القديم إلى الحديث - في مجال الفكر السياسي والإجتماعي والديني - من أجل قيادة وإرشاد الأجيال المعا صرة حتى يمكن تغيير واقعنا إلى الأفضل .
ومن أجل التوضيح : إن الأفراد والمجتمعات التي تكوّن الشعوب في الوقت الحاضر، إذا أرادوا أن يستمروا في حياتهم على منوال الماضي الذي صنعه أسلافهم بحذافيره أو برجوعهم إلى الخلف ، فلا بد وأنهم قد يقعوا فريسة التحجر و التجمد والرجعية في المبادئ ، في حين أنه من حقهم أن يتحوّلوا ويحوّلوا ، وأن يتغيّروا ويغيّروا حسب تغيير ظروف الحياة المعاصرة . فالموروث من الأسلاف إذن لا بد من أن نبقي بعضه وأن نحذف منه بحسب ما يقتضيه العصر . كما وأن هذاالإنتقال أو هذا التحول لا يمكن أن يكون مثمراً إذا كان في المظهر أو في القشور ، أي عائما على السطح وليس في العمق ... خشية أن يجيء سقيما أوتحولاً مؤذياً وضاراً . وذلك لأن التغيير أو التحول الحقيقي لا بد وأن يصل عبرطيات المعاني الجوهرية للمضمون ، عن طريق الإدراك الفكري و الحسي ، بما فيه المعنوي والروحي من خلال عين العقل .
إنني لا أكتب هنا من أجل أن يتلذذ القارئ بألفاظ الكلمات وحسن صياغتها كما كان قديماً المبدأ في الأدب إنشاءً ونظماً ، والمبدأ في الفن المرئي شكلاً وجمالاً ، وإنما تراني اليوم أعبّرعن نفسي أدباً وفناً بأسلوبٍ معاصر ليتماشى مع روح العصر و ليوقظ بواطن العلم والمعرفة فيخرجها من الظلمة إلى النور . وهذا ما أعتمدته في استخدام النور كوسيلة حديثة للتواصل الفني المباشر مع الجمهور في معرض " ثريشهولد" بمعنى " نقطة ولحظة التحول" . فما أحوجنا اليوم إلى التحول الجوهري والحقيقي في حياتنا المعاصرة ، من خلال التأمل وإعادة التفكيرفي أنفسنا وعالمنا من أجل خلق عالم أجود وإمكانية العيش حياة أفضل .
**
معايدة
بمناسبة عيدي الميلاد المجيد ، ورأس السنة الجديدة ، تتقدم الفنانة والأديبة مارسيل منصور إلى
جميع أبناء الجالية العربية وجميع الأصدقاء ، والأقارب ، بأطيب الأمنيات ، راجية من الله أن يعيدهما على الجميع بالخير، و الصحة ، والسعادة ، و الأمن في وطننا الحبيب أستراليا والحرية والإستقرار والسلام في أوطاننا العربية في الشرق الأوسط .
**
معايدة
بمناسبة عيدي الميلاد المجيد ، ورأس السنة الجديدة ، تتقدم الفنانة والأديبة مارسيل منصور إلى
جميع أبناء الجالية العربية وجميع الأصدقاء ، والأقارب ، بأطيب الأمنيات ، راجية من الله أن يعيدهما على الجميع بالخير، و الصحة ، والسعادة ، و الأمن في وطننا الحبيب أستراليا والحرية والإستقرار والسلام في أوطاننا العربية في الشرق الأوسط .
0 comments:
إرسال تعليق