الحقيقة المرة والمحزنة المعاشة على الأرض اللبنانية وعلى كافة الصعد وفي شتى المجالات تقول بوضوح ودون أي مجال للشك أو للتقويل إن لبنان يرزح تحت نير الاحتلال الإيراني عن طريق جيشه الميليشياوي والإرهابي والمذهبي المحلي الذي هو حزب الله، وبالتالي كل من يتعامى من أهلنا ومن أنظمة الدول العربية عن هذه الحقيقة البشعة أو يجملها أو يسكت عنها فإنه يرتكب جرم الرضوخ لإرادة الاحتلال والسكوت عن إرهابه وهرطقاته وارتكاباته وغزواته.
إن أخطر ما يمارسه المحتل الإيراني مباشرة وبواسطة جيش حزب الله وبتغطية من ربع الطرواديين والمرتزقة والنفعيين المحليين هو فرض ثقافة هجينة وغريبة عن ثقافة وتاريخ ومفاهيم ونمط حياة اللبنانيين. لهذا علينا كناشطين اغترابيين أن نبين لمن يهمهم الأمر داخل وخارج لبنان إنه من جملة ما فرضه هذا المحتل بالقوة والبلطجة والإرهاب هو كذبة عيد التحرير الذي يُحتفل به زوراً وبهتاناً كل سنة في 25 أيار، المقصود بالتحرير هو تحرير الجنوب من الاحتلال الإسرائيلي سنة 2000، علماً أن المحتل الإيراني بواسطة حزب الله حل مكان المحتل الإسرائيلي وهو بالواقع لم يحرر الجنوب إلا من أهله حيث يتواجدون في الكثير من بلدان العالم إلا في الجنوب الذي تحول إلى مستعمرة إيرانية.
هذا العيد هو كذبة كبيرة واللبنانيين ومعهم الدولة المهيمن عليها من قبل المحتل الإيراني ومرتزقته المحليين يُجبرون كل سنة بالقوة وبكافة أساليب الإرهاب على الاحتفال رسمياً به، وبالتالي من الواجب إلغاؤه.
يشار هنا إلى أن إسرائيل انسحبت بشكل أحادي في شهر أيار سنة 2000 من المناطق التي كانت تحت سلطتها في جنوب لبنان (الشريط الحدودي) ونفذت بذلك القرار الدولي 425 بالكامل باعتراف الدولة اللبنانية والأمم المتحدة. الانسحاب لم يكن بنتيجة كذبة وهرطقة مقاومة حزب الله الوهمية، بل لأسباب إسرائيلية داخلية بحتة.
في ظل الاحتلال السوري ادعى حزب الله أنه هو من حرر الجنوب ومن يومها وهو يتغنى ليلاً نهاراً بهذا التحرير النفاق.
حقيقة حزب الله لم يحرر الجنوب، بل عملياً احتله منذ انسحاب إسرائيل منه سنة 2000، وهو ولا يزال يحتله بالكامل.
عقب الانسحاب الإسرائيلي الأحادي رفض الحكم السوري المحتل السماح للجيش اللبناني بالانتشار في الجنوب وعلى الحدود مع إسرائيل. هذا وكانت الدولة العبرية فككت جيش لبنان الجنوبي وصادرت أسلحته مما أجبر معظم أفراده إلى دخول إسرائيل مع عائلاتهم على خلفية تهديدات السيد حسن نصرالله وحزبه العلنية والوقحة.
من هنا فإن كل لبناني مؤمن بالحرية وبشرعة الحقوق وبكرامة الإنسان وبوطن الأرز الغالي وبكيانه ورسالته وسيادته وفي حق المواطن اللبناني بالحياة الكريمة، لا يمكن أن يرى في حزب الله غير جيش إيراني يحتل وطنه ويقمع أهله ويهجرهم ويلغي تاريخ لبنان ويهمش مؤسساته ويضرب كل القيم والمبادئ والأعراف.
يتكلمون عن مقاومة وممانعة وتحرير في حين أن هذه الشعارات الرنانة هي كلها مجرد رزم من النفاق والدجل؟
يدعون تحرير الجنوب وهزيمة إسرائيل سنة 2006 فيما هم يسبحون في بحور من الأوهام ومغيبين كلياً العقل والمنطق! فلو عدنا إلى التاريخ الغابر وإلى القرون الحجرية لن نجد في أي حقبة من الحقبات وجود أي كيان أو دولة أو مجتمع أو حتى قبيلة كان فيها وضع شاذ وهجين كوضع حزب الله الإرهابي اليوم في لبنان.
يبقى إن الانتهاء من تجارة العداء لإسرائيل هي ضرورة ملحة لإلغاء لبنان الساحة المستباحة، كما من الضرورة أيضاً دفن شعارات المقاومة والتحرير الكاذبة والتخلص كلياً من أوهام الممانعة الدجل، والأهم التحرر من غريزة العداء السرطانية لأن الأوطان واللحمة بين الشعوب لا تستوي ولا تقوم عل العداء، بل على المحبة والتعايش والسلام والعدل وشرعة الحقوق والحريات.
في الخلاصة، نطالب بإلغاء عيد تحرير الجنوب "الكذبة، ونقول بصوت عال إن عيد التحرير الحقيقي يكون يوم يتحرر لبنان كلياً من الاحتلال الإيراني.
0 comments:
إرسال تعليق