كتبت مرّة طفلة صغيرة
أحلم أنّي أكون أميرة
فوق جدارٍ من قصديرٍ
رسمت بالطباشورِ مسيرة
ترفع كرسيّاً من قمحٍ
وهي جالسة فوق الكرسي
يهتفُ باسمها كلُّ النّاسِ
من ذاتِ الطّبقة الشّعبيّة
وتردّدُ تلكَ الألسنةُ
باسمِ الشّعبِ باسمِ الشّعبِ
تحيا أميرتنا السّوريّةْ
**
كتبت مرّة طفلة صغيرة
أحلمُ أنّي أكون أميرة
ألبسُ أثواباً كاملةً
لا نصفَ رداءٍ مهترءٍ
وحذاءٌ مفتوحٌ فمهُ
يشربُ حاراتاً وشوارعَ
من كواريز البلديّة
أحلم أنّي أكون أميرة !!!
آكلُ حتّى تشبعَ بطني
أحيا حتّى يهربَ كفني
أغفو فوق وسادة طريّة
أمتلكُ عصاةً سحريّة
و أبدّلُ كلَّ الأيّامِ السوداءِ
إلى نجمة ضويّة
وأحطّمُ جبروتَ القهرِ
ألوانَ الفقرِ البالية
أنفاسَ الناسِ المنهكةِ
أشكال المدنِ المظلمةِ
أفكارَ النّاسِ الظّالمة
ولتنصفني الإنسانيّة !. . .
**
وهي تكتبُ هبّت ريحٌ
من كلِّ جهاتِ المعمورة
هدمت حائطها والحلم
أسرت أقلام الطباشورِ
ورمت طفلتنا بهمجيّة
بكت الطفلةُ ألماً مرّاً
صرخت بحناجر متلوّية
ماذا فعلتُ يا وحشيّة
ليسَ الحلمُ لدينا حرامٌ
أهذي هي الديمقراطيّة ؟!
ريحٌ هوجاءٌ لا ندري
من أي بلادٍ مرميّة
ريحٌ هوجاءٌ لا ندري
من أيِّ كهوفٍ مرميّة
حطّمتِ جميع الآمالِ
وجعلتيني أبدو غبيّة
أشعلتِ حرائقَ في دمّي
وباِسمي دمّرتِ حلمي
ماكنتُ لأرضاكِ منّي
أنتِ أسوءُ من وحشيّة
**
فليخرس كلُ الأوباشِ
من نادوا باِسمي حريّة
من ذبحوا باِسمي أولادي
وأباحوا هتكَ الأعراضِ
واغتالوا شرفَ الحريّة
وينادوا بكلِّ سفاقتهم
باسمي فلتحيا الحريّة
لا أحد منكم يا عالة
له في الشّرفِ ظِفرُ هويّة
الكلُّ يدمّرني باسمي
وأنا لستُ إلّا ضحيّة
مشنقةٌ للأعلى أضحت
جميع حقولي الوردية
ما كنتُ أطمحُ في حلمي
إلّا لمعاني بشريّة
والآن أطمحُ يا وطني
منهم أن أنُقذَ حرّية . . . .
**
0 comments:
إرسال تعليق