أن يموت عدد من اللاجئين السوريين بسبب البرد والصقيع ونقص مواد التدفئة في مخيمات اللجوء داخل الدول العربية التي يوجد مخيمات للاجئين فوق أراضيها ، ونحن نعيش في الألفية الثالثة ، لهو عار كبير على الأمتين العربية والإسلامية أولاً ، وعلى المجتمع الدولي المنافق ثانياً، وعار على الإنسانية جمعاء .
أن يموت أحد داخل سورية من المحاصرين في بعض أماكن إقامتهم جوعاً ، والطعام على مسافة أمتار ، هذا انهيار وانحطاط لكافة القيم والمُثل الإنسانية ، فما جدوى أية قيمة أخلاقية مادام جوهر الحياة نفسه أصبح مهدداَ بالفناء .
أن يموت آلاف السوريين ومثلهم من الفلسطينيين السوريين غرقاً في أعماق البحار ويتحولون طعاماً للأسماك وهم يحاولون النجاة بأرواحهم وأرواح أطفالهم هرباً من جحيم الحرب ،ثم يقعون فرائس بين أيدي المهربين وتجار البشر قبل أن يتلاشون هم وأحلامهم في حياة كريمة بعرض المحيطات ، لهو فضيحة الفضائح لهذا العالم المجنون المنافق الذي يتشدق بمعزوفة حقوق الإنسان ، لكنه نسي أن يخبرنا ان ما يعنيه هو الإنسان الغربي ولم يكن يقصد بطبيعة الحال السوري او العربي .
أن يكون الشغل الشاغل للعديد من وزارات الداخلية العرب هو إصدار حزمة قوانين تليها حزمة أخرى خاصة بالسوريين ، تفرض عليهم الحصول على تأشيرات مسبقة لدخول هذه الدول ،وتقوم بالتضييق عليهم في الدول التي يقيم ملايين من اللاجئين السوريين على أراضيها ،بحجة المحافظة على البنى التحتية لهذه الدول وعدم استهلاكها ، او بحجة عدم منافسة العمال المحليين ، على اعتبار أن اللاجئ السوري العامل أكثر مهارة منهم ، واقل أجراً وتطلباً ، أو بذرائع تتعلق
بالأمن العام والسلامة لتلك الدول وتصوير اللاجئ السوري كمصدر خطر محتمل ، فهذا والله لمنكر عظيم .
أن يتم الإعتداء على اللاجئين السوريين نهاراً جهاراً في عدد من هذه الدول العربية من قبل بعض المواطنين ، أو من قبل بعض رجال الأمن ،والتشفِّي منهم لأسباب مرتبطة بالتاريخ أو الجغرافيا ،فهذا عيب كبير ونقيصة بحق السوريين .
ان تتم سرقة بعض المواد الإغاثية والمساعدات العينية التي تقدمها بعض الدول إلى اللاجئين السوريين ، رغم أنها قليلة وقليلة جدا ، ولا تفي اللاجئ الحد الأدنى من متطلباته الإنسانية ، أن يجري سرقة هذه المواد من قبل بعض القائمين عليها من موظفي تلك الدول التي يقيم اللاجئين على أراضيها ، أو من قبل بعض موظفي المنظمات الإغاثية وإعادة بيع هذه المساعدات مرة أخرى إلى اللاجئين ، لعمري إنها من أمهات الكبائر .
سورية كانت الدولة العربية الوحيدة التي فتحت مطاراتها ومراكز حدودها البرية والبحرية أمام العرب جميعاً بكافة جنسياتهم دون استثناء دون أية تأشيرات من أي نوع كان ،فالعربي كان يدخلها ويعامل معاملة السوري دون أي تمييز ،وكان يحق له التملك وإقامة شتى أنواع المشاريع التجارية .
سورية كانت الدولة الوحيدة التي لم تقم خياماً للاجئين على مر التاريخ ، لأن العربي فيها كان دوماً أخاَ عزيزاَ وصاحب بيت ،لم يكن يرضى السوريين أن يشعر العربي بأي مهانة وهو بينهم ، فهكذا تعاملوا مع الفلسطينيين ومن بعدهم اللبنانيين والعراقيين واليمنيين والجزائريين وغيرهم من العرب الذين تدفقوا على سورية بمئات الآلاف في فترات زمنية متعاقبة ومختلفة على أثر أحداث دامية شهدتها بعض الدول العربية .
عرب عاشوا في سورية سنوات قليلة او لعشرات السنين بكل احترام ومحبة دون أي تتم الإساءة لهم ولا بأية طريقة ،معزَّزين مكرمين ، كل السوريين دون استثناء فتحوا صدورهم وقلوبهم قبل بيوتهم للعرب الذي هربوا من بلدانهم بسبب الحروب أو لأسباب أخرى ، وعاملوهم كأنهم أحد أفراد الأسرة دون مبالغة .
دمشق كانت عاصمة الأمويين ،وأصبحت رمز لكرامة العرب وكبريائهم وعزتهم ، وأهل سورية هم الأكثر اعتزازاً بعروبتهم ، ومن أكثر الشعوب العربية شهامة ومروءة وكرم وحُسن ضيافة،وكذلك فأن السوريين شعب لايرضى أبداً أن يكون عالة أو عبءً على أحد ،فهم شعب متعلم مثقف ،نشيط ويحب العمل ، وهو شعب مبدع في الصناعة والتجارة ، شعب ودود عالي الهمة .
إن شعب بهذه الخصال والصفات لايستحق أبداً أن يُهان أو يتعرض للإذلال من أية جهة كانت .
نشعر بالحزن الشديد وبالخزي والعجز حين ننظر ونتابع مأساة سورية ومعاناة السوريين في الداخل والخارج ، فهولاء الكرام أصبحوا يعانونون من شظف العيش ، بل من المجاعة ، وتهددهم الأمراض التي صارت تفتك بهم ،ناهيك عن حرمان جيل كامل من مقاعد الدراسة ، وضياع جيل آخر ، .
هؤلاء السوريين فقدوا منازلهم وأراضيهم الزراعية ، ووظائفهم ومنشآتهم ،ومدارسهم ،والكثير منهم فقد جزء من افراد عائلته قتلاً أو خطفاً أو غرقاً.
هؤلاء السوريين اللاجئين يعيشون الآن دون وطن في خيم لاتقيهم حر الصيف ولا صقيع الشتاء ، دون أبسط مقومات الحياة الكريمة ،دون معالجة ودون أدوية ، دون طعام كاف ، دون وسائل تدفئة ،دون أمل في مستقبل قادم .
على شعوب الدول التي يقيم اللاجئين السوريين فيها أن يستفيدوا من وجود آلاف الحرفيين المهرة والصناعيين والأطباء والمهندسين وعشرات آلاف الفنيين غيرهم ، وأن يتعلموا من السوريين المهارة في الصناعة لأن السوريين أمهر العرب في الصناعات المختلفة ، من صناعة الأغذية والحلويات الشامية الشهيرة ، إلى صناعة القطن والجلود والملابس وغيرها العديد من الصناعات .
فالسوريين اصحاب همة ونشاط ، واينما يتواجدون يبنون ويؤسسون لصناعة أو لتجارة .
لاتهدروا هذه الكفاءات التي امتلأت بهم شوارع العواصم الأوروبية ، فالذي يتجول الآن في المدن الألمانية والسويدية على وجه التحديد يلحظ انتشار واسع لمحلات تجارية ومنشآت أصحابها من اللاجئين السوريين الذين تمكنوا من النجاة والوصول . سوف يأتي يوم يعود فيه السوريين إلى بلادهم كي يبنوها من جديد ،ولن ينسوا أية إساءة تعرضوا لها ، وكذلك لن ينسوا الأيادي البيضاء التي امتدت نحوهم بالحب والمساعدة
أيها العرب ..إن لسورية وللشعب السوري ديناً كبيراً في أعناقكم جميعاً دون استثناء ،وهذا هو الوقت المناسب لتسديد دينكم
أيها العرب .. افتحوا للسوريين صدوركم قبل بيوتكم ، وقوموا باحتضانهم أينما تواجدوا
سورية ياشال روحي صبراً على البلوى
سورية إني أحبك يا حضن أمي لاتحزني
سورية أرض الخيرياحورية البلاد
سورية سامحينا ياقبضة من النور
سورية فضيحتنا وعارنا جميعاً .. وشاهد على تخاذلنا
0 comments:
إرسال تعليق