الأيمان والحرية مثل توأمي سيامي المشهورين ، لا يمكن فصلهما عن بعضهما، لأن توأمي سيامي لهما قلب واحد يمدهما بالدم والحياة . فأذا فصلنا أحدهما ، مات الأخر وقد يموت الأثنان بعد هذا الأنفصال .
الأيمان والحرية يغذيهما قلب واحد وهو الحب . فلا يمكن من وجود أيمان بدون حرية ، ولا يمكن أن تكون حرية بدون حب فالحب أساسي لكليهما .
الأيمان ليس فقط كما يتبادر الى أذهاننا أنه الأيمان بالله عن طريق الأديان .. لا .. ليس هذا فقط تحمل هذه الكلمة من معنى وأن كان هذا الأيمان الديني هو فوق أي أيمان أخر .
الأيمان قد يكون لفكرة ، لعقيدة ، لعمل تقوم به ، لنظرية علمية ، أجتماعية ، أو أقتصادية ، أو لأي شيء يقتنع به عقل الأنسان ويؤمن به .
الحرية هي الضمان لهذا الأيمان في النمو الطبيعي والظهور والإثمار . فأن توافرت الحرية لعقيدة ما أو فكر ما ، نمت هذه العقيدة وانتشرت هذه الفكرة وبدأ الحوار والنقاش حولها وأخذ المعارض مثل المؤيد كل يقول رأيه في حرية تامة .
هذه الحرية هي المحك لهذه العقيدة أو الفكرة أو النظرية في الأستمرار أن كانت مبنية على أساس سليم ، وتعود على الأنسانية بالخير والأمان للحياة التي نعيشها على هذه الأرض .
أما أذا كانت هذه العقيدة أو الفكرة أو النظرية ليست قوية ، فالحرية تعمل اما على تعديلها وأيضاح نقاط الضعف فيها ، وأما أن تندثر وتموت وتفسح المجال للأكثر فائدة للأنسان .
لو نظرنا الى الماركسية لوجدنا أنها نظرية أو فكرة أقتصادية أجتماعية عقائدية . عندما فكر فيها كارل ماركس وأمن بها لينين وسنحت الفرصة في الأتحاد السوفيتي لتطبيقها ، لم تطبق على أساس الحرية . أستمر العمل بهذا النظام لفترة طويلة ، لكنه في الآخر فاحت رائحة العفن الموجودة في النظام المولود ميتا . لأنه لم يولد في جو الحرية . لأن الحرية هي الروح لأي أيمان لو أعتبرناه جسدا والعكس .
يأتي القلب الذي يغذي توأمي سيامي وهو بالنسبة للأيمان والحرية هو الحب .
إيمان بلا حب ميت ، لأن الحب جاء من الله " الله محبه " . أذا كان الأيمان بالله هو أسمى أنواع الأيمان فلا يمكن أن يكون ساميا بدون حب ، والحب لا يمكن أن يفرق بين جنس وجنس او دين ودين أو أنسان وأنسان . لأن الله الذي هو محبة وخالق كل المخلوقات بما فيها هذا الأنسان الذي يتعصب لهذا ويحب ذاك ويكره ويضطهد على " مزاجه " .
كذلك هذا الحب يغذي الحرية ، لأن الحاكم الذي يحبه شعبه وينتخبه لتولي شؤونه لابدّ وأن يعمل هذا الحاكم على الحفاظ على هذا الحب الذي أولاه شعبه أياه ولن يكون هذا إلا تحت راية الحرية . وهذا ينطبق على كل شيء تحميه الحرية أن كان عقيدة أو فكرة أو نظرية . فأذا أنعدمت هذه الحرية فلن يكون حب بينهما . وأذا ضاع الحب بين الحاكم والمحكوم ، ضاعت الثقة بينهما، وأذا ضاعت الثقة تتحول الحياة الى غابة القوي يأكل الضعيف فيها ، ولا أمان للأنسان في هذه الغابة التي لا يسكنها سوى وحوش ، وحوش آدمية حولها عدم وجود الحب بينها ألى حيوانات كاسرة مفترسة . في مثل هذه الغابة تأخذ هذه العقيدة أو الفكرة شكلا آخر مختلفا عما وجدت من أجله هذه العقيدة أو النظرية .
وأكبر دليل على ما أقول ما تعيشه دول العالم الثالث كما يسميها رجال السياسة والأقتصاد والأجتماع . هذا العالم الثالث لا يعيش في حرية الأيمان أو أيمان الحرية ولا يغذيه الحب . ولذلك يبقى عالما ثالثا ولا يتقدم أبدا .
المؤتمر الأقتصادي :
الدعوة التي دعى إليها الرئيس السيسي كانت بمثابة إختبار للعالم من حيث من سيمد يد العون ومن سيعترض ومن لا يهمه أمر مصر . لقد نجح المؤتمر وشارك الألاف من رجال الأعمال من جميع البلدان والأجناس مما أضفى على المؤتمر روح الأمل في غد سيكون أفضل بأذن الله .
فرح السيسي على نجاح المؤتمر. لم يقبل السيسي أن تكون الفرحة له وحده أو مع القوات المسلحة أو الشرطة أو حتى رئاسة الوزراء . لكنه أشرك معه الفرحة بالشباب الذي هو المستقبل فالتف حوله الشابات والشبان في دائرة محبة بعد الأستماع إلى الكلمة التي ألقاها دون ورقة يقرأ منها ، بل كانت كلمته تخرج من القلب إلى الفم وينطق بها لسان عفيف محب لمصر والشعب المصري . إن دلت كلمته على شيء إنما تدل على أنه أول رئيس ليس فقط في مصر ، لكن في العالم كله تكون الكلمة صادرة من القلب لتذهب إلى قلوب المستمعين بجميع اللغات .
إفرحي يامصر فقد تحقق حلم وأمل المصريين . كل الذي نتمناه من الله أن يحافظ عليه " الرئيس " ويحقق له أماله وطموحاته من أجل مصر والشعب المصري ، فهنيئا لكل المصريين في مصر وخارج مصر .
تحيا مصر .
أما الحديث عن العاصمة الجديدة أعتقد أنه سابق لأوانه وما كان يجب صرف هذه المصاريف للدعاية له الأن . مصر في حاجة ملحة للتغير وتصليح أخطاء الماضي ، لأن لها الأولوية . على سبيل المثال .
** مدينة مثل مدينة المحلة الكبرى التي أشتهرت وتميزت بمصانع النسيج والتي كانت ذات يوم تضاهي مصانع يورك شاير وغيرها من كبريات مصانع النسيج في العالم . مع الأسف لم تعد مدينة المحلة الكبرى كما كانت . تكاد تكون قد ماتت وتحتاج من يحيها من جديد . ومن هنا نرى أنها أولى بضخ المال اللازم لأخراجها من غرفة الأنعاش لتمارس عملها المشرف كما كانت من قبل .
** هناك مدن كثيرة جدا في أشد الحاجة الى عودة الحياة فيها من جديد على سبيل المثال لا الحصر مدينة دمياط الشهيرة بصناعة الأخشاب التي لم تعد قادرة على القيام بدورها لأنعاش الأقتصاد المصري .
** ومن أخطر ما يواجه مصر من صعوبات هو الأنجاب . نعم الأنجاب ثم الأنجاب . على رأي المرحومة الفنانة المصرية القديرة فاتن حمامة " رحمها الله " في أحد الأفلام واعتراضها على الأنجاب الذي تتسابق فيه كل سيدة مع " الأرانب " . فهل نجد من يعمل على إصدار قانون الأنجاب حتى نستطيع النهوض بمصر الى المستوى الذي يسمح لنا بمواكبة التقدم العلمي والتكنولوجي اللازم لنا ونؤجل فكرة العاصمة الجديدة لحين ؟!.
** أولاد الشوارع أكبر دليل ملموس على الأرض المصرية من مشاكل الأنجاب . فهل فكرنا في إستغلال هذه الطاقة البشرية استغلالاً حسنا لصالحهم وصالح مصر ؟!.
** سأختصر كلامي وأشير ألى جزء أخر للأصلاح وهو التعليم .. التعليم .. مصر في أشد الحاجة ألى تغير جذري لمناهج التعليم بجميع أنواعه من أول ذهاب الطفل والطفلة الى الكتاتيب ألى الجامعات المصرية . فهل تستطيع مصر التطوير للنهوض بشبابها ليأخذوا مكانهم بين دول العالم المتقدم ؟
سيادة الرئيس أعرف أن الحمل ثقيل .. لكن الله هو الذي أختارك لأصلاح ذات البين في مصر كنانته على الأرض . ندعو لكم بطول العمر والأستمرار في النهوض بمصر .
لأن هذا جزء من الأيمان والحرية الذي يغذيهما الحب . حب مصر أم الدنيا ..
كلام .. وكلام
** أجمل ما في الحياة .. حلو ذكرياتها ..
وأحلى ما في الذكريات .. حصادك ما زرعت من حب وخير بين الناس .
** أننا لا نعرف الحياة .. فكيف نعرف الموت .
** لا تثق في أنسان ينافق رئيسه دائما .
** الناس مستعدة لمشاركتك في " هدومك " .. لكنها غير مستعدة لمشاركتك في همومك .
أنطوني ولسن
0 comments:
إرسال تعليق