الأخضر بن يوسف/ أسعد البصري


فلتتبدّلْ أيّها البحرُ
ملءَ فمي الطّرقاتُ والخفقانُ
وليحملِ الماءَ من بعديَ أشجارٌ و عصافيرُ
لا يمكنني الغرقُ في المكان الذي التقينا به أوّلَ مرّةٍ
طعم الأغاني لا مثيل له هذا الخريف
ليس على ما يرام قلبي
سقط فيه الشارع الفارغ آخر الليل
أقولُ للشّاعر مُتْ فيموت
هذه مهنتي
هل قدر الفتى يولد من امرأة واحدة ؟؟
و هل في العيون السود ضوء ؟؟
ماذا يفعل المدمنون على الحبِّ في منتصف العمر ؟
جئتكم من المياه العميقة حيث بيت الأخضر بن يوسف
لكنكم واحسرتاه ! تغيّرتم كثيراً
صار لزاماً عليَّ قتل الوقر بالوقت
كبرت على الشعر في منتصف العمر
بلا زوجةٍ ولا عمل أتأمل جنازة طفل
و تحت المطر كنت معلماً
في الصف الأول تولد الحروف
وفي الصف الأول مكاني
الضوء الذي خرج من عيوني رأى كل شيء
لكنني كثيراً تأخرت لأجد كلمات مناسبة
لم يكن الإسراع بأقدام الآلهة ممكناً
على مهلهم دخل الخالدون
هكذا جاءت الكارثة
بالعيون السود رأيت الضوء يخترق حياتي على حقيقتها
لا يتشاءم العصفور حين يغني
الغناء تحت المطر في قريتنا كله تشاؤم
هذا اليوم كنت في الجامع يا سعدي يوسف
كان الشيخ مسالماً لأن أحداً لم يقتل أنبياءه
قال لنا ما لم تجرؤ على قوله :
الإيمان ينقص و يزيد ، و كذلك الإنسان
بكى غلام المتنبي سيده بعد مقتله
بكى البكاءُ نفسه في المكان
فبأيّ آلاء ربكما تكذّبان ؟!

CONVERSATION

0 comments: