على طول شارع محمد فريد بوسط المدينة والذى يمتد من محطة مترو محمد نجيب أو ربما قبل ذلك الى شارع 26 يوليو وربما بعد ذلك ينتشر جدا وبشكل صارخ - أصبح خانق للهواء مانعا له - الكراسى المتحركة التى يجلس عليها الرجال المرضى والمعاقين أو بعض السيدات اللائى يقدن أطفال ورجال مرضى ومعاقين
باتت هذه الصورة جارحة للعين مبكية للقلب طاعنة للضمير الإنسانى فى مقتل !!!!
ولكن اليوم كانت الصورة مختلفة مغايرة , فقد تعالت أصوات النسوة والرجال وقد ضاق عليهم شارع محمد فريد بما رحب فتسارعو يتقاذفون بالألقاب النابية ويتشاتمون لأن أحدهم – من وجهة نظر إحدهم – قد جار على حقه فى رزقه كما جاء فى سياق الكلام , جار على حقه فى الشحاتة التى هى أساسا رزقا الله وحده يعلم مدى قبوله أو مشروعيته !!!!
وهكذا يا رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسى المسلم المنتخب بالصناديق تعتبر الشحاتة حق يتنازع عليه الشحاتون !!!!!
ولذلك للحق هذه الصورة لا أدرى كيف يتغافل عنها المسئولون فى البلد , نعم نحن بلد نام , موارده قليلة ولكن عقلى لا يستوعب أننا فقراء ضمير الى الحد الذى نترك فيه هؤلاء المرضى ذوى الإحتياجات الخاصة جوعى ملقون فى الشارع يسألون الناس إلحافا لا يتورعون عن كشف عوراتهم على الناس إبتغاءا لكسب لقمة ضئيلة فى شارع تمر منه أفخم أنواع السيارات بداخلها أناس يرتدون أبهى الحلل ويتزينون بالحلى وتنبعث منهم أنقى وأروع أنواع العطور وبرغم ذلك لا يبادر احدهم بإخراج يده من سيارته لإعطاء من بالخارج حسنة قليلة تمنع بلاوى كتيرة !!!!
قطعا أنا هنا لا أشجع على التسول الحادث والذى يملأ الشارع المصرى !!!! أنا هنا لا ألوم على الأغنياء أنهم لا يعطون لهؤلاء الفقراء فى الشارع !!!! فمن المعروف أن الصدقة لها طرقها الشرعية .
ولكن ما يشغل بالى ويلح على أنه كيف لرئيس الجمهورية الدكتور مرسى ,, كيف لرئيس الحكومة دكتور قنديل ,, كيف حتى لمرشد الجماعة مهندس بديع ,, بل وكيف للرجل الثانى فى الدولة مهندس الشاطر وغيرهم ممن يرفعون راية الإسلام معلنون نصرته !!!!
كيف لكل من يحكم مصر أو من يتوهم أو يتخيل أو حتى يتمنى حكمها أن يستطيع تحمل هذا العبىء , هذه الصورة الزاعقة الألوان التى تشيع القبح بأفظع صوره وألوانه بل ومعانيه أيضا ؟؟؟
لهؤلاء وغيرهم – وهم كثير – أقول يوم القيامة سوف يؤتى بهؤلاء – هؤلاء العوزى والمساكين - ليقتصو منكم – يوم القيامة يوم أن يستوى الله الى السماء وهى دخان ويأمرها هى والأرض أن تأتيا طوعا أو كرها فتقولا بل أتينا طائعين ,,, يوم يقبض الله اليه أرواح من فى الأرض والسماء جميعا من البشر والحيوانات والطير والنباتات والملائك وكل من تفضل بخلقه سبحانه وتعالى سواء عرفناه أم لم يتسنى لنا معرفته ويتساءل المولى جل وعلا لمن الملك اليوم ,,, فلا مجيب ,,, فيرد سبحانه فى علاه لله الواحد القهار
فى هذا اليوم الذى لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم وعمل مقبول , أتساءل كيف لهؤلاء وغيرهم المثول بين يدى القاضى الأعظم فى محكمة ليست لحكمها نقض لأنها تنطق بالأفعال – أحصاه الله ونسوه –
يا من تحكموننا أو تتوهمون حكمنا أو تتمنون حكمنا أو ترغبون أو تشتهون أو أو أو ..... كيف أعددتم العدة لهذا اليوم فكلكم مسئول وكلكم راع وهذه هى الرعية فهل حصلتم على رضاء الرعية !!!!!
هل حققتم الكفاية للرعية !!!!
أنا هنا لا أخاطب الحكومة فقط والرئيس فقط رغم أنهم حسب الناموس هم المسئول الأول والرئيسى والراعى الرسمى للشعب وهم من تقع على عاتقهم مغبة هذا الأمر ,, ولكن البعض من علية القوم – السياسيين , أهل الدين , كبار الإقتصاديين , رجال الأعمال , المثقفين ,, القضاة ,,,,, هم كثر , خاصة من يحرصون منهم على إشعال السيجار والتعطر بأفخم العطور وإرتداء السينيه من الملابس والحلى وإمتطاء إغلى وأعظم السيارات الفارهة كل أولائك كانو عنه مسئولين , ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ,, قال أحدهم أن فى كوب الماء البارد نعمة , فى هدمة تستر البدن نعمة , فى سقف تستلقى تحته وتغمض عينيك نعمة ,,,,,, فهل يا كل كبرات وأعاظم وطننا الأغر حمدتم الله على هذه النعمة حق الحمد
حق الحمد هنا لا يتوقف عند حد الذكر أو الحمد لله كثيرا بالحروف واللسان والصوت فقط ولكن بإعطاء ليس فقط ما يفيض علينا وإنما عطاء يزيد على ذلك ففاطمة بنت محمد جاءها السائل ثلاثة أيام وقت الإفطار فكررت إعطائه فطورها وقالت إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءا ولا شكورا
سيادة الرئيس , سيادة رئيس الحكومة – أعود إليكم لأنكم الأصل - حسابكم عند الله عسير فعمر بن الخطاب قال لو عثرت دابة فى العراق لسألنى الله عنها ولكانت خصمى يوم القيامة حتى يقتص الله لها منى ,,, فهؤلاء ليسو دواب وليسو فى العراق إنما هم منتشرون فى وسط العاصمة , فى القاهرة , عاصمة مصر على بعد بعض الكيلوات من قصر الرئاسة وأيضا بعض الكيلوات من مجلس الوزراء
إفعلو خيرا لأنفسكم تجدوه وإلا فإن الله قال وقوله الحق
هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا
فندعو الله أن يجعلنا من المقبولين , ممن يقابلو وجهه الكريم وهم غير خزايا ولا مجرمين وندعوه ألا يجعلنا من المحرومين ولا المغضوب عليهم وندعوه أن يرحما برحمة من عنده على ضعفنا وجهلنا ورغبتنا فى غفرانه ورضاه
ألا هل بلغت اللهم فإشهد
0 comments:
إرسال تعليق