عندما قامت ثورة 25 يناير 2011 كان الشعب قد فاض به الكيل وطفح مما يعانيه من رداءة الخدمات التى تقدمها الحكومة له .
عندما قامت ثورة 25 يناير 2011 كانت بسبب ضعف ما يلقاه الشعب من رعاية صحية ناتجة عن سوء حالة المشافى وإنخفاض مستوى التمريض بل وإنعدام العلاجات والأدوية حتى البسيط منها والذى كان يضطر المواطن لشراؤه على نفقته الخاصة مثل القطن الطبى والشاش ....إلخ وهذا طبعا بالنسبة لمن لم يكن قادرا على الذهاب للمشافى الخاصة (الإستثمارية) .
عندما قامت ثورة 25 يناير 2011 كان من ضمن أسبابها إنهيار مستوى التعليم الأساسى والجامعى أيضا والذى تمنحه الحكومة لأبناء الطبقة العريضة من الشعب .
عندما قامت ثورة 25 يناير 2011 كانت بسبب زيادة نسبة البطالة , كانت بسبب زيادة الأسعار ........................إلخ
وكان لها أسباب عديدة والكل يعلم عنها بالتأكيد مثل إستفحال الواسطة وإحلال زوى الثقة - حتى وإن كانو معدومى الخبرة أو المؤهل - محل أصحاب الثقافة والمؤهل والجدارة وهم كثر من هؤلاء وأولئك .
وعندما قامت الثورة تخيل البعض وتخيلت معهم بأن الدنيا قد تغيرت وبأن فكرا جديدا صحح مسار الأفكار البالية التى كتمت على صدورنا قرابة الربع قرن من الزمان .
تصورت وتصور البعض معى قيام ثورة فى التعليم لا تقتصر على إلغاء أو إضافة السنة السادسة فى المرحلة الإبتدائية .
حلمت وحلم البعض معى بإستصلاح أراض زراعية تقينا سؤال اللئيم وتحقق إكتفائنا الذى إذا لم يتحقق فلن تستقيم أعوادنا ولن ترتفع جباهننا وسنظل للأبد راكعين أو ساجدين .
ولن أبالغ أكثر من هذا فى ذكر الأحلام ولا الأمنيات والتمنيات على مشروعيتها .
ولكن لن أخفى صدمتى التى كادت أن تردينى صريعة عندما قرأت خبرا فى شكل تصريح صحافى سياسى يبشرنا به سيادة محافظ الإسماعيلية اللواء أحمد بهاء الدين القصاص على صفحات جريدة اليوم السابع بتاريخ الثلاثاء الموافق 13 يناير 2015 بمد العمل بقرار التخصيص رقم 457 لسنة 2013 , والخاص بتخصيص مساحة 15 فدانا بمركز ومدينة القنطرة شرق لإقامة سجن عمومى عليها !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ولن أذكر أن أكثر ما آلمنى أن يأتى هذا التصريح ونحن على بعد أيام من ذكرى ثورة 25 يناير 2011 وإنما كان سيألمنى على كل حال أن تضرب الثورة هكذا فى مقتل ويكون من نتائجها أو ما ترتب على قيامها زيادة مساحة السجون المعلنة .
وتساءلت ومازلت أتساءل
ألم يكن من الطبيعى أكثر أن تخصص هذه المساحة من الأرض لبناء مجمع مدارس مثلا !!!!!
ألم يكن من الطبيعى أكثر أن يقام على مثل تلك المساحة من الأرض مصنع للإنتاج يشغل أيادى عاملة كثيرة أعلنت الحكومة مؤخرا على لسان وزيرة القوى العاملة أنها ليست لديها الإمكانات حتى تشغلهم وطالبتهم بالبحث فى أماكن أخرى !!!!!!!!!!!!!!
ألم يكن من الأكثر قبولا أن تقام على مثل هذه المساحة مستشفى كبيرة تعالج المصريين !!!!
ألم يكن من المجدى أكثر أن يتم إستصلاح هذه المساحة وإستخدامها زراعيا لتجلب لنا بعض ما نقتات به ويسد رمقنا ويقينا شر سؤال اللئيم !!!!!!!!!!!!!!!!
أعلم أنه قد يكون الرد بأن هذه المشروعات التى أحلم بها تحتاج الى تمويل حتى تكون قيد التنفيذ ثم التحقق .
ولكن أليس تحويل قطعة أرض بحجم ال 15 فدان الى شىء يكون صالحا لأن يسجن الخارجين على القانون , هل سيتم هذا التحويل بمجرد التمنى ؟ أم هل يستلزم أموالا , وأموالا طائلة أيضا حتى يكون آمنا ومحكما مبانيه ومخارجه ومداخله , بل وسيتم تسليحه أيضا ضباطه وعساكره تسليح على مستوى عالى حتى لا يكون مطمعا أو يستطيع الدخلاء إقتحامه ولا يتمكن نزلائه من الهرب منه .
والسؤال الذى يلح على عقلى ألن يتكلف ذلك الكثير !!!!!!؟؟
وإن كان الجواب نعم , فلماذا نقر التكلفة للحبس ؟ , فلماذا نعتمد تكلفة سجن بعضنا ولا نوجه هذه التكلفة للعمل !!!!!!!!!!!!!!!!
لماذا لا ننفق فى سبيل حريتنا وكرامتنا ما ننفقه فى سبيل سجن بعضنا وإمتهانه !!!؟؟
بل الأكثر من هذا سؤال هام جدا فحواه لماذا والى متى يظل من نستعملهم لخدمتنا من الوزراء يستعلون علينا ويتعاملون معنا وكأنهم أولياء نعمتنا وليس العكس !!!!!!؟؟
هل سيأتى يوم يتعامل فيه الوزير بإحترام مع المواطن !!!؟؟ سؤال ليس له إجابة عندى .
على أية الأحوال كنت أتمنى ومازال الأمل يحدونى أن أقرأ فى جرائدنا وعلى لسان محافظينا لكافة المحافظات أو على لسان وزرائنا فى كل الوزارات ما يفيد إحتوائهم لأزمة الشعب , وما يعلى شأن المواطن , وما يعلنون به أنهم بحق خدام هذا المواطن .
أرجو أن يأتى يوم من يتجرأ ويطلق تصريحا فيه معاداه للمواطن أن يطلب منه وفورا إستقالته أو يقال على الفور .
أتمنى كمواطن حر فى بلد حر أن يكون إستثمارات الحكومة من أجل تدعيم حرية المواطن وليس لتخصيص وبناء سجون تفرض قيودا على المواطن .
آلا هل بلغت اللهم فإشهد
0 comments:
إرسال تعليق