معطيات الأحداث في العالم العربي خاصة وبالعالم عامة لا تنذر بخير، ولا جديد في هذا لكن لعل المتابع يستنبط أمورا باتت وشيكة الحدوث قاب قوسين أو ادني على الساحة العربية والعالمية، فعلى ما يبدو قريبا سنرى أحداثا مصيرية ولا خير قادم إلا لمن رحم ربي.
1. ففي سوريا سنضع سيناريو استمرار النظام السوري واندحارا للمعارضة ولداعش التي باتت حليفة لها أن لم يكن بالقول ففي الفعل، وبإذن الله عودة لبعض مشردي سوريا لكن لن تنتهي الأزمة السورية وستبقى الدماء تسيل بين فينة وأخرى كنتاج لما اسمي بثورة وما هي إلا خزعبلات تم تبنيها من قبل مستهترين بسوريا وأهلها واضعين نصب أعينهم شخص فهتكت الأعراض وقتلت الأنفس وشردت الأسر لا بل بلدان باكمها.
2. وفي العراق الدم سيد الموقف فقد نال الاحتلال من جبروت هذا الشعب مضحيا بأسده وفرقه حتى النخاع وعودته أشبه بمعجزة ربانية، وان هدأت دويلات العراق فلن يتحد حكامها، فلا عراق بعد صدام وصدقت مقولة الشهيد فهي دويلات العراق أن حصلت مسمى الدويلات بلا مدخرات.
3. ليبيا تنحني إلى الهاوية بفعل بعض أهاليها إضافة إلى مشاركة دول عربية وغربية في ذلك ولا ليبيا أن لم يكن لها حاكم حكيم، وجماعات القتل فيها لا بد وسيهدأ عنفهم ليتخذ مسارات جديدة تفرض عليه ولا يختارها فالعقول مغيبة، وايضا الامكانيات سليبة.
4. مصر بيتت لها الضغينة ونالها من العنف ما نالها، وما زالت تقف على أقدامها ولكن ينقصها حكمة واسعة في ردود الأفعال وعدم الانجرار وراء مهاترات المتآمرين، من يهدفون أولا وأخيرا إلى إشغال مصر بردود الأفعال بدلا من الارتقاء بالدولة، فمحاربة المتربص حق لكن شخص المتربص ودون التشتت على كافة الجبهات.
5. لبنان ليست بعيدة عن المشهد الحربي فبدأ مشروع زجها بغد الخراب، وبيئتها تسمح بالتعاطي مع هذا المشروع خاصة من الناحية الدينية والحزبية إضافة للطائفية، ولا يخلو خبر سوري عن ذكر لبنان، لتلحق بركب الدول المدمرة.
6. الأردن ومأمنها مرتبطين بحكمة الحياد وعدم التورط في ردود الأفعال إضافة إلى تشديد الرقابة الأمنية الداخلية فيها، فقتل الكساسبة كان ناقوس خطر دق مدويا في الأردن فاسمع الأردنيين كافة، حالها حال مصر.
7. قطر برغم تجملها لما تقدم من مساعدات لبعض الدول العربية إلا أن الضغينة والتورط في مشروع تدمير الدول العربية لا بد وسيصيبها من عقر دارها وفي معقلها، لا لإخفاقها في التنفيذ أو لاكتشاف الدول الضحية بتورطها لكن بلعنة دم الأبرياء.،، ففيها ما كان في غيرها وجعل منهم ضحايا، فحال الانتهاء من مشروع الخريف سيأتيها خريفها الخاص فهو عرف للقوى العظمى.
8. الخليج العربي والكويت فيه ما ينذره بخطر داهم، فان لم يكن أطماع بما تملك فأطماع بالكرسي من قبل من بات لهم في دولهم أكثر منهم، فهي أيضا ليست في مأمن ومعها البحرين وعُمان.
9. فلسطين عانت الانشقاق وبدأت فيها تجربة التقسيم والحكومة حكومات والدولة دويلات ومن ثم داخل الشق انشقاقات، وبعدها الحروب وتضارب الخطابات، والتغير بوجهات النظر فمن كان بالأمس حليف طرف هو اليوم حليف غيره وفق ما يرى في الغد من مصلحة شخصية، دون أدنى اهتمام بأم القضايا العالمية والعربية وأكثرها شرعية، ومصاحبا لهذا المشهد تعنت وتجبر الاحتلال، لننتظر غد قريب تتغير فيه وجوه ولن يتغير فيه الحال فالغمامة في سماءها تميل للون الداكن يوما بعد آخر، داعين الله ألا يخرج أحدا ليتبنى فكرة الإصلاح فما كان منه إلا الطلاح، فما زلنا امة لا تعي التغيير والديمقراطية في كافة البلدان، وبدائل العرب ليست ببدائل وإنما مزاجية عفوية ومن ثم انتقامية.
وينشغل العرب بأنفسهم وبجيرانهم مرحليا لتكون الخسارة اثنتين، فالإجرام يولد حب الانتقام، وفي الطريق سيذهب الأبرياء فالجناة محفوظي الحقوق، لكنها مرحلة قصيرة الأمد وستنتهي لتولد جروح عميقة يحتاج شفاؤها عقود ان لم يكن قرون من الزمن، أوليس بمشروع الشرق الأوسط الجديد؟؟ أوليس بنفيذ لما وعد اوباما؟؟ ومن قبله؟؟ أوليس بتهاون الشعوب وجريها وراء مشاريع إصلاح كما يقال وخارجية؟؟ أي لا تناسب بيئة العرب واتت هدامة لا بناءة.
10. أمريكا وارويا ستعاني مما يعاني منه العرب، فمن يطهي السم لا بد ونصيبه محفوظ، وغد هذه الدول يوم العرب.
11. إيران وروسيا وتركيا، فرقعات فهي دول تجتهد لنفسها وتدعي نصرة الضعفاء، فما أن هوى الضعيف إلا وتدخل العلم البوليسي والتحليلي والتكنولوجي في تحليل الحاصل والمفروض حصوله غدا، لتسجل لنفسها براعة اختراع علمي أو معرفي أو سبق إخباري مخابراتي كائدة به أمريكا، والضياع حليف المستضعفين.
هو الحال العالمي عامة والعربي خاصة، فنجح مشروع شروق أوسط دامي، وبات بترول العرب كما المياه الجارية كل يأخذ نصيبه مجانا، وقسمت الدول دويلات، وكره الأخ أخاه وعادى الشقيق شقيقه بامتياز، وتغلغل حزب صنع لأجل هذه الغايات وتدرج بالمسميات من قاعدة بلا فائدة إلى نصرة إلى دول الإسلام إلى داعش، ومن يعلم غدا ما سيكون اسمه أو قد يعمل بهويته الأصلية بعد أن تمكن من بث الرعب في الأنفس البشرية، والاهم بث نيران الفرقة وحب الانتقام لاستعادة الحقوق المسلوبة وإطفاء نيران الغل والحزن لدى أهالي الضحايا في كافة الدول العربية، ومن اعتقد أن هذه التنظيمات تعمل للإسلام ليعود للإسلام الحقيقي لا الإسلام الذي يناسب الغرب، وخير دليل أن ديننا لم يحفظ في كتابة اسم للسيف ومسمياته دليل أن العنف لا يعرف الإسلام والإسلام لا يعرفه.
ولن تكون أمريكا في برج عاجي، فلا بد ستهبط عملتها ودولارها وتفقد سيطرتها ويزداد انهيار اقتصادها برغم سرقة مقدرات العرب، لتلحق بركب الدول التي كادت لها وحلفاؤها، وهذا لن يكون بعيدا، وليس بتنبؤ لكن للدماء لعنة تطال ظالمها حال ما أراد الله ووعده حق بأن دين المظلوم سيرد له من الظالم أضعاف وبقصاص أي بنفس الطريقة، فلا عظيم أمام الله، ولا تعويل بالتغيير على البشر بل على رب البشر،،،.آملين بغد اقل دموية على امة الإسلام والعرب، فشدة الشدة وتعقد الأمور نذير فرج ولو جزئي، ولن يعود ما خسر العرب أبدا لكن وقف حدة حمام الدماء السائل لهو نصر حالي.
0 comments:
إرسال تعليق