هي امرأة تلبس العيد
وتغازل القمر
وتغني لعنترها قصيدة
حين يأتيها المساء
تعانقه في الخيال
ثم تعلن أنها تخشي الهوي
وبابها الزجاجي يرقد يرقد خلفه
امراة جاوزت عامها الستين
وكانت تري فيما يري النائم
وجهها القمري
حين ينام علي أسطح الدور
ترتدي معطفها الأرجواني
وتكتحل بسماء من زرقة
وتحمل طفلا عجيبا
يرضع من ثديها حليبا
ويداعب نجمة لاحت في الأفق
لكن حين داهمها المساء
ودس في جسدها الوهن
وتركها وحيدة بلا أحلام
فجف ضرعها واصفرت أوراقها
وحطمت مرآتها
وأدمنت النظر للنهر
وخلفها الشجر المعلق
ينظر إليها ساخرا
بعد ما سرق الربيع عطورها
وألقاها للصوص وقطاع الطرق
وسرق من فمها الأمان
فنامت مستسلمة لجرحها
تبكي وتلوك القهر بين أسنان
تآكلت وتساقط معظمها فأصبح
منظرها عجيب
وكيوبيد هذا الشقي
كم عذبها وسكب دمها
في كفوف لا تدري الهزيمة
بالطيبة والحسن وصلاة فجر
زادها نورا وبهاء لكن
هاهو الفجر يغيب
والليل في حقولها يفرد عباءته
الثقيلة
فتموت بأرضها كل الزهور
والأبناء يسكبون النار
فتشتعل عشتار ويهجرها الأحبة
إلي بلاد تقتل الأجنة
في بطون الأمهات
والبسمة في وجه الصديق بالدولار
والكنز لم يعد تحت الجدار
وتفرق فيك بالأمر السمار
وضاعت سومة ولم تعد تنتظر الهوي
ليلا ولا نهار
0 comments:
إرسال تعليق