إذا كان صادقاً مـمثـلُ المسيحـيّـين ، فـليَـكـن شـجاعاً بـين الـﭘـرلمانيّـين/ مايكـل سـيــﭘـي

بعـد ساعات أو أكـثر ستعـلن خـمسة أسماء يمثـلون كـوتا المسيحـيّـين في الإنـتخابات الـﭘـرلمانية لعام 2014 مع الأسماء الفائزة الأخـرى في الـدورة الإنـتخابـية الـﭘـرلمانية الثالثة في العـراق بعـد 2003 وبهـذه المناسـبة وقـبل أنْ نعـرفهم نـقـدم تهانينا الـقـلـبـية لهم ولجـميع القـوائم التي سيُـعـلن فـوزها متمنين لهم السعادة والهـناء في الحـياة ، وكـلـنا ثـقة بهم وبقـدرتهم عـلى تحـمّـل المسؤولية لخـدمة الـوطـن والشعـب عامة وإستعـدادهم لتـقـديم أفـضل الإنجازات لبرامج الكـتل التي يمثـلونها ، نـطـلب من الرب أنْ يحـل عـليهم بركاته .

لا شـك أنَّ إستحـقاقات شعـبنا المسيحي المحجـوزة عـنه والمحـرومة عـليه تـراكـمتْ تحـت غـبار قـرون من السنين حـتى تـكـلـّـستْ بسبـب تـناسيها بل نـكـرانها فـصارت حملاً ثـقـيلاً تحـت الأنـقاض ليس الـنهـوض بها سهلاً ولا نـفـضها لإظهار بريقها يُـسراً ، إلاّ أنَّ إزديادَ وعي الشعـوب حـفـزها إليها ، ووسائل الإعلام الحـديثة ونـقـل المعـلومات سهـَّـلتْ إيصالها إلى مَن يهمه أمرها ، وأياً كانت الحـقـوق لا بـد من بـداية تـتـقـدّمها لـتـطالب بها ، وفي ذات الوقـت ستـبقى أرض العـراق وطن الجـميع بكافة أطياف شعـبها ، وهي أرض التأريخ للمسيحـيّـين الساكـنين فـيها والمهاجـرين منها إلى ديار الله الواسعة ، قـلباً وروحاً مرتبطـين بها.

إن الأيام التي سـبقـتْ الإنـتخابات الـﭘـرلمانية كانت فـرصة لكـل مرشـح ليعـرض برنامجه الهادف إلى خـدمة العـراق الواحـد ممثلاً للكـتـلة التي رشحـته وسانـدته ، وكان للـﭘـرلماني المسيحي برنامجه فـمن واجـبه أنْ يتـذكـر ويُـذكـِّـر بأنه منـتخَـب وممثل ناطق بإسم سكان العـراق الأصليّـين المسيحـيّـين وعـليه أنْ يُـثـبتَ وجـوده ليس فـرضاً عـلى الغـير وإنما مساواة بهم ، بقـوة الحـق والمنـطق وتأريخه العـريق ، فلا يوجـد عـضو أفـضل من آخـر ، ولا هـناك مِن بـينهم مَن يمتـلك ميزة يُحـرَم غـيره منها ، ومن هـذا المنطلق فإنه مُطالب بـ :

(1- أنْ يُـظهـِر لزملائه أعـضاء الـﭘـرلمان بأنه بـين إخـوته المسلمين وغـيرهم يعـبـدون إلهاً واحـداً ويفـتخـر بمسيحـيته ، وذلك حـين يُـقـدِم عـلى قـراءة تـقـريـر أو التحـدث رسمياً في جـلسات تحـت قـبة الـﭘـرلمان أن يـبـدأ بكـل عـفـوية وإقـدام وإحـتـرام برسم علامة الصليب عـلى وجهه قائلاً بصوت مسموع : بإسم الآب والإبن والروح الـقـدس الإله الـواحـد ، آمين ... مثـلما يـبـدأ الأخ الـﭘـرلماني المسلم كـلمته بـ بسم الله الرحـمن الرحـيم ، كي يشعـر الجـميع بأنّ لهم نـفـس حـرية وحـقـوق المواطـنة والعـقـيـدة .

(2- أنْ يوضح لإخـوته أعـضاء الـﭘـرلمان بأن جـميعهم مسؤولون عـن بناء عـراق المستـقـبل وتـقـدّمه بالأسس التربـوية والـثـقافـية التي تبني كـيان الإنسان في داخـله مبتـدئين من رياض الأطفال حـتى الجامعات وذلك بإعادة كـتابة المناهج المـدرسية المتمثـلة بالتأريخ والجـغـرافـية والتربـية الوطـنية خـصوصاً بما يضمن الأمانة في محـتـوياتها التي تـربي الطـلبة عـلى حـب الوطـن للجـميع والإعـتـزاز بثـقافات الشعـب وإحـتـرام عـقائـد أبنائه وحـقـوقهم لـتـنـشئة جـيل يعـرف أصالته وتراثه وإمتـداد تأريخه الحي إلى الـيوم .

(3- أنْ يعـمل عـلى سـن قانـون يمنع بموجـبه تـداول مصطلحات أو أوصاف تحـط من قـيمة الإنـسان المسيحي أو غـير المسلم مثل : ذمي ــ نـصراني ــ كافـر ــ مشرك  ... بل وتحـذف كـلمة أقـلية لتحـل محـلها كـلمة ــ مواطن ــ لأنها كـلمات إهانة للشعـب المسيحي المؤمن وإنـتـقاص من قـيمته الروحـية والوطـنية التي يجـب أنْ تـقاس بأصالته المتجـذرة في أرض العـراق منـذ آلاف السنين وليس بعَـددهم الحـسابي الـيوم .

(4- أنْ يُطالب أعـضاء الـﭘـرلمان بإصدار تعـليمات مُلزمة إلى خـطباء منابر الجـوامع ليغـيِّـروا من نوعـية خـطبهم المحـرّضة عـلى الـعـداء وكـراهـية الإنـسان أياً كانت ديانـته وقـوميته وخـلفـيته الـثـقافـية ولونه لأنـنا جـميعـنا خـليقة الله الـواحـد ، ثم يحـثهم عـلى صياغة قانـون منع إزدراء الأديان بكافة أنماطه وسـبـله ، وأن يشارك في صياغة الـدستـور ليضمن صيانة حـقـوق ــ مَن يمثـلهم عـلى الأقـل ــ وأن يتابع قانـون الأحـوال المـدنية وقـوانين الميراث بما لا يمس عـقـيـدتـنا المسيحـية بكـل جـوانبها .

(5- إن حـكـومات الـدول التي فـيها سـكان أصليون كأستراليا وكـنـدا وأميركا ، تراعي إستحـقاقات شعـبها الأصيل بمنحهم حـقـوق إضافـية من حـيث الضمان الإجـتماعي والوظائف ، فـهـل يمكـن لحـكـومتـنا العـراقـية أن تحـذو حـذوَ تلك الـدول وتعامل المسيحـيّـين بصورة مميزة ؟

(6- أنْ يُعـلِم الـﭘـرلمانيّـين جـميعهم أنَّ كـلمة ــ مسيح ــ تعـني شخـص واحـد ، أما أتباع المسيح وهم كـثيرون فإن الإشارة إليهم تكـون بكـلمة ــ مسيحـيّـين ــ وليس مسيح . 

CONVERSATION

0 comments: