واحد وثمانون وردة للحزب الشيوعي العراقي في ذكرى تأسيسه/ شاكر فريد حسن

يحيي الشيوعيون العراقيون هذه الأيام الذكرى الواحد والثمانون لانطلاقة حزبهم ، حزب الكادحين والطبقة العاملة الثورية . وتكتسب هذه الذكرى العظيمة والماجدة أهمية بالغة ، لأنها تأتي في ظل أحداث وأوضاع سياسية خطيرة ومعقدة يعيشها الشعب العراقي ، جرّاء الفتن الداخلية والصراع الطائفي والمحاصصة الطائفية والإرهاب الداعشي ، وتتطلب المزيد من الوعي واليقظة والمواجهة الفكرية .
لقد لعب الحزب الشيوعي العراقي على امتداد تاريخه الناصع ، وما زال يلعب دوراً طليعياً وكفاحياً هاماً وبارزاً في الحياة الحزبية والشعبية والسياسية العراقية ، وفي مقارعة الظلم والقهر والاستبداد والطغيان والاضطهاد ، والمشاركة مع الحركات والقوى الوطنية والديمقراطية واليسارية الجذرية في بناء عراق ديمقراطي حضاري مدني حر ومستقل . 
ومنذ تأسيسه وخلال العقود الماضية ، فقد تحدى الشيوعيون العراقيون غياهب السجون والمعتقلات وزنازين النظام الديكتاتوري المجرم ، والموت على أعواد المشانق ، وتجاوز الأزمات والمحن والمصاعب التي مروا فيها ، وتمسكوا بالمبادئ والقيم والمثل الثورية التي نادوا فيها ، وذادوا عنها ، وناضلوا في سبيلها ، قيم الحرية والعدالة والديمقراطية والاشتراكية ، وظلوا قابضين على جمر الكفاح والنضال الثوري المقنن ، رغم العواصف الفكرية والزلزال والسقوط المدوي للمعسكر الاشتراكي ، هاتفين للوطن والحرية والثورة الطبقية الحمراء والمستقبل الزاهي الجميل ، وحاملين رايات وأعلام التقدم والتحرر دفاعاً عن أسمى الأهداف الإنسانية ، وللخلاص من الظلم والاستغلال ، استغلال الإنسان للإنسان ، ولأجل وطن حر وشعب سعيد .
وللحقيقة والتاريخ أن الحزب الشيوعي العراقي ، حزب فهد ورفاقه ، استطاع المساهمة بعدد كبير من الرؤى والحلول للمشاكل المستعصية والقضايا العالقة في العراق ، واتخاذ مواقف جذرية متقدمة في العطاء الفكري والسياسي ، والمشاركة في النضال ضد الطائفية المقيتة وإرهاب داعش وأخواتها ، والعمل على ترسيخ وتعزيز الوحدة الوطنية بين جميع مكونات وفئات الشعب العراقي وقواه الحية المناضلة وشرائح المجتمع العراقي .
فتحية إجلال وإعزاز لرفاق الحزب الشيوعي العراقي وأنصاره وشهدائه ، الذين سقطوا في ساحات الوغي والكفاح بعزة وكرامة وشرف ، وقدموا أرواحهم فداءً للوطن العراقي ،  ودفاعاً عن أسمى القضايا ومبادئ الثورة العمالية والفكر الجدلي العلمي الماركسي ، وواحد وثمانون وردة للحزب في ذكرى انبثاقه وولادته وتأسيسه ، وطوبى لمناضليه الذين حملوا دماءهم على اكفهم ومضوا على دروب الشهادة وللأحياء منهم الذي يكملون الطريق وصولاً إلى تحقيق الغايات والأهداف النبيلة السامية . 
عاشت هذه الذكرى الغالية ، ولنهتف مع الراحل شاعر الشعب توفيق زياد : 
قالوا شيوعيون ، قلت أجلهم .. حمراً بعزمهم الشعوب تحرر 
قالوا شيوعيون ، قلت منية  ..   موقوتة  للظالمين  تقدر  
قالوا شيوعيون ، قلت أزاهر ..  بأريجها هذي الدنا تتعطر ..
يا سائلي لا تستتب أمورنا     ..   حتى يظللنا اللواء الأحمر 

CONVERSATION

0 comments: