ضوءٌ يُصلي بَينَ يَديَ/ شوخان عزيز



1
هَبط القَمر
جلَس على غصن
وأعطى يَديه للحقل
وَقدميه لليل الوحدة .

2

ها هو الحب
يُجرجر قدميه
بَين قبورنا
يتكأ على خاصرة الريح
يَلقي بمَناديله
لِعتمة الليل
يمسح أفواه تَجذرت
في الأرض
عانقني وغاب .

3

حينَ تُعانقني
أتسع في العذوبة
يتسع الجَرح
كحفرة تَلقت حجرا
أوعين أتَسعت
فشعت بِجمالُكِ

ضوءٌ يُصلي بَين يَديكِ .

4

كيفَ أزينُ وجه اللجّة
وأصابعي مُتسخةٌ
بدم البَحر .

5

حبرٌ يَنزفُ مِن عُنق السماء
قناديل تَعلك أضواءها
ومالك الحزين يَنقر رأس الفجر
يَمامة عمياء تتقيأ سائِل العَصر .

6

لَم أكن هناك ..
حينَما جئِت تمتطىء
حصانٌ ضوئي كفارس أرهقته الحروب
كنت مُتغلغلاً
في الضوء سابِحاً
أجسُ رسائِل عشقنا
أجسُ بقاياك
فوق صّدري
وأتيهُ في المَدارات

7

أفتح نافذة غُرفتي
تتدلى الريّح كمسبحة
وغيمة تَعبر
الحديقة تفتح أكمامها
والشمس تتكحل
تَعبث بثيابي .

8

أعشق ظلال الأشجار
حلم ٌ يتعرى
يَرفعنا فوق كَفيه
كمركب من الورق
أغفو فوق زنديك
أجلو النعاس
أرى سفنا ً مِن الحرير

والضوء يَشرب مِن
كأس النَدم .

9

كُنا نتحدث بهمسات الصمت
تعلونا قامة الفضاء
تتطاير الأوراق
من ذاكرة الريح
يَدُ الضباب
يَمتدُ فوقنا
أرتوينا من كأس الحب وغفينا
كانَ اللّيل
يَنثر بذاره
ويَحترق فينا
وأحترقنا .

10

لا نار تكوينا
غير هَمسات الليل
المرآة تتعرى حَولنا
الضوء خلفَ الباب يَشتعل
تَشتعل قناديل السَهر .

11

الغيوم تَقلب أوراقه
ترسمنا بريشة المَطر
جسدينا في انصهار

كان الوقت يَحبسُ أنفاسهُ
الليل يَتورق حول سنديان الضوء
نتلون في باب القمر
خُيل إلي
وجهك يَطلُ من باب السَفر .

12

هو ذا المكان
كُنا نرتمي في أحضانهُ
النوافذ بَيت الريح
والبابُ
جُمجمة تَضحك .

13

أينما وليت وجهي
يَسقط اللهب
يَحلو له النار
كما يحلو لنا
نار اللقاء .

14

بأهدابي أفتح أبواب الريّح

15

بوح ٌ يتقشر مثل طلاء باب العشق

16

ذاكرة تُسرج أفراسه لِباب الحكمة .

17

ليل تتَلَينُ أعضاؤه حَولَنا .

18

خُذ وردة وأغرسهُا في وجه اللّيل

19

الوقتُ يَتقشرُ أمامنا .

20

كان الحب ينضح في الإناء
ويَفيضُ تَحتنا

21

هوذا الخيال
يَجلسُ في قارورة
ويَحدقُ في وجهينا .

22

اللّيل تحت جناحينا يهبط
فتهبط معه المعاني
23

الحب يُلملمُ سراويلهُ
والقمر يَسكب أضواءه
على الشراشف
24

قلبي حزين هذهِ اللحظة
فيما العشق يُقدم أسواره لي ..
ويُقبل معصمي .

25

لا تتَوقفي عن الحلم
أيتُها الجَمرة .

CONVERSATION

0 comments: