صفقة حمص تسدل الستار عن"الثورة السورية"/ راسم عبيدات

واضح بان معركة حمص والصفقة التي عقدت بين النظام السوري مع الجماعات المسلحة والمستقوية بحلفائها وداعميها من الأمريكان والغرب الإستعماري وجماعة التتريك ومشيخات الكاز والنفط العربية،ثمة ما يجعلننا متيقنين بان من ضمن جماعات المسلحين المتعددة المشارب والجنسيات والإنتماءات الموجودة في حمص القديمة رؤوس وشخصيات على درجة عالية من الأهمية،تخص الحلف المعادي لسوريا،ولذلك ألقوا بكل ثقلهم لمنع سقوطهم في أيدي القيادة السورية،وبالتالي كشف الكثير من الخبايا والخفايا عن دورهم في الحرب العدوانية على سوريا.

 ورغم قناعتي بان تلك الصفقة التي يتحكم فيها النظام السوري ويفرض شروطه،فإنها ستسدل الستار عن ما يسمى بالثورة السورية،والتي كانت حمص بدايتها،والشيء اللافت للنظر في تلك الصفقة،بان الغرب المجرم وامريكا "يعهرون"كل القيم والمعايير والمبادىء والقوانين الدولية،فهم  من ينصبون انفسهم كمدافع عنها،وكمحاربين "أشداء" ل"الإرهاب"،نجد  بالملموس وعلى أرض الواقع،انهم يتشدقون فقط ويدافعون عن تلك المبادىء والقيم والقوانين عندما تخدم مصالحهم واهدافهم.

 فهم اول من يمارس الارهاب والبلطجة ضد الشعوب وقياداتها المنتخبة ديمقراطياً،ليس لسبب سوى كونها تتعارض مع مصالحهم واهدافهم، وأبعد من ذلك،الجماعات او الأحزاب التي يصنفونها كقوى إرهابية مثل"داعش" و"القاعدة" و"جبهة النصرة"تصبح قوى حرية وديمقراطية عندما تخدمهم،ويمدونها بالمال والسلاح وحتى الرجال،،ويوفرون لها كل أشكال الدعم والحماية والحضانة،فهم من صنفوا "داعش" كجماعة إرهابية،وكذلك القاعدة وما يعرف ب"جبهة النصرة"،نجد اليوم بانهم من يزودونها بالمال والسلاح والرجال،وليس هذا فقط،بل تحت رايات واعلام الأمم المتحدة المختطف قرارها منهم،سينقولون تلك العصابات والجماعات الإرهابية من حمص القديمة الى مناطق آمنة في ريف حمص بأسلحتها الخفيفة،لكي تواصل قتالها وحربها ضد النظام السوري،وتلك سابقة لم تحصل من قبل،ان تقوم الأمم المتحدة  بشكل علني برعاية الإرهاب وحمايته،سوى في العهد الأمريكي،فامريكا تتباكى على الديمقراطية وحقوق الإنسان ووحدة اوكرانيا،في الوقت الذي نراها  تقف ضد  إنهاء الإنقسام والمصالحة الفلسطينية وتدعم الإرهاب الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني،و"كرمال عيون اسرائيل"كل شيء مشروع،القفز عن القوانين والمواثيق والمعاهدات والمعايير والقيم الدولية،،وهناك نماذج صارخة"للعهر" الأمريكي،فهي تصنف حركة حماس المستولدة من رحم الإخوان كحركة ارهابية،ولكنها في المقابل دعمت وصول الاخوان الى السلطة في اكثر من بلد عربي مصر وتونس وليبيا وتركيا وكذلك دعمها  في حربها ضد النظام السوري.

أي امم متحدة هذه ؟؟ التي ستنقل قتلة ومجرمين وإرهابين من حمص القديمة الى ملاذات واماكن آمنة،أو مواقع اكثر تحصيناً،لكي يواصلوا قتالهم ضد النظام الشرعي،وخصوصاً ان السكان قد ضاقوا ذرعاً بتلك الجماعات الإرهابية،وما ترتكبه من جرائم بحقهم.

سوريا تحقق المزيد من الإنتصارات والإنجازات على الصعيد العسكري،حيث باتت تسيطر على الحدود اللبنانية السورية بعد معارك القصير والقلمون،وهي كذلك حسمت معركة دمشق وحمص،وتتجه لخوض معركة إدلب – حلب قبيل الإنتخابات الرئاسية السورية،التي تحاول تلك القوى المجرمة والمأجورة والمستمد قرارها من مشغليها ومموليها متعددي الولاءات العربية والإقليمية والدولية تعطيلها عبر السيارات المفخخة والتفجيرات في الساحات والأماكن العامة لبث الرعب والتخويف بين السكان،ولكن نجد انه بعد أربعة أشهر على فشل جنيف الثاني،والتي رفضت فيه ما يسمى بقوى المعارضة السورية،بقاء النظام السوري في القيادة،وأصرت على تشكيل هيئة انتقالية،وليفشل جنيف ،ولكي تعدل تلك القوى الموازين العسكرية على الأرض،اتخذ حلفائها وداعميها وعلى رأسهم  بندر بن سلطان مسؤول الملف السوري،قبل ان يطاح به لفشله في هذا الملف،قراراً بتزويد تلك العصابات المجرمة والإرهابية بأسلحة حديثة كاسرة للتوازن،وأقام لهذه الغاية بندر غرفة عملياته فوق الأراضي الأردنية،وتشكل جسر جوي لنقل الأسلحة من باكستان وتركيا،وكذلك إدخال عشرات الآلاف المرتزقة،ولكن كل ذلك فشل،حيث الشعب والقيادة السورية ملتحمتان في مواجهة تلك المؤامرة الكونية المستهدفة سوريا قيادة وجيشا ومؤسسات وموقفاً وجغرافيا.

الإنتخابات الرئاسية السورية ستجري والرئيس السوري بشار الأسد،سيكون الرئيس السوري القادم،وسينهزم المشروع المعادي لسوريا ولكل الأمة العربية،وسينتصر المشروع القومي العربي،اما تلك العصابات المجرمة والمرتزقة،والتي لا تمتلك لا مشروعاً ولا هدفاً سوى القتل والتدمير والتخريب،وخدمة المشروع المعادي للأمة العربية،في تفكيك وتقسيم وتجزئة وتذرير الجغرافيا العربية وإعادة تركيبها،بما يخدم تلك المشاريع الهادفة لخلق مشروع استعماري جديد يقسم الوطن العربي على اساس الثروات والمذهبية والطائفية،فإنها ستقتل وتنهش لحم بعضها البعض،كما هو حال الكلاب الضالة،ولن تجد مأوى لها،فمن سيبقى على الأرض السورية سيقتل او يسجن،ومن سيغادرها  فإن الدول التي أرسلتهم ستعتقلهم وتسجنهم،وفي احسن الحالات سترسلهم لخدمة اهدافها الى بلدان اخرى ليلقوا نفس مصيرهم في سوريا،تلك هو حال مثل هذه الكلاب الضالة.

حمص ستعود لحضن الشرعية،وسيعود اهلها المهجرين،وسيعاد بناؤها،أما المتأمرون عليها فسيسقطون،حيث سقط العديد منهم،وكلابهم وعصاباتهم ستذهب لمزابل التاريخ.

CONVERSATION

0 comments: