الأحداث الإرهابية الأخيرة التى وقعت فى ليبيا ، وتمثلت فى قتل 7 من المصريين الأقباط على الهوية ، أى بعد البحث عنهم والتأكد من إنتمائهم للعقيدة المسيحية من خلال بطاقات الهوية المصرية ، ثم إطلاق الرصاص على مصرى قبطى آخر لنفس السبب بليبيا ، ومازال المسلسل مستمر على يد الإرهاب القبيح الجبان ، ومن أطلقوا على أنفسهم جماعة أنصار الشريعة ----- ،ولا أعلم أى شريعة يقصد هؤلاء المجرمين ، إلا إذا كانوا يقصدون شريعة الشيطان ،لأن قتل إنسان لم يرتكب أى جرم -- فقط لمجرد أنه مسيحى ، هى جريمة دنيئة ترفضها شريعة الغاب، فكيف تكون تلك شريعة من السماء --، أولم يقرأ هؤلاء قوله تعالى أكثر من مرة فى سورة الأنعام وسورة الإسراء وسورة الفرقان ( وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ۗ ) ص ق ------ ايضا أولم يقرأ هؤلاء الفجرة قوله تعالى فى سورة المائدة (وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ ) ص ق --- ايضا أولم يقرأ هؤلاء الفاسقين القتلة قوله تعالى فى سورة الممتحنة (لاينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين ) ص ق
أولم يقرأ ايضاً هؤلاء الكفرة القتلة ما ورد فى سيرة ابن كثير وابن إسحاق فى حديث مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن الزُّبَيْر عن وفد نجران المسيحى المكون من 60 فرد الذى زار الرسول(ع) فى المسجد النبوى حيث أكرم وفادتهم وضيافتهم --، فقد قاموا بأداء صلاتهم المسيحية داخل المسجد فى حضور النبى مستمعاً لوعظتهم ، ثم قدم لهم بعدها الطعام، وايضا ناموا ليلتهم بالمسجد النبوى قبل أن يرحلوا بمحبة وسلام .
مما يوضح أن مافعلته الجماعة التى تطلق على نفسها أنصار الشريعة هى من أنصار شريعة الشيطان ومن أشد أعداء الله والرسول (ع) لأن هذه الجماعة أنشأت شريعة غير الشريعة ، وقد كسرت هذه الجماعة كل القيم والمبادى الأخلاقية والإنسانية ، وإنعدم لديها الضمير وصفات النبل والشهامة ، لأن المصرى الذى يعمل فى ليبيا هو ضيف على الشعب الليبى وإكرام الضيف واجب وحمايته حق ، لكن هذه الجماعة المجرمة لا مبدأ ولا ضمير ولا تقوى لها، فقد باعت نفسها للشيطان ، ورفضت الإنصياع لقوله تعالى فى سورة البقرة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً ) ص ق --------- وقوله تعالى فى سورة يونس (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ) ص ق ---- أى أن إكراه الناس على الإيمان بالإسلام مرفوض حتى لو كان من النبى نفسه -------- ،فأين شريعة هؤلاء الكفارالقتلة من هذه الشريعة ،لذا نقول لقتلة أبنائنا : - ان لم تنالوا عقابكم فى الارض فأبشروا بجهنم وبئس المصير
وعلى الجانب الآخر فقد هبَ الشعب المصرى على إختلاف عقائده ، رافضاً ومستنكراً هذه الجرائم الخسيسة الدنيئة ، وكذلك فعلت الحكومة من رأس الدولة إلى كل مسؤل ، وأعلنت الحداد الوطنى وهى مشكورة ، لكننا نرى أن الحكومة المصرية الحالية وكل الحكومات السابقة ، هى شريك رئيسى فى هذه الجريمة البشعة، التى تأنف الوحوش الكاسرة على الإتيان بمثلها ، لأن الحكومة المصرية مُصّرة على وضع نوع الدين فى بطاقة الهوية ، مما ساعد هؤلاء القتلة الكفرة على التعرف على عقيدة أبناءنا الشهداء ،وذلك رغم ندائنا للحكومة على مدارأكثرمن 25 عاماً لرفع الديانة من البطاقة ووضع بدلاً منها كلمة مصرى فهى تكفى ------ ولا مجيب ،مما يعنى أن دم أبنائنا فى رقبة الحكومة المصرية ايضاً --- فهل تستجيب الحكومة وهل حكومة محلب حقاً مختلفة – أم مجرد تغيير أشخاص؟
وعلى الله قصد السبيل وإبتغاء رضاه
.
الشيخ د\ مصطفى راشد عالم أزهرى وأستاذ للشريعة الإسلامية
رئيس جمعية الضمير العالمى لحقوق الإنسان وعضو
إتحاد الكتاب الأفريقى الأسيوى ونقابة المحامين المصرية والدولية
والمنظمة العالمية لحقوق الإنسان
E - rashed_orbit@yahoo.com
http:||www.ahewar.org|m.asp?i=3699
0 comments:
إرسال تعليق