سلام اليك يا أمي
سلام ينثرني في راحتيك
و أنحني ماء لأناملك
مثل النّهر تراني أسيل
أنا وحدي يا أمّي
تهت في ظلام العمر
و دارت حياتي مثل الرحى
و ضجّت بأذني رياح
شبّاك بيتنا يعرفني
ويحتويني بخار قهوة الصباح
يغمرني و تشربه آهاتي...
و أرجوحتي يا أمي
تشاركني الصّداع
و قلق المساء
و أرسل حنيني لحبل الغسيل
و أعشق في وجومه عمري
كم لعبنا يا أمي
و لهونا خلف ذهول زيتونتنا
و نمنا ...
في جفن شجرة التفّاح
نمنا و حلمنا...
و لم يتعقّب الذّئب خطانا
و لا بكت ليلى في قصصنا
و لا روّعتنا الوحوش
و كانت دميتي عروس الأمنيات
أعود اليك يا أمي
و قد حوتني شجون
يجيء مساؤنا حزينا
و يطلّ من الوجوم سدّ
يطوّقني
و يعطّل فرحة الرجوع
و يتلو لائحة الأنين
أنا عاشقة يا أمي
و في قلبي صباح
و شجر
و كل الثمر
أنشر دمعتي بين يديك
لعلّ الحلم
يبلّله مطر...
مشّطي شعري يا أمّي
فخلخالك يطربني
و يراقص نبضي
ضعي القرط في أذني
فأنا الطفلة
أولد من جديد
و أطوف بضحكة الوليد
....
و سأكبر يا أمي
و تكتشفني مرايا الصبايا
و أهدي لوجهي
خجلي
و فرحة العمر
كيان
0 comments:
إرسال تعليق