لقد إهتز وجدان العالم أجمع على مذبحة ال21المسيحيين الأقباط ‘وضمنهم مسيحى من غانا الشهداء على يد شيطان هذا الزمان ‘ بكينا وإرتعبنا من مشهد الذبح ‘ وفى أنفسنا دهشة وتساؤل ونحن نشاهد قد يكون لأول مرة للغالبية شباب مسيحى يستشهد بهذا الثبات والتوجه الروحى نحو السماء يرون شيئا غير منظور أمامهم ‘ وبالطبع قد وقع عليهم تعذيب مميت حتى ينكرون إيمانهم ‘ لمدة أيام وقد تكون أسابيع يمذقون أجسادهم بآلام مبرحة لا يتحملها إنسان ‘ وجاؤا للذيح كسيدهم المسيح كحمل ‘ ولأن البعض قد تحير فى حالة هؤلاء الشهداء ‘ على ان هناك شيئا غير طبيعى يحدث ‘ كيف واجه هؤلاء الشباب بقوة وتماسك القدوم على الذبح ؟ وحتى وهم يقطعون رؤسهم كانوا عالمين بشئ غير منظور يتطلعون اليه اعطاهم هذه القوة والتماسك والشجاعة ‘ وحتى ولو قال البعض انه رأهم وهم يصرخون أو يبكون ‘ وحتى كرد فعل بشرى لم نراه وأعناقهم تذبح ‘ وأصبح هؤلاء صورة حقيقية للشهداء المسحيين ‘وهذا الجيل له الفخر أن أراهم الرب واقعة حقيقية للإستشهاد وحالة الشهيد قبل الذبح وأثناء الذبح ‘ وسوف نضعها لأولادنا -ليست صور الذبح – ونعلمهم الإيمان وحتى الموت ‘ لأننا نعلمهم بالمحبة للغير مهما كان عداؤه ‘ حسب وصية الرب أحبوا أعداءكم باركوا لاعنيكم ‘ نحن نحب العدو كشريك فى الإنسانية ولا نحب شرورة وخطاياه‘ وحتى اليوم وأجهزة الإعلام العالمية تتبارى فى التعليق على قسوة وبربرية ماحدث ‘ ولكنهم مذهلون من شجاعة هذا الشباب القبطى‘ ويوميا يتبارون فى تفسير ماحدث ‘ وقد كتبت تعليقات كثيرة على هؤلاء الشهداء ‘ ولكنى رأيت أن أكتب بالقليل من التفصيل عن الشهداء المسيحيين ‘ وبالأخص شهداء الأقباط ‘ وكيف هو إيمانهم ‘ لأنه بالقطع سمح الرب بهذه المذبحة ‘ ليرى العالم كيف يكون الإيمان ‘ وليعلم الجميع أننا كمسيحيين نعيش على الأرض حياة الإستشهاد حتى سفك الدم ‘ ويتربى أولادنا فى الكنيسة على هذا التعليم ‘ واسمعوا أهالى الشهداء وهم أحياء ماذا يقولون ‘ وكيف هم يتعزون ويمدحون شعرا ونثرا فيما فعله أولادهم ‘ لأنهم ذبحوا ولم ينكروا مسيحهم‘ وهؤلاء الأهل والكنيسة كلها تقدم قوة وثبات فى الإيمان ‘ ليعرف الجميع أن ثبات المذبوحين هو قوة إيمان بالمسيح وليس ىتخديرهم كما شك البعض ‘ فلدينا كتاب السنكسار الذى يقرأ يوميا على مدار السنة ‘ والفيديو الذى شهده العالم لهؤلاء الشهداء هو صفحة حقثقي من السنكسار كتاب الشهداء‘ وكل يوم قصة شهداء اليوم‘ وسيظل مفتوحا يوميا فى كنائسنا حتى المجيئ الثانى للرب يسوع ‘ وكل يوم تكتب صفحات بالدم عن الشهداء .
الإستشهاد المسيحى
1- الإستشهاد المسيحى هو حقيقية إيمانية مسيحية فى كل مؤمن بإبن الله ‘ بأننا نسلك فى هذا العالم ‘ بالكرازة بالإنجيل للعالم أجمع ‘ وللخليقة كلها كقول الرب لتلاميذه(اذهبوا الى العالم اجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها ‘ من آمن واعتمد خلص ومن لم يؤمن يدن.مر16: 15و16)‘ " ولأننا لا نخجل بشهادة ربنا بل اشترك فى إحتمال المشقات لأجل الإنجيل بحسب قوة الله.2تيمو1: 8‘ وبتعليم الرب نفسه لنا" لو كنتم من العالم لكان العالم يحب خاصته ‘ ولكن لأنكم لستم من العالم ‘ بل أنا اخترتكم من العالم‘ لذلك يبغضكم العالم.يو15: 18. وأيضا الرب يقول لملائكةالكنائس لا تخف البته مما أنت عتيد أن تتألم به...كن أمينا الى الموت فسأعطيك إكليل الحياة.رؤ2: 10‘ بل ان الرب أعدنا لهذا اليوم عندما قال بفمه الطاهر" تأتى ساعة يظن فيها من يقتلكم أنه يقدم خدمة لله ,هم يفعلون ذلك لأنهم لم يعرفوه..
2- نقدم للعالم ذواتنا نماذج للحب والبذل والإيمان والإحتمال ومحبة الأعداء وكل الفضائل المسيحية ‘ كقول الكتاب " أنتم نور العالم .لا يمكن أن تخفى مدينة موضوعة على جبل ‘ ولا يوقدون سراجا ويضعونه تحت المكيال بل على المنارة فيضيئ لجميع الذين فى البيت. فليضئ نوركم هكذا قدام الناس لكى يروا أعمالكم الحسنة ويمجدوا أباكم الذى فى السموات.مت5: 14-16" فالمسيحية هى ديانة الحب والبذل والعطاء والإستهانة بكل شيئ على الأرض ‘ ومن أجل هذا الإيمان يتحمل المسيحى الإضطهاد والألم ويصبر على الضيقات ‘ وهكذا أصبح الألم والضيقة فى حياتنا ‘هو دليل محبة الله لنا ودليل قوة إيماننا " كقول الكتاب" جميع الذين يريدون أن يعيشوا بالتقوى فى المسيح يسوع يضطهدون.2تيمو3: 12"
3- الإستشهاد فى المسيحية فلسفة عميقة تستند الى مبادئ روحيةقوية ‘ إعتنقها كل المسيحيين من جميع الطبقات والثقافات والفئات والأجناس والأعمار‘ لانها ديانة محبة وإلاهها هو المحبة ذاتها( ومن لا يحب لم يعرف الله لان الله محبة.1يو4: 8" والمقابل للمحبة التى تثبتنا فى الله والله يثبت فينا الألم الذى لم يعد عقوبةكما كان المفهوم فى العهد القديم ‘ بل تجربة لتذكية إيماننا ‘ ومن هنا تربى أولادنا كل المؤمنين المسيحيين بمذاق جديد ومفهوم بهي وغرض مجيد للألم ولنسمع ماذا يقوله القديس بولس الرسول الى المؤمنين" ينبغى لنا أن نشكر الله كل حين من جهتكم ايها الإخوة كما يحق‘ لأن إيمانكم ينموا كثيرا ‘ ومحبة كل واحد منكم جميعا بعضكم لبعض تزداد‘ حتى إننا نحن أنفسنا نفتخر بكم فى كنائس الله‘ من أجل صبركم وإيمانكم فى جميع اضطهاتكم والضيقات التى تحتملونها‘ بينة على قضاء الله العادل‘ أنكم تؤهلون لملكوت الله الذى لأجله تتألمون أيضا. إذ هو عادل عند الله أن الذين يضايقونكم يجازيهم ضيقا‘ وإياكم الذين تتضايقون راحة معنا‘ عند استعلان الرب يسوع من السماء مع ملائكة قوته‘ فى نار لهيب‘ معطيا نقمة للذين لا يعرفون الله‘ والذين لا يطيعون إنجيل ربنا يسوع المسيح ‘ الذين سيعاقبون بهلاك أبدى من وجه الرب ومن مجد قوته‘. 2تس1: 3-10"
4- صار الصليب علامة المسيحية وفخرها‘وعنوان المسيحية وسر قوتها ومجدها ‘بل شرطا أساسيا لمن يريد التلمذة للرب "ان أراد أحد أن يأتى ورائي فلينكر نفسه‘ ويحمل صليبه ويتبعنى .مت16: 24" وأصبح صليب الألم شعار المجد والغلبة والنصرة ‘وأينما وجد الصليب وجدت المحبة ‘ وعند الآخرين الغير مؤمنين جهالة‘فهو علامة الحب الذى به غلب الرب الموت وقهر الهاوية ‘ واستهان بالخزى والعار والألم ‘ واصبح الألم هبة روحية للمؤمنين " وهب لكم لأجل المسيح لا أن تؤمنوا به فقط‘ بل ان تتألموا ايضا. في 1: 29‘ بل أصبح الألم شركة مع الرب المتألم " ان كنا نتألم ‘ لكي نتمجد ايضا معه.رو8: 17‘ " لأعرفه وقوة قيامته وشركة آلامه متشبها بموته. في 10: 3.
5- يؤمن المسيحى بأن روحه خالدة منحها الله حياة أبدية عندما ولدنا ثانية وتجددت طبيعتنا بدم المسيح ‘ وهذه الروح تسكن فى جسد قابل للفساد يسميه الرسول خيمة مائتة‘ والمسيحى يعيش على الأرض غريبا متطلعا الى مسكن لا يفنى فى السموات مسكن غير مصنوع بيد أبدى. والعجيب ان إخوتنا فى الوطن أصابهم حالة الفزع عندما رأوا شهداء داعش ‘ ونسوا تماما شهداء الأقباط الذين قتلوا وذبحوا على أيدى الإخوان المسلمين والسلفيين فى كل أنحاء مصر ‘ ولعلى أذكر مذبحة الكشح فى سوهاج فى أول يوم من عام 2000 ‘ فبينما العالم يحتفل برأس السنة خرج المسلمين على الأقباط فى الكشح وقتلوهم وذبحوهم بعد قتلهم ‘ وشقوا أجسادهم ‘ لدرجة أن أعضاء الكونجرس الأميركى رفضوا مشاهدة الصور المرعبه لبشاعتها‘ وال11 شابا فى كنيسة مارجرجس بالفكرية فى المنيا يصلون ويدخل عليهم مسلحون يقتلونهم جميعا عام 1997 ‘ وغيره مئات حوادث القتل وسفك الدم ‘ وهناك لسته اسماء 40 مسيحيا قتلوا فى صعيد مصر فى التسعينات ‘ لرفضهم دفع الجزية ‘ ونشرتها جريدة الأهالى وقتها ‘ ‘ وغيره كثير ‘ يملء كتبنا ‘ فهل إهتز الأقباط بالعكس كلما تعرضوا للألام والتعذيب والقتل أزدادوا عددا ونمو روحيا ‘ فإذا كانت الوحوش المفترسة لم يهابوها ولم ينكروا الههم وقدموا انفسهم ذبيحة حية من أحل مسيحهم ‘ وهذا بالحقيقة صناعة إلاهية وليست من صنع الإنسان. واصبحت المسيحية والإضطهاد صنوان ولكن هيهات ‘ وحتى لو وصل للذبح والموت ‘ فدم هؤلاء يسقى إيمان المسيحيين ويعطى ثمار المحبة والإيمان ‘ ويزدهر بهذا الدم حياة المؤمن المسيحى وأيضا المسيحية ‘ وتجدالمؤمن وحوله العالم المضطرب سعيدا هادئا مؤمنا مسيحيا ‘ يتمنى الإستشهاد كما تمنناها نحن بعد شهداء ليبيا.
الشهيد المسيحى
قال الرب يسوع المسيح لتلاميذه قبل الصعود مباشرة" ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم وتكون لى شهودا فى اورشليم وفى كل اليهودية والسامرة وإلى أقصى الارض. أع1: 8" ‘ وبالفعل بعد أن إمتلأوا بالروح القدس خرجوا للعالم كله يشهدون للمسيح ويسشهدون من أجل إسمه ‘ وكان أول الشهداء الشماس استفانوس الذى رأى مجمع اليهود وجههه قبل رجمه كوجه ملاك ‘ وبينما يقتلونه بالرجم تنفتح السماء ويرى الرب يسوع جالسا عن يمين العظمة ‘ وحتى عام 70 م إستشهد كل تلاميذ المسيح ورسله ماعدا يوحنا الحبيب الذى وضعوه فى إناء مغلى بالزيت ولم يصبه أذى وعاش حتى سن 105 ‘ وكان أول الرسل الشهداء القديس يعقوب الرسول ابن زبدى أخو يوحنا ‘ أخذه اليهود ورموه من فوق المجمع فسقط ونال الإستشهاد ‘ ولهذا أطلقت لفظة الشهيد أولا على الرسل لموتهم بسبب شهادتهم لحياة السيد المسيح وقيامته ‘ وتستخدم لفظة الشهيد المسيحى اليوم على كل من قبل الموت من اجل الثبات على إيمانه المسيحى ‘ والمسيحية شهدت إستشهاد مؤمنيها على أيدى اليهود أولا وثانية الرومان الوثنيين ‘ وثالثا على أيدى العرب وحتى وقتنا هذا.
وموضوع الشهداء المسيحيين يملئ كتب لا تحصى ولا تعد ‘ وماأكتبه هو قطرة فى بحر الإستشهاد‘ وشهداء المسيحية على مدى العصور وبعد صعود الرب الى السماء وحتى يومنا هذا يتزايد ‘ سواء فى العالم أو فى مصر ‘ وآخرهم الفتى الصغير الذى حرقه الإخوان المسلمين أو السلفيين فى المنوفية ‘ فإذا كنتم تتعجبون لشهامة شهداء ليبيا ‘ فلابد أن تعرفوا حقيقة الإيمان المسيحى الذى هو المحبة والبذل والتضحية من أجل حياة أبدية وعدنا الرب يسوع عندما ننطلق من هذا الجسد ‘ سواء بالذبح أو الحرق ‘ فلنا مسكن مجهز للجميع ‘ ولكن للشهداء أعد الله لهم مذبحا خاصا‘ وهو المذبح الوحيد فى السماء ورأه القديس يوحنا الرائي ووصفه لنا " ولما فتح الختم الخامس رايت تحت المذبح نفوس الذين قتلوا من أجل كلمة الله ومن أجل الشهادة التى كانت عندهم‘ وصرخوا بصوت عظيم قائلين حتى متى ايها السيد القدوس والحق لا تقضى وتنتقم لدمائنا من الساكنين على الأرض.فأعطوا كل واحد ثيابا بيضا وقيل لهم ان يستريحوا زمانا يسيرا ايضا حتى يكمل العبيد رفقاؤهم واخوتهم ايضا العتيدون ان يقتلوا مثلهم. رؤ6: 9-11"
ونحن كمؤمنيين مسيحيين نحيا ونعيش بإيمان الشهداء الذين إرتوت بدمائهم أشجار المسيحية ‘ نعيش على إيمان ان القتل أو الذبح أو الحرق لن يفصلنا عن محبة المسيح. وكتاب الشهداء مفتوح وطوبى للذى يكتب فيه أسمه أمين
0 comments:
إرسال تعليق