على ضوء تصاعد الأزمة السورية،وتحديداً بعد معركة القصير،وما حققه فيها الجيش السوري وحليفه حزب الله من إنجازات إستراتيجية،قادت الى قلب الموازين العسكرية لصالح النظام السوري،وجدنا ان العديد من القوى المتمسحة بالإسلام والمستغلة لبساطة وعفوية الجماهير وتدينها الشعبي،واللاعبة على وتر مشاعرها وعواطفها،
وفي سبيل مصالحها وفئويتها وإقصائيتها وحقدها وكرها على ولكل من يخالفها الرأي او المبدأ،عمدت الى ممارسات خطرة جدة من شأنها ان تشكل عامل هدم للمجتمعات العربية،ليس في إطار التفكيك والتقسيم،بل في إطارات أخطر من ذلك بكثير،وبما يكشف عن مشاريع مشبوهة يجري الترويج لها وتسويقها وتصل حد الخيانة حيث يجري بشكل ممنهج ومنظم العمل على نقل الفتن المذهبية والطائفية من مستوياتها الرسمية الى مستوياتها الشعبية،وبتلاقي ليس عفوي أو غير مقصود مع مشروع الفوضى الخلاقة الأمريكي المستهدف تجزئة وتقسيم وتذرير وتفكيك الجغرافيا العربية وإعادة تركيبها من جديد على اسس مذهبية وطائفية خدمة لهذا المشروع،حيث تجند العشرات من قادة حركة الإخوان المسلمين والناطقين باسمها لهذه الغاية وهذا الهدف،بدعم وتمويل من مشيخات النفط والغاز الخليجية،ونستذكر هنا ان كل تلك الدعاوي والفتاوي وعمليات التحريض والتكفير والتخوين،تقوم على قاعدة مصلحة الجماعة لا الأمة ولا الوطن ولا الشعب،حيث تدعى ما يسمى بعلماء المسلمين لعقد اجتماع لهم في القاهرة،واصدروا فتاوى الجهاد ضد النظام السوري،فهو النظام الذي يقف حجر عثرة امام "تحرير الأقصى وفلسطين"ولم تقف الأمور عند هذا الحد،بل لتبلغ الأمور حدها في توصيفات الشيعة بانهم كفرة وروافض ومجوس وفرس وغير ذلك من عبارات القدح والذم والتكفير والتخوين التي لم تعرف طريقها الى مجتمعاتنا في عصر الظلمات،وذهبوا ابعد من ذلك عندما دعوا الى مقاطعة البضائع الإيرانية،على إعتبار ان ايران،تغرق بلداننا العربية ب"القواعد العسكرية" وسفارات"التجسس" وغيرها،ونحن لا نعرف لماذا خرست السنتهم ولم تدعو الى مقاطعة ليس البضائع الأمريكية،بل الإسرائيلية،فلربما لأن اليهود اهل ذمة وكتاب ولا يجوز مقاطعة بضائعهم او إغلاق سفاراتهم???،فهذا يرفضه "الشرع ويحرمه" في عرف مختطفي الإسلام ومشوهيه،واعقب ذلك خطاب توتيري لواحد ممن يأتمرون باوامر المرشد العام للحركة،وهو الرئيس المصري مرسي،والذي كشف بشكل جلي واضح عن حقيقة المشروع الإخواني،هذا المشروع الذي إنكشف سريعاً وباسرع ما كنا نتوقع،وهو يشارف على الإنهيار،حيث لم يكتفوا بالدعوة الى تشكيل الوية وكتائب"جهادية" لتحرير" سوريا من "الطاغية" بشار الأسد،وحسبت انه سيحرر مسرى الرسول من الإحتلال الإسرائيلي،وامعن في صفاقته عندما اعلن قطعه للعلاقات مع سوريا وإغلاق سفارتها،في خطوة عكست مدى الأزمة التي تعانيها الحركة على صعيد الوضع الداخلي المصري،حيث حركة تمرد المصرية جمعت اكثر من 15 مليون توقيع من اجل إسقاط مرسي وحركة الإخوان المسلمين،وهو يريد الهروب الى الأمام وخلط الأوراق فيما يتعلق بما آلت إليه الأمور في الشان الداخلي وتهاوي المشروع الإخواني،وكذلك يريد صرف الأنظار عن الأخطار المحدقة بمصر،قيام اثيوبيا ببناء سد على نهر النيل،بهدف جر مياه نهر النيل الى اسرائيل،وتعطيش الشعب المصري،وفقدان السيطرة على سيناء وتحويلها الى بؤر لقوى الإرهاب التي تعبث بأمن مصر وإستقرارها،وهو بذلك يريد ان يثبت لأمريكا بانه ينفذ تعليماتها،وان الإتفاقيات الأمنية والسياسية والإقتصادية والعلاقات مع اسرائيل لن تهتز او تتغير.وشارك في تلك الحملة الهستيرية من الفتاوي والفتن المذهبية من حولوا صيدا الى مربع للإرهاب والدعارة والفساد وكل انواع التجارة غير المشروعة،ومأوى للهاربين من وجه العدالة من لصوص وبلطجية ومجرمين وقطاع طرق،وفي المقدمة منهم البلطجي احمد الأسير وجماعته،والذين حاولوا كما حاول من قبلهم جماعة ما يسمى بجند الإسلام جر المخيمات الفلسطينية الى المعركة مع الجيش اللبناني،الذي دك اوكارهم،دون ان ينجحوا بجر مخيماتنا الفلسطينية الى معركة ضد مصلحتهم ومصلحة المخيمات الفلسطينية،كما حصل في قضية مخيم نهر البارد في السابق،والتي ندفع ثمنها حتى اللحظة،وليس هذا فحسب،بل في نكران غير مسبوق للجميل،يطل علينا الموتور عزيز الدويك،والذي يحمل نفساً إقصائياً وتحريضياً وعصبوية مغرقة بالفئوية،خبرناها جيداً في الشأن الداخلي الفلسطيني، هذا النفس وهذه العنجهية جعلته يتصور نفسه بانه"جهبذ" زمانه،وأنه لولا وجوده لضاعت فلسطين وضاعت قضيتها،وانا اجزم بانه لن يضيع فلسطين وقضيتها سوى مثل هؤلاء الموتورين،حيث يرى بأن "الجهاد" في الشام اولى واسبق على الجهاد في فلسطين،ويا لعار الشام التي إحتضنتك انت وجماعتك،التي لولا سوريا ما كنتم لتكونوا موجودين على خارطة الوطن،اه يا جبريل كم أخطأت فانت عملت بأصلك وبحسك الوطني والعروبي،ولكن هذا مع من يعرفون معاني الوفاء والإخلاص والعروبة،ليس مع من يقتلون الناس على الهوية ويسحلونهم في الشوارع،كما يحصل الان في مصر،والذين ينقلون الفتن من مستوياتها الرسمية الى مستوياتها الشعبية،لكي يغرقوا امتنا في حروب مذهبية لا تبقي ولا تذر،ولا نعرف لمصلحة من ينفذ هذا المشروع، يا مختطفي الدين ومشوهي تعاليمه السمحة..؟؟،تتباكون على شعب سوريا وحرائرها اللواتي بعتوهن في سوق النخاسة لقوادي واثرياء الخليج،بابخس الأثمان من اجل حل عقدهم وازماتهم الجنسية،تحت ستار شعار كاذب وخادع،هو السترة عليهن وعدم وقوعهن في الحرام،وكأن عملية بيعهن ليس شكلاً من اشكال الدعارة المنظمة التي تروجونها وتسوقونها..؟؟إن ما يجري من عمليات تحريض وشحن مذهبي من قبل جماعة الإخوان المسلمين بالتحديد،يدفع بامتنا العربية والإسلامية نحو الدمار والتفتت والفتن الداخلية التي من شانها خلق جروح وندوب في جسم الأمة لا تندمل بسهولة،وواجب كل قادة الفكر والرأي والمثقفين وصناع القرار والشرفاء والمعقلين من رجال الدين،أن يتخذوا مواقف حاسمة من هذه الدعاوي والفتاوي التحريضية،وان يقولوا بشكل جلي وواضح بان هؤلاء ليسوا بحجة على الإسلام والمسلمين،فالإسلام الذي نعرفه يقول بانه عندما تقتل طائفتان من المسلمين فالصلح بينهما هو له حقل الأولية،وكذلك إسلامنا الذي نعرفه يقول لا فرق بين عربي وعجمي إلا بالتقوى،أما إسلام القتل والسحل على الهوية،فهو دخيل على ديننا وتعاليمه السمحة.
0 comments:
إرسال تعليق