سوريا وليبيا تئنان، والأمة العربية والأخلاء فى ثبات عميق/ الكتور حمدى حمودة

يتساءل المعنيون والسياسيون والمحللون عن الأسباب التى أدت الى انتشار القوات الأمريكية والفرنسية والبريطانية خاصة البحرية من مدمرات وحا ملات طائرات فى البحر الأبيض والأحمر وارساء قاعدة فرنسية جديدة فى أبو ظبى رغم وجود قاعدة أمريكية فى الأمارات ، وارساء قاعدة بريطانية جديدة فى البحرين فى وجود القاعدة الأمريكية علاوة على القواعد الأمريكية المتواجدة فى قطر والجزيرة العربية والسلطنة وأخيرا فى الكويت ، وليست هذه هى آخر ما تحلم به واشنطن ولكنها تريد ارساء قاعدة فى العراق وهى تجهز لذلك الأمر الذى أدى بها ارسال ثلاثة آلاف شخص مابين خبير وجندى وضابط بحجة مساعدة القوات العراقية فى الحرب على داعش وتمهيدا لأرسال القوات البرية بعد انتهاء فترة حكم أوباما وحكم الجموهوريون فى المرحلة القادمة .                  
هذه ليست تكهنات ، ولكنها حقائق يتساءل المتسائلون ، لماذا ارسلت فرنسا وبريطانيا بقواتهما الجوية لمشارك الولايات المتحدة فى الضربات الجوية على داعش فى العراق ؟ ولماذا فى هذا التوقيت ؟ ألم يذكرنا هذا بغزو واشنطن للعراق فى 2003 ؟ هل حققت هذه الطلعات الجوية لهذه الدول الكبيرة القضاء على داعش بعد مضى أربعة أشهر ونصف من بداية هذا الهجوم ؟ أهناك شك فى أن أو روبا وبقيادة أمريكية يخططان مرة ثالثة دون يأس ، لأعادة خارطة الشرق الأوسط الجديد بعد ما انتابهم من فشل فى الأنتصارعلى لبنان وسوريا ؟ ربما يخطر على فكر أى شخص أن المسألة ليست عند هذا الحد فقط ، ولكن ربما تكون المسألة أكبر بكثير من هذا ، فالمخطط القديم الذى أحيك فى 2001 أضيف له بعض التوسعات ، حيث هناك بعض الدول الخليجية الحالمة بالبقاء على ما هى عليه مدى الحياة ستزول من فوق الخريطة الجديدة ، كذلك بعض الدول الأفريقية خاصة فى أفريقيا السوداء التى تتآكل بنتشار الأمراض القاتلة والفتاكة تم صنعها فى واشنطن وتل أبيب ، يوجد من يتساءل وماذا عن فلسطسن وموقعها من الأعراب على الخارطة الجديدة ؟ هل بالفعل ستكون هناك دولتين متجاورتين تسميان تل أبيب وفلسطين ؟ ربما يكون هذا ممكنا بعد محو المملكة الأردنية ، أو اغتصاب ماتبقى من أرض سيناء المصرية لأقامة دولة منزوعة السلاح للفلسطينين ارضاءا ووفاءا لأسرائيل ، وذلك لما توصلت اليه هذه الدول العظمى بمدى التآكل الذى أصاب رؤساء وملوك وأمراء العالم العربى وعلى رأسهم رئيس السلطة الفلسطينية المنتقى انتقاء لتسيلم كل مفاتيح المنازل والأرض المتبقية لقادة اسرائيل ، والا ما بقى كل هذه الفترة على رأس السلطة وما أصبح بهذا الثراء الفاحش هو وابنائه ! للأسف نحن لا نحب أن نواجه الآخرين بالحقيقة ، الخجل هو شيمة العرب وكذلك الكرم الذى ميزهم عن باقى الشعوب لدرجة أن ضرب بهم المثل ، فلا عجب أن نرى ملك من ملوك الجزيرة العربية يهدى " لريغن " رئيس الولايات المتحدة وهو  فى مقابلة معه فى البيت الأبيض فى ذلك الوقت تاج مرصع بلللآلئ والياقوت والمرجان ، وقبل أن  يرحل هذا الملك عائدا لوطنه ، يهدى له الرئيس المذكور صورة لزوجته " نانسى " قائلا له انه لم يجد أجمل من هذه الهدية ليهديها له ردا لهديته ، هذا التاج موجود فى متحف البيت الأبيض ضمن الهدايا الكثيرة التى وفدت من ملوك وأمراء عربية . الخجل الذى عشش فى داواخلنا ، هو الذى أفقدنا صوابنا طيلة هذه السنين التى نهبت حكامنا المتعاقبون علينا كل أموالنا وخيرات بلادنا وقسموها على أولادهم وأحفادهم ومعاونيهم المشاركون لهم فى السلب والنهب دون أن يتجرأأى من الشعب مهما كانت مكانته أن يوجه السؤال أو حتى يتعجب ، لأنه فى هذه الحالة لن يجد نفسه الا وهو ميت / حى فى غياهب السجون ، وكل هذا يعود للموروث وكأننا مازلنا نعيش فى الدولة الأموية أو العباسية أو العثمانية ، فما زال الحكم فى الخليج بالوراثة ، وفى دول عربية أخرى ، والرئيس والملك والأمير يحكم حتى الموت ، يحكم حتى لو جلس على كرسى متحرك ( الجزائر ) مازلت الثروة تورث ، ففى الخليج الجنين ابن الأمير أو الملك يفتح له حساب وهو فى بطن أمه بحصة معينة تزداد هذه الحصة تمشيا مع العمر ، وعلى غراره فى البلاد العربية الملكية والرئاسية ، فلو سألنا أين ذهبت ثروات كل من العراق ومصر وليبيا واليمن وتونس والجزائر ؟ كلنا يعرف اليوم أين ذهبت بعد الحريق العربى الذى أصاب هذه البلدان .
لكل هذه الأسباب تصر كل من الولايات المتحدة وأوروبا على اعادة استعمار هذه البلاد مرة أخرى بعد فرض خريطة الشرق الأوسط الجديد التى تكون فيها اسرائيل على قمة هذه الدول وعاصمة كبرى لها ومركز وعصب الأقتصاد  فى الشرق الأوسطى ، خاصة بعد تقسيم العراق والأستيلاء على اربيل فى الشمال باعتبارها دولة اقتصادية لواشنطن ، وتفتيت كل من سوريا وليبيا واليمن ومصر وتجزئتهم الى دويلات . 
                                                                         
Dr_hamdy@hotmail.com

CONVERSATION

0 comments: