تيقنت بأني سأولد محرومة
حين خافت أمي أن تتناول
كوبا من الحليب
فناصبني الحلم العداء
وخرجت من بطنها أحمل
علي وجهي علامات الشقاء
وعلامات الضياء
تمحوها أي رغبة في البقاء
لمن هذا الرداء؟
تسولته أمي فلا أزرار
ولا خيط يضمد جراحي
فبت ليلتي محملة بعبء أنوثتي
يسقط همي الدفين
ولا أملك ثمن الدواء
الباصات والساحات
تلفني بعياءة ثقيلة
فأين من كل هذا خيط الضياء ؟
وأحلامي معلقة بأسواري
فعلقت جناحين لأطير إليها
فسقطت مع أول ريح
وتبعثرت ضفائري
وتمزق الرداء
بين أرصفة الطرقات
كنت طفلة أمرح
وجدران بيتنا أكلها الملح
فأصبحنا نياما بلا جدران
ترسم الشمس ظلالها
علي وجهي
فأصير سمراء
يطير الثلج من جسدي
فتطاردني الكلاب والجرذان
وتصبح عييناي مثل موج البحر
تناديني للغرق فهيا أجيبوني
كيف لأنثي أن تحلم
بلا ابتسامة شمس
أو مغازلة من القمر
كيف لأنثي أن تموت بلا أنيس
يضمها في حنان
يضمخها بالعطر
ويعزف لها أجمل الألحان
كيف لها أن تعيش بلا زهور
ولا غناء ولا شعر ولا ألوان
وثياب تزهو علي ضوء المصابيح
ترقص رقصة التانجو
وحين تدور بها الجدران
يحملها فارسها
ويقبلها قبلة الشوق
فتعود ملكة بالتاج
والعرش والصولجان
0 comments:
إرسال تعليق