تأويلُ التعليل/ د. عدنان الظاهر

( للمتنبي )
العلّةُ يا مُتنبئُ في المعلولِ
قصّرتَ ولم تبلغْ في حَلَبٍ شأوا
أهلٌ ضاقتْ بهم الأرضُ فساحوا
وَطَنٌ أنكرهمْ أصلاً فصلا
ذاقوهُ فضاقا
نُدمانُ كؤوسِ البؤسِ كِثارُ
سَكَناً تسألُ والفسطاط ُ بكافورَ تسوسُ السوسا ؟ "1"
أعنابٌ في مصرَ تناهبها العسكرُ والثعلبُ والذؤبانُ "2"
تتضرّسُ بالحُصرمِ والمالُ مواعيدُ خَرا .. تيتي " 3"
لا من خيلٍ تُهديها "4"
إلاّ بغلةَ قاضي مولانا
وفحولُ الشامِ البيضُ عطوُلُ "5"
" ناتو " تُرْكٌ رومُ
قَطَرٌ وخلائطُ شتّى دارتْ
كيف وأينَ دمشقُ تميلُ ؟ "6"
ما زالَ الدربُ طويلُ "7"
قطّاعُ الطُرْقِ كِثارُ
تتآمرُ والإمرةُ في بئرٍ من غازِ
عولمةٌ وربيعٌ أسوأ من طيزِ القوقازِ
نِفطٌ أمْ قارٌ يتلّهبُ بعرانا ؟
....  
شكّوا في دينكَ والمولدِ والأصلِ
قالوا ما صامَ وما لاطَ ولا صلّى
لم يزنِ ولم يعصرْ أو يشربْ خمرا
عابوكَ وشانوكَ وسبّوكَ لِذا
هل مدحوا قبلكَ نِدّا
يتنبأُ مرسولا ؟
نقلوا بغدادَ لواسطَ في ديرِ العاقولِ
خسفتْ بالمشهدِ كوفانُ
سألتْ أين السيفُ وأين الخيلُ وأينَ الليلُ ؟ "8"
ناحتْ حَلبٌ في مجلس فاتحةِ الفسطاطِ .
.....
رحلَ المتنبئُ مقتولا
لم يوصِ ..
ماذا يُوصي ولمنْ يوصي ومّن المُوصى !
لم يَخلفْ إلاّ قبراً مجهولا
وطناً مخروقاً بالقامةِ عَرْضاً طولا
ودماً يصرخُ مّنْ يأخذُ من بعدي ثأري
شَبَحاً أسطوريّاً نبّاحاً ذبّاحا .
هوامش توضيحية من شعر المتنبي :

"1" / [ بمَ التعللُ لا أهلٌ ولا وطنٌ / ولا نديمٌ ولا كأسٌ ولا سَكَنُ ]
"2" / [ نامت نواطيرُ مصرٍ عن ثعالبها .. ]
"3" / [ أنا الثريُّ وأموالي المواعيدُ .. ] . يطلق بعض العراقيين على الدجاجة " تيتي " .
"4" / [ لا خيلَ عندكَ تُهديها ولا مالُ .. ]
"5" / [ وذاك أنَّ فحولَ البيضِ عاجزةٌ .. ]
"6" / [ وسوى الرومِ خلفكَ رومٌ / فعلى أيِّ جانبيكَ تميلُ ؟ ]
"7" / [ نحنُ أدرى وقد سألنا بنجدٍ / أقصيرٌ طريقنا أمْ يطولُ ]
"8" / [ الخيلُ والليلُ والبيداءُ تعرفني / والسيفُ والرمحُ والقرطاسُ والقلمُ ]

CONVERSATION

0 comments: