أبكيتنى يا سيسي/ الدكتور ماهر حبيب

على بعد الاف الأميال بعيدا عن مصر تتسارع نبضات قلبك وتترغرغ الدموع فى عينيك وأنت ترى الرسائل تتواصل والهاتف يرن والأصوات متحشرجة بالدموع تطالبك أن تفتح التليفزيون لترى السيسي وقد حقق نصرا كبيرا للمجتمع المدنى كاسرا الحواجز محطما قيودا ومحاذير والجميع يصرخ ويدمع من الفرحة.. السيسي فى الكاتدرائية يهنئ الشعب المصرى بعيد الميلاد المجيد والشعب فى الكنيسة يصرخ بعلو الصوت أيد واحدة والأكف لا تتوقف عن التحية لرئيس يصر على أنه رئيس لكل المصريين ولكن بالعمل وليس باللسان مؤكدا أننا أيد واحدة وشعب واحد مصرى ومصرى فقط بدون طائفية أو إختلاف.

لقد أصابنا الفزع ممن يلطخون الثوب المصرى بدعواتهم العنصرية بتحريم المعايدة على الأقباط وبالرغم من أن الغالبية العظمى من الشعب ترفض هذا الفكر المتطرف إلا أنه مجرد إثارة تلك الزوبعة فتجد أن المجتمع يبدأ فى الإنقسام بين مؤيد لتلك الدعوات وبين رافض بتحفظ أو سلبى لا يعرف ماذا يقول أو متحمسا للرفض ويعلم أنه سيكون عرضة للنقد والتوبيخ ويتحول الموقف من واقع الفرح والإبتهاج إلى جدال وشجار يفقد المناسبة بهجتها ويزرع فى القلوب غصة لكن السيسي الرجل الشجاع خرج ليعلن موقفا واضحا أنه لن يقبل بتلك الفرقة وهذا الجدل مطمئنا الجميع أن مصر للمصريين

أبكيتنى يا سيسي لكنه بكاء الفرح

أبكيتنى يا سيسي بدموع الوطنية والإخاء

أبكيتنى يا سيسي لأنى تأكدت مما كنت أنا واثق منه أنك هدية من السماء

أبكيتنى وزرعت فىّ الفرحة بهذا البكاء

أسعدتنى اليوم وقد صار العيد عيدان

زرعت الأمل فى كل دار

وإتجمعت كل الأيادى من كل بيت طلعت تنادى تقول بلادى بلادى لكى حبى وفؤادى

سوف يذكر التاريخ أنك أول رئيس مصرى تتحدى كل الصعاب لتهدم حاجزا نفسيا عجزت أن تذيبه السنين وأذبته أنت فى لحظات

لقد مكثت بالكاتدرائية عشر دقائق لكنك رأيت حبا صادقا من ملايين المصريين الحاضر منهم والغائب

عشرة دقائق حب يقابلة ملايين الساعات من مشاعر الحب والوطنية

لقد بدأت اليوم صفحة جديدة شديدة النقاء والحب وسيلتف حولك كل مصرى مخلص ليرد لك جميل أنك أنقذت البلاد من الضياع ولم تكتفى بوقف الهدم ولكنك شرعت فى البناء وسط دموع الفرح التى أبكيتنا بها ونحن فى قمة الفرح والإمتنان

CONVERSATION

0 comments: