أرواحهم البريئة تصنع النصر: اهداء الى الطفل محمد رياض اشيوي/ سامح عوده
كرائحة الارض الطيبة . زعترٌ وريحان .. هم عنوان البراءة وعطر الربيع النضر، أطفال كفر قدوم يحملون أحلامهم البريئة على الاكف ويمضون كرجال ٍ ذاهبون الى الحرب يحملون ما تيسر من حجارةٍ " ومقاليع " علها ترهب عدوهم الذي اعد العتاد محاولاً اذلال العباد، أطفال البلده كعادتهم نشؤوا حاملين رسالة الماضين وحلم الباقين، يتجمعون في كل زقاق وحارة وينطلقون على شكل مجموعات حاملين أعلاماً ترفرف، يمضون الى مصير مجهول دونما خوف .
قدمت كفر قدوم نموذجاً حياً عن معاناة الاطفال الفلسطينيين تحت الاحتلال، وقد كان لافتاً استهدافهم من قبل قوات الاحتلال اما بالإصابة المباشرة أو بالاعتقال، مخالفين بذلك كافة الاعراف والمواثيق الدولية التي نصت على حق الاطفال في العيش بحياة آمنة، لهذا كرست قوات الاحتلال وخلال قمعها لمسيرة البلدة الاسبوعية جزءاً لا يستهان من أجل قمع الاطفال لمنعهم من المشاركة في فعاليات المقاومة الشعبية التي بدأت تكبر يوماً بعد يوماً ككرة الثلج التي تهبط من علو جبل شاهق.
براءتهم المعهودة تحتاج لجو آمن ينسجون به أحلامهم أنى شاءوا، هذا الاحتلال البغيض حرمتهم من أبسط حق وهبتهم اياه الحياة، نوماً ناعماً وحضناً دافئاً يلجئون اليه كباقي أطفال الأرض، يكون للطفولة لهم منه عنوان، ممارسات الاحتلال المتواليه أظهرت اضطراباً نفسياً وتبولاً لا ارادياً عند بعض الأطفال خاصة وأن مشهد الرصاص والإصابات تلاحقهم حتى في أحلامهم، المؤسسات الدولية التي عملت في البلدة وأكدت في تقاريرها أن الأرق يلاحق طفولتهم نظراً لافتقادهم البيئة الامنة والتي نغص الاحتلال صفاءها .
يزرعون الشمس طهراً، وعلى جباههم تنمو بصيلات النرجس اعتادوا أن يكونوا رجالاً في عمر الطفولة يحملون عبء الحياة قبل أن يشتد عودهم، ويوجهون العسكر بكل ما حملوا من براءة، تتهاوى ممالك محصنة أمام هذا العناد النقي، يخفقُ المطر الطاهر كطهارتهم جدران قلوبهم البريئة، وثقت وسائل الاعلام ما تشيب له الرؤوس من الظلم الذي وقع على أهل القرية ومواطنيها، فهذا الظلم الجائر لم يترك الاطفال في حالهم بلا لازمهم كظلٍ أحمق، وحشٌ يلتهمُ غصن الريح الغض..!! من يغسل ظلام الليل الذي أطبق على عوالمهم البريئة، أظن أنهم ماضون في طريق دون يأس بأسهم أشدُ من بأس محارب عنيد..!! .
يوقظك حزنهم ..
0 comments:
إرسال تعليق