هَديتي الى الفَنَانة يسرا/ فراس الور
خَواطِرْ عَنْ فِلْم طيور الظَلام و عَنْ روح الإبداع الرَبَانِيَة التي تَسْكُنْ فينا
بالرَغْم مِنْ وجود تَوَتُرْ بيني و بين هَذِهِ الفنانة الى أن أجواء الفِصْح المَجيدَة التي مازالت كَنيسَتُنَا تَحْتَفِلْ بِها الى هَذِهِ الأيام عَمًدَ قلبي بِروحْ التَسَامُح التي أوصى بها الرَبْ في الإنجيل، فَقَرًرْت تَقديم هَذِهِ الخواطر الى هَذِهِ الفنانة المِصْرِيَة، و هي خواطِرْ كُتِبَتْ بَعْدَ الثَوْرَة المِصرِيَة في الصيف 2012 دفاعاً عَنْ الحُرِيَة و الإبداع بِمِصر و العالم العَربي عُموماً، و تَحْمِلْ مَعَاني تَعْني لي كَمُفَكِرْ و كاتِبْ الكثير حَيْثُ إنْبَثَقَتْ مِنْ أَلَمْ و تَفْكيرْ عَميقْ بالأَوْضَاع الراهِنَة آنذاك و التي مازالت تُشَكِلْ عَنَاصِرْ دُوَلِنَا و هي تَحْت تأثير براكين مِنْ الثورات و الضغوطات الهَائِلَة و التَغَيُرات الإيديولوجية و الفكرية و السياسية، و بالرغم مِنْ أنًني اكْتُب مَقالات ثَقافِيَة بالُلغَة الإنجليزية إلًا أَنًهُ كان لي هَذِهِ الوَقْفَة المُهِمَة بِمُشْكِلَة الحُرِيَة و الأبْداع التي كانت مُهَدَدَة بِمِصْر للأَسَف بَعْدَ الثَوْرَة الآخيرة، فإن رِحْلَة العِلم الطويلة التي ظَنً العُلماء انها ستوصلهم الى المعادلات الصحيحة لنشوء الكون الذي نعيش به اوصلتهم و قادتهم الى يقين واحد...هو الله، وصلوا اخيرا الى يقين واحد لا ثاني له بأن الله هو خالق الفضاء الذي سَحَر العُلماء عبر العصور بأناقة مَجرًاتِه و صُوَرِها و نُجومِه الوضاءة، هذا الخَلْقْ الهندسي الخلاب الذي لا حُدود له و الذي أخذ بروعته رواد الفضاء حين سبحوا بِهِ خلال زياراتهم المُتكررة الى القمر و الى محطاتِهِم و اقمارهم الصناعية التي نصبوها حول الأرض تَبيًن بعد اختبارات مُضنية و بحوث تَنَوًعَت اساساتها منذ القرون الوسطى الى القرن العشرين بأنه مِن صُنع الله و هنالك نظرية قائمة بِحَد ذاتها ما زال العلماء يؤمنون بها بقوة اسمها "البِغْ بانغ."
يُقَدِر العُلماء عُمْر الكون بثلاثة عَشَر مليار و سَبْع مائة مليون سنة ارضية...و للذي لا يعرف هذه الأرقام الخُرافية يَعني ثلاثة عشر ألف مليون سنة ارضية و سبع مائة مليون، كَوْنْ عتيق جدا و تبين ان قَبْل نُشوئِه ما كان شيئ موجود مكانه؟! تَبيًن بأن هُنالِك مركز بعيد جدا إذ ان مساحات كَوْنِنا كبيرة جدا و شاسِعة جدا و هذا المركز في قَلْبِه نقاط تُنْتِج المادة المَصنوع منها الكون؟! كيف توصلوا الى هَذِهِ المُكتشفات؟ تَبيًن عن طريق دراسة المَجَرات المُحيطة بنا بأنها تبتعد بأسلوب مُنَظًم عن نواة مُعَيًنة ، إذا نظرنا الى إنفجار مُعَيًن سنرى بأن الحُطام الذي يَقْذِفُه الإنفجار عند نُوَاتِه تكون المسافات بينه قريبة جدا ثم إذ ابتعدنا قليلا ستكون المسافات بين الحُطام اكبر لأنها تبتعد عن نوايا الإنفجار و هكذا فكلما ابتعدنا عن نُوَاة الإنفجار ستكون المسافات بين شذايا و حطام الإنفجار أكبر...و هكذا هو شكل الكون حاليا...و قد رُصِدَت هذه المسافات عن طريق إطلاق مَوْجات تَقيس الحرارة المُحيطة بها لهذه الغاية فتبين ان المجرات البعيدة عن النُوَاة الكونية حراراتها ابرد من المجرات التي على مسافة اقرب من النُوَاة، فَتَبيًن ان بِلَحْظَة وِلادَة الكَوْنْ كُل مواد الكون مِنْ مجرات و نجوم كانت ماتزال بصورة غازية إذا اجاز التعبير محصورة بمساحة صغيرة جدا مقارنة مع حَجْمُه الحالي عند هذه النُوَاة تحت درجة حرارة عالية جدا جدا بلغت حوالي مليار درجة على مقياس كلفن (الف مليون درجة مئوية و صبحان الله)، و ثم بِنُقْطَة زمنية معينة حدثت البداية فانفجرت هذه النواة و انطلق الكون و ابتدأ يتمدد مُسْتَعِراً بنيران عالية و ابتدأ مع مرور السنين الطويلة يأخذ شكله و عبر ثلاثة عشر مليار سنة التي مضت استمر بالتمدد و إنشطرت من هذا الإنفجار الهائل المَجَرًات و الكواكب و النجوم الى ان أخذ الكون شكله الحالي،
تبين من الأبحاث ايضا ان هُنالك ألاف الشُموس و الأجرام السماوية و ملايين النُجوم و ألاف مؤلفة من الأنظمة الشَمْسِيَة التي تُشْبِه نظامنا الشَمسي و لا يمكن إحصاء النُجوم و الكواكب بالكَوْن إطلاقا من كثرتها، و لتقريب الصورَة لكم أكثر إنها منثورة بالفضاء بِغَزارةْ و عَدَد رِمال البحر على شواطئ الارض كلها...بل تَبيًن ايضا ان هُنالِك كواكب عليها مياه و بُحور مُجَمًدَة و كواكب مُجَمدة لا تَبْلُغها أشعة شمسية بالمِقدار الكافي ليكون مناخها دافئ فمَساحَة كَوْنِنا عِملاقَة بِكُل معنى الكلمة و ما زالَ الكون يَتَمَدًد و يكبر نتيجة هذا الإنفجار الذي حَدَث مُنذ ثلاثة عشر مليار سنة تقريبا و تَبَيًن ان النُجوم بالكون عِبارة عن شُموس مُلْتَهِبة ما زالت تَسْتَعِر بها النيران مُنذ هذا الإنفجار الكوني الهائل و من جُملة هذه النجوم الوضائة شَمْسُنا العِملاقَة التي تَكْبُر ارضنا مائة و تسعة مرات، انها كُتْلَت نيران كبيرة بها مخزون هائل من الغازات التي تُغَذي نيرانها و حسب تقدير العُلماء لن تنطفئ قبل مليار سنة من الآن حيث حينها سَتَبرُد و تَتَمَدًد و تُذيب الكواكب من حولها ثم ستنطفئ كالنجوم الذي يرصدها مركز ناسا حول الكون و تتلاشى و صُبحان الله، و تَبَيًن عِلميا مع وجود المليارات من الكواكب المُنيرة و غيرها ان فُرْصَة وجود كوكب مهيئ للحياة مثل الأرض مَعدومة و هذا ما يؤكده العُلماء مِنْ المُكتشفات التي بين ايدينا فنحن بمفردنا في هذا الكون.
و بالنسبة للكُرَة الأرضية فَعُمْرُها التقديري خمسة مليارات سنة، و يرى العلماء ان كُرَة من نيران الشمس المُلْتَهِبة إنْشَقًت عن الشمس و سَبَحَت في الفضاء مُتَخِذَة مَوْقِعا قريبا منها بِسَبَب تفاعُل جاذبية الشمس مع جاذبيتها، و هذه النظرية تعود الى رجل شيوعي يَحْمِل اسم اوبرين ففي محاولة النظام الشوعي اثبات ان الحياة ابتدأت بأسباب علمية غير ارادة الله اصطدم هذا العالم بنظرية مهيبة و قوية، فَعِنْدَما إسْتَقَرًت الأرض المُلْتَهِبة بِمَدار حول الشمس إتْبَثَق مِنْ شِدَة الحريق غِلاف غازي غَلًف الأرض كُلِها و كوًن الجَلَد، و تطور هذا الغِلاف الغازي ليحوي الغيوم و السُحُب و ابتدأت الأمطار تَنْهَمِر على سطح الأرض المُلْتَهِب و ابتدأت النيران و الحِمَم تهدء الى ان تَكوًن اليَبَس...الأرض الصًلْبَة التي نَقِف عليها حاليا، و لعل صِغَر الارض مُقارنَة مع الشمس ساعدَها لكي تَبْرُد و ساعد الأمطار لكي تُبَرِد الكُرَة الأرضية، و نتيجة لِهَذِه الأمطار تَكَوًنَت البِحار و المُحيطات و ظَهَر اليَبَس الصًلب و اصبحت النيران و الحِمَم راكِدَة مُتَمَرْكِزة في بَطْن الأرض، او بماذا نُبَرِر الإنفجارات البُركانية التي تَقْذِف الحِمَم المُلتهِبة مِنْ باطِن الارض من وقت لآخر؟ عَمَلية الخَلْق هَذِه حَدَثَت بِمُرور مِليارات السِنين و لم تَحْدُث بين يوم و ليلة و لم يكن الكَوْن في هذا الزمان العَتيق حين حَدَثَت هَذِه الأمور بنفس هُدوءِه الحالي، فكانت الكواكب السَيًارة بِنَشاط اكبر و المُذَنًبات بِنشاط اكبر و فِعليا لم تَشْهَد الأرض الحياة ألا مُنْذ مليار سَنَة فَقَبْلها كانت مُشَوًشَة المعالم كما اسلفت فحتى الشمس لم تَبْلُغ ذُروَتَها الحَرارية و لم تلبس صِبْغَتَها الحَمراء إلا مُنْذ مليار سنة تقريبا، و صُبحان الله مركز الارض من الشمس و ثبات هذا البعد في اثناء دورانها يُسَبِب لها الإستقرار الحراري الذي تحتاجه لكي تحيا الكائنات الحَيًة عليها فلو تَغَيًر المَسار مِتْرا واحدا فقط تِجاه الشمس لكانت الحياة مُستحيلة جدا، و تروي لنا نَظَريِة هذا العالم كيف ان وُجود المُحيطات مع مناخ الشتاء و الغازات المُناسبة و نتيجة لهذه الظروف تكونت خلايا اوحادية تسمى بالإنجليزية
once celled organisms
و كانت هَذِهِ الخلايا نُوَاة الحياة على الارض، و مع مرور فترات طويلة من السنين تَكَوًن اول حيوان مائي سبح في البحار، و ابتدأت الحياة على الارض...
لكي يُثْبِت هذا العالم نَظَريته و بكل جُرئة صَنَعَ بِمُخَتبره بالإتحاد السوفيتي في الستينات شيئ غير تقليدي إذ صَنَع مناخ مشابه للذي وَلَدَ الخلية على الارض و نجح و انبثقت من هذه الظروف مُكَوِنات الحياة للخلية و هي بعض من السوائل الحية الموجودة في داخلها و صبحان الله،
الكَوْن بِصُوَر مَجَرًاتِه الأنيقة التي يَلْهَث لرؤيتها البَشَر و النُجوم التي تَجْذِب انظارنا نحوها و تُلْهِم اجمل المشاعر و الأحاسيس من روعتها و جمالها و الحياة التي لطالما اسَرَت جِنْسَ البَشَر بطبيعتها الخلابة التي صَنَعَها الرب القدير بإتقان و رَوْعَة و الأشجار الخَضراء و المُروج و الزهور على انواعها كلها تُغَذي احساسنا بالجمال و تَشْحَن العَقْل و العواطِف بِحُسْنِها لتُرْسِلنا الى نشوة الإحساس بالجمال الرائعة و التي تُغَذي المَواهِب و تُلْهِم النفس لتُبْدِع...الفيلسوف دي كارت قال حينما احَسً بِرَوْعَة الكَوْن ان الله اعظم مُهَنِدس...اما انا فأقول الله الخلاق أكْبَر مُبْدِع بِخَلْق الجمال لأنه خَلَقَ هذا الكون و أرضنا بإبداع حقيقي لا مثيل له...و المَغْزى مِنْ حديثي ان الله حينما خَلَق خَلَق بوعي و إدراك فائق الوصف و نَبَعَ مِنْ ذاتِه الجمال بِعَيْنِه فلو لم تَكْن فينا لَمْسَة عاقلة من الله لما ادركنا هذا الجمال الرائع معه، ففاقِد الشيئ لا يُعطيه و فاقد احساس الجمال لا يعطيه و لا يفهمه و العَكْس صحيح فالمُمْتلئ من حِس الله الجميل يُدْرِك الجمال الذي يخلقه الله اينما كان...و هذا يتماشا مع القرآن الكريم إذ ان الإنسان في الديانة الإسلامية التي نَحْتَرِمُها و نُقَدِرها خُلِق "في احسن تقويم" صدق الله العظيم و عندنا في الديانة المسيحية يقول الله "و خلقنا الإنسان على صورتنا كَمِثالنا" و هذا يعني ان الإنسان يشبه الله بِعَقْلِه المُفَكِر و مُيولِه للخير و إستِطاعَتِه إختيار الخيارات الحَسَنَة، و ايضا بما ان له نَفْس خالدة و إرادة حُرَة،
لذلك تَتَنَوًع المَواهِب عِنْد الإنسان لأنه يَتَمَتًع بِلَمْسَة مباشرة من الله بحياته فاستطاع العَمَل بالمهن على انواعها و أبْرَعَ بإعمار العالم فَهُنالِك على صعيد مِهَني و أذكُر على سبيل المِثال لا الحَصْر المُهَنْدِس و العالِم و الطبيب و المدرس و الفلكي و النجار و الحَداد و المِهَن المختلفة التي يمارسها الإنسان بإتقان، و هنالك ايضا فُنون يَتَمَتًع بها نُخبَة مُعَيًنة مِنْ الناس فَلِذَلِك تُسمى بالمواهِب و هي الموسيقى و الغناء و التمثيل و الكتابة و الرسم و النحت و غيرها من المواهب، و عند البلاد التي ترعى هَذِه المواهب بِصورة قوية و يُمارِسْها اصحابها بصورة دائمة و بالعادة ما تدخل بإطار صناعي لتصبح تجارة كمثلا الفنون السينمائية بِمَصْر و مَعارِض الرًسم و النَحْت بأوروبا التي تُقام بصورة دورية فَعِنْد هَذِهِ النُقْطَة تُصْبِح مِهَن إذ يُمارِسْها اصحابها بصورة دورية و يؤمِنوا دخولهم منها، أما إذا تم مُمَارسَتها بِصورة مُتَقَطِعة فَتَبقى مَحْصورة ضِمْن تَسمية مَوْهِبَة لأنها تبقى قُدْرَة مُميزة غير موجودة عِنْدَ الكثير مِنْ الناس و لا يَعْمَل بها صاحبها بصورة ثابتة، و لعل اقوى ما يحرك اصحاب هَذِهِ المِهَن شُعورِهِم بأنهم يريدون التواصل مع مُجْتَمَعاتِهِم المُحيطة بِهِم عن طريق هَذِهِ اللُغات الفَنية المُميزة و لَعَلً اقوى ما يُثريها كَما أسْلَفْت هو الشُعور بالجمال اينما وُجِد، و قبل ان نُكْمِل هُنالِك نُقْطَة مُعَيًنة يجب ان يَتِم تفسيرها للجميع بوضوح.
إلابداع ليس مُحْتَكَراً على الفُنون و إنًما يَخُص الدَرَجَة التي يُتْقِن بِها الإنسان مِهْنَة مُعَيًنة او مَوْهِبَة مُعَيًنة، فَهُنالِك مُهَنْدِس و ايضا مُهَنْدِس مُبْدِع يمتاز عن غيره بأنه يُتْقِن مِهْنَتَهُ بِصورة كبيرة، و كذا الطبيب فَهُنالِك مُمارِس للمِهْنَة و لكن هُنالِك مَنْ يُبْدِع بالكثير من جوانب هذه المِهْنَة كمَثلاً الجرًاح الذي يُتْقِن تشخيص المَرَض و يُحَدِد المُشْكِلة بِدِقَة و يرعى المريض الى الشفاء و يخفف من الآمه بصورة كبيرة، و هُناِلك طَباخ جَيٍد يُكَرِر ما في كُتُب الطبخ في السالف و يُتْقِن صُنْعَها و لكن هنالك طباخ شاطر يَجْتَهِد في عَمَلِه و مِنْ المُمكِن ان يضيف أكلات جديدة الى المَكنوز الحالي الذي بين ايدينا و رُبما يُتْقِن وصفات مِنْ مطابخ بلدان ثانية غير عرَبية فَبِهَذا نقول عَنْهُ إنًهُ مُبْدِع، فهذا يكون الأبداع المهني إذ يَتَعَمْلَق الشخص بِمِهْنَتِه او حتى يُحْسِن بتقديم اشاياء جديدة...و الذي لا يَخْتَلِف عليه اثنين هو ان الأبداع في الفنون له تأثير كبير على مجتمعاتنا إذ ان الفنان المُبْدِع هُوَ شخص يُقَدِم موهبة مُمَيًزة بإتقان و اداء يُمَيِزه عن غيره بَين هذه المواهب او المِهَن، و الإبداع بالفنون كنز مرغوب جدا إذ ان الفنون بحياة اي دولة هي الألوان التي تعطي الحياة و الحضارة زينَتَها و تُمَيِزها عن مَشْهَد الابيض و الاسود البالي ووتعطيها رونقها امام المُجْتَمَعات الثانية، حضارة الشعوب تُقاس بِفُنونها و ثقافتها فإذا كانت الحَضارة سليمة خالية من الأمراض و الأفات المُزْعِجَة ستَطَفو هَذِهِ المواهب تِلقائيا و تَظْهَر بالمُجْتَمَع اذ ان الحَراك الثقافي بالمُجتَمَع نِتاج طبيعي ينولد مع وجود هَذِهِ المواهب بالبشر و مع وجود مَعاهِد لِصَقْل هذه المواهب فالكاتب يَصْقُل موهِبَتُه بالقرأة و المُطالَعَة و الدِراسَة و كذا المُمَثِل بالإنتساب الى المَعاهِد الخاصة و كذالك الرَسْم و النَحْت فَلِذَلِك الفُنون و الثقافة نِتاج طبيعي بحياة اي حضارة سليمة إذا تَمًت رعايتها، و صناعة الفُنون يجب ان يوفٍرها المَناخ المُلائِم لتنمو هذه الصناعة و تزدهر.
تَتَعَمْلق المواهب و الفُنون بمجتمعاتنا لأنها عَطيَة زَرَعَها الله بنا و هي جزء من ابداعِه بهذا الكون لذا مِنْ الصَعْب كبتها او محاربتها او حتى تحديد مسارها بوجه مُحَدَد، لأن الله لا يَحده حُدود لذلك خليقَتَه جَبارَة تَعْكِس وجوده القوي و جَبَروتِه المُهيب في الكَوْن فانظروا للكَوْن الفسيح و الكواكب العِملاقَة التي تسبح في الفضاء و الكواكب المُلتَهِبَة و كيف اخرجها من العَدَم الى حَيٍز الوجود، فلِلذي يسأل عن سَبَب وجود هذا الخلق أُجيُبه ايضا مِنْ خلال المواهب البشرية، معظم المواهب لا تُكْتَسَب بتاتا و انما تَنْوَجِد منذ حداثة الشخص في العالم و تَكْبُر و تنمو مَعَهُ اي انها مواهب فطرية، فلذلك لا نستطيع ان نقول للرسام لماذا تَرْسُم او للمُطْرِب لماذا صوتك حلو او تُغَني لأن مَوْهِبَتَه موجودة طبيعيا في داخلِهِ و مِنْ نَفْس المُنْطَلَق لا نَسْتَطيع مُسائَلَة الله لماذا خلق الكَوْن و الحياة لأن طَبيعَتُه خلاقة و هذا العَمَل جزء لا يتجزء من كيانه الإلهي، لذلك المَوْهِبَة تعيش و تموت مع الأنسان و تُصْقَل و تُسْتَغَل بصورة ايجابية و لا تعرف الحُدود فَتَنْمو بِمَناخ الحُريِة لأن طبيعتها تعشق الحُريِة لِتَتَنوًع في الأبداع الذي تُقَدِمه فالموسيقي من المُحْتَمَل ان يؤلٍف الحان مُتَنَوِعَة مِنْ الفَرِحَة للحَزينة للرومنسية و الرسًام يَعْشَق رَسْم ما يخالج وجدانه و يؤثر بِذاتِه و المُغني يَعْشَق اللًحن الجميل الذي يُدَاعِب عَواطِفه و يَعْشَق الكَلَم الجميل الذي يَتْرُك بَصْمَتَه بكيانِه ليبدع بأداء الاغنية على المسرح و كذا المُمَثِل...فيأخذ الادوار التي تؤثر بِه و الذي يجب ان يؤديها فهنالك اعمال درامية مُتكامِلَة و قوية من المُمْكِن لموهِبَتِه ان تَظْهَر بصورة قوية بها...فَمِن الكوميديا للتراجدي للرومنسي للإثارة سَيَتَنوع اختياره ليُثْبِت للمُشاهدين ان مَوْهِبَتَه موجودة و هو قادر على اداء نخبة من الادوار اللامعة،
و تتأثر هَذِهِ الفنون بالثقافات التي تَزْدَهِر بها و تَحْمِل قيمَتُها و تَعْكِس عاداتها و تقاليدها ايضا لكن تَلْزَمها مُتَسَع من الحُرية لتكون موجودة بِقوًة، فَمِثلما خَلَقَ الله الكَوْن و الطبيعة بِحُرية مُطْلَقَة هكذا تهوى هذه المواهب المَزروعَة بنا الحُرية و الإنفتاح لا الكبت و محاولات الإغتيال...اقول لا و الف لا لإغتيال الحُريات التي تَتَرَعْرَع بها هذه المواهب لأنها ستموت من مجتمعاتنا...اقول لا للتَعَصُب الديني الذي سَيُكَبِل قَلَم الكاتب لكي يكون مثل الآلة المُبَرْمَجَة لا يَكتُب قَلَمه إلا حَسَب البرمجيات و التلقين لان هَذِهِ المِهَنَة سَتُصْبِح بِلَوْن واحد رمادي و مُمِل...اقول لا لِخَنْق مَوْهِبَة المُمَثِل و حِرمان الشاشة من الحُرية لأن السينما تتألًف مِنْ مشاهِد تَعْكِس حياة البَشَر فَيَجِب ان تكون مُقْنِعَة للمُشاهِد قريبة جدا من الواقع لكي لا تكون سخيفة سهل تَوَقُع مشاهَدْها و خالية مِنْ العاطَفِة و الاحاسيس و المَشاعِر، فالأُم تَضُمْ ابنها و ابنتها في السينما لأنها تُحِبُهُم و الزوج يضم و يُقَبِل زوجَتُه لأنه يحبها و وجود جمال المرأة مُهِم في السينما لكي لا تُصْبِح جافة المعالِم تُشْبِه مَتْحَف الشًمع مليئة بالأجساد الخالية من الروح و التفاعُل مع بعض بإسم التقاليد في المُجْتَمَع، لا وجود للسينما من دون جمال المرأة فَسَتَفْقِد نِسْبَة جمال كبيرة و اساسا تَعْتَمِد السينما على تفاعل البشر مع بعضهم البعض ليجسدوا المَشاهِد و جزء مِنْ هذا التفاعل هو بين الرجل و المرأة فَيَجِب ان يكون طبيعيا غير مُصْطَنَع ليكون مقبولا للمُشاهِد، السينما هي حياة شِبْه واقعية على الشاشة و لذلك يجب ان تكون مَصْنوعَة بِشَكْل مُحْتَرِف لكي تُلاقي رواجا كبيرا بين الناس لِذَلِك كَبْت حريات الفرد بها لَهُوَ كارثة كبرى، السينما حَرَكَة عالمية كبيرة موجودة بكل بلدان و بقاع العالم و السينما بِمِصْر جزء من هذه الحركة و إتصال هذا العالم بِبَعْضِهِ البعض لَهُوَ حيوي و ضروري لوجوده على قيد الحياة، و ابتدأت السينما كَحَرَكَة مدنية لا دينية و بَقِيَة هكذا تَعْكِس ثقافات الشعوب التي تَنْتَمي اليها لِذَلِك لا يَجِب ان تُسَيًس حَسْب دين او مَذْهَب مُعَيًن فَسَتكون كالرصاصة القاتلة للمُتَفَرِج بل يجب ان تُعْطَى حُرية كاملة لِتَتَرَعْرَع و تَكْبُر و تزدهر لكي تَعْمَل بِبيئَة صِحيٍة، و لا شَكْ ان هنالك المَقبول و غير المَقبول بِكُل مُجْتَمَع و لذلك إذا التزمت ببعض الشروط المعينة فلا ضَرَر مِنْ هذا و لكن لِلحَزم حُدود و إذا تَمْ المُبالَغَة بالحَزم سَتَكون عواقِبَه وخيمة على الحَرَكة الثقافية في هذا البلد،
انما حَدَثَ مَعْ الفنان عادل إمام في فِلم طيور الظلام لَهُوَ كارثة كبرى فهنالك حَرَكَة داخل المُجْتَمَع الإسلامي تَكْرَه التَعَصُب و الهجوم الذي يَشُنه بعض المُتَعَصبين على الحُريات و الأبداع داخل مِصر، ان مما لا شَكً بِهِ ان الإنْـتِـدابات المُتلاحِقَة التي شَهِدَتْها مِصر خَلَقَت بِقَرْن العِشْرين و الواحِدْ و العِشْرين مَكْنوز مِنْ الحُريات اعْطا للسينما في مِصر شَرْعِيَتَها مُنْذُ نَشْأَتِها الى يَوْم ما قَبْل الثَوْرَة الآخيرة، فَكُلُ دَوْلَة مِنْ الدُوَل العُثْمانِيَة و الفَرَنْسِيَة و البَريطانِيَة حَكَمَتْ هَذِهِ الجُمهورية لِفَترات مُتَفاوِتَة و جَلَبَتْ مَعَها لِلْمواطِنْ المِصري ثَقافَتُها و أَدَبْ كُتابِها لِيَنْوَجِدَ بِهَذِهِ البلاد اجواء غَنِيَة مِنْ الثقافة اثًرَت على الأجواء الثَقافِيَة المَحَلِيَة و على الحَرَكَة الدرامِيَة المَحَلِيَة لِلْبِلاد، و رواد السينما و الفنانون في مِصر هُم اولاد تِلْك الحُريات حَيْثُ عَمِلوا بها و تَم صَقْل مواهِبِهم في عُصور تَكَسًرت بِها اية قُيود خانِقَة نَتيجَة الإنتدابات الغَربِيَة المُتلاحِقَة كما اسْلَفْت و وَصَلَتْ الحُريات ذُروَتَها في عَهْدِ الرئيس السابِقْ مَحَمًد حُسْني مُبارَك التي اطاحَتْ بِهِ ثَوْرَة الخامِسْ و العِشرين مِنْ يناير، و إحْتَكًت السينما المِصْرِيَة بِشَكْل كبير مَعْ مثيلاتِها حَوْلَ العالم في اوروبا و حَيْثُ ايضاً جَلَبَت لنا العَوْلَمَة اعْمَال ثقافية ناضِجَة اتَتْ مِنْ بلدان غَربِيَة ابْرَعَت بِصِناعَة السينما و حيث يَصِل تَكْلُفَتْ العَمَل بها الى مائَةْ مليون دولار لِتَصِل الإبداعات السينمائية الى نَشوات كَبيرَة بالإتقان و الحِرَفية الراقية و الرائِعَة، و حتى اذا إحْتَوَت هَذِهِ الأعْمَال على بَعْض مِنْ المناظِر الجِنْسِيَة فالعَمَل كُلًه ليس جِنْس بل الجِنْس رُكْن بَسيط مِنْ هذا العَمَل إذ يَتَمَتًع بِبِداية و بِحَبْكَة و قِصَة مَشاهِد و نهاية...و أذْكُر على سبيل المِثال لا الحَصْر فِلْم "ثلاثمئة"، ففي هذا الفِلْم تَعَمْلَقَ كادِره في ما قَدًمَوه مِنْ لوحات قِتَالِيَة لَمْ نراها بأية افلام قِتَالِيَة على الإطلاق فلو تَمَسًكْنا بالتَعَنُت و التَعَصُب لما دَخَل هذا الفلم بلادنا و رأينا الى ماذا وَصَلَتْ اليه السينما العالمية و الحُدود الرائِعَة التي تُعَبِر عَنْها مواهِبْ كادِرْ هذا الفلم و لما تَعَلًمْنا مِنْ صانِعوا الأفلام في بلاد الغَرْب كيف يُمْكِننا ان نُساعِد اولادنا بالتَعْبير عَنْ مواهَبِهِم التمثيلية و عَنْ أُسُس الإبداع في بلادهم، و في خلال عَصْر انْفِتاح القاهِرة على العالم الغَربي في العُهود السابِقَة تأثرًت بالسينما العالمية و اتَخَذَتْ مِنْ السينما الغَربِيَة و بالذات الأمْريكية مُنافِسْ لها فرأينا افلام الإثارة تَدْخُل بِنَجاح الى مِصر و تم صَقْل خِبَرات المُنتجين و المخريجين بِصِناعَة فِلْم الإثارة و أُدْخِلَت الى مِصر ايضا التقنيات المناسبة لِهَذِه الإفلام مِنْ مُعِدات و تقنيات تصويرية تُسْتَعْمل بالخارج،
فِلْم طيور الظَلام واضِح جدا للذي يُشاهِدُه و لَكِنْ هُوَ رَدًةُ فِعْل على نَموذَج تَقليدي مِنْ المُتَعَصبين دخلوا اللُعبة السياسِيَة و ارادوا تَحقيق مَكاسِب سياسية ليُبيٍن لنا ان لِهؤلاء القوم المُتدينين طُموح سياسي يكاد ان يكون اغلى مِنْ الدين نَفْسُه و يُنَفِذوا العَمليات الإرهابية ليَظهَروا بأنهم اعداء للإنسانية لأن مُحيطَهُم غير إسلامي ينتمي الى المَدنية و الدَوْلَة الإسْلامِيَة غائبة عَنْ الواقع السياسي في مِصر، لذلك المُنَتَفس لهم تكون الإنْتِخابات النيابية و بالرُغْم مِنْ انً ابْطَال هذا الفِلْم ثلاثَةُ اصْدِقاء تأخُذُهُم الظُروف الى الدُخول في المَلْعَب السياسي الى انًهُم يًتَفَرَقوا عَنْ بَعْض فَيَتَحَوًل المُحامي فَتْحي نوفَلْ (الفنان عادل امام) حين يُصْبِح الداعم الأكبر لِوَزير بالدَوْلَة مُحْسِن (الفنان جميل راتب) الى شَخْص وصولي و انتهازي و يَنْجَح بالوصول الى مَنْصِبْ مَرْموق بالدَوْلَة و تُسَاعِدْهُ بِتَتْميم خِطَطِه انْسَانَة غَيْر سَوِيَة الخُلُق )تُؤَدي دَوْرُها الفَنَانَة يسرا) حَيْثُ تَنْجَح باللَعِب بعواطِف و احاسيس الوزير و التأثير عَليه، و يَنْجَح صَديقُه المحامي علي الزناتي (الفنان رياض الخولي) بالدُخول الى المَلْعَبْ السياسي عَنْ طريق إنْتِمَائِه الى جَماعَةَ مُتَطَرِفَة و يُحاول مرارا و تِكرارا تَجْنيد فَتْحي نوفَلْ الى صَفِه و بالرُغْم مِنْ انًهُم دَعموا بَعْض سياسيا إلا ان نوفَلْ يَرفُض الأنتماء إليهم او دَعْمَهُم و يَبْتَعِد عَنْهُم، و يَنْتَهي بِهِمْ المَطاف بِقَبْضَةِ العدالة حيث يَبْقوا بِتواجُه غير مُتَفِقين حتى بالسِجن، فِلْم قوي يُسَلِط الضوء على نوعيات موجودة بالسياسة انتهازِيَة لا يَهُمُها إلا مَصْلَحَتُها و تَلْعَب العاب كبيرة بِسياسة الدَوْلَة غير مُكْتَرِثَة إلا لِلْمَكاسِبْ الشَخْصِيَة التي سَتَجْنيها مِنْ وراء السياسة، و لَعَلً ما اثار حَفيظَة نُخْبَة مِنْ المُتَعَصِبين هُوَ إسْتِمرار الفنان عادل امام بِتَقْديم شَخْصِيَة المُتَشَدِد الديني بأنه يُكَفِر اي ثَقافَة غَيْر اسِلامِيَة مِنْ حَوْلِهِ مُسْتَعِد لِتَنْفيذ العَمَلِيَات الإرهابية ظناً مِنْهُ انها تَخْدُم الله حتى و لو فيها قَتْل نُفوس بريئة و ايضا غَيْر قادِرْ على استيعاب ايًة اراء تُنافي مُعْتَقَداتِه مِنْ حَوْلِه، و بِهَذا يكون الإنْسَان المُتَشَدِد ضَعيف قاتِلْ يريد تحويل مِصر الى جُمْهورية مِنْ التَشَدُد تَغْتَصِب الحُريات التي لطالما تَمَتًعَ بها المواطِنْ المِصري و العَوْدَة بالجُمهورية المِصرية الى الوراء و تَطْبيق سِلْسِلَة مِنْ الشرائع العَتيقَة التي كانت سارية مُنْذُ القرون الوسطى و قَبْلَ ذَلِكَ و كُل هذا بِحُجًة انها فَقَطْ شَريعَة الله (مع كل الإحترام لها طبعا) غير ناظرين إذا كانت تُناسِبْ فِكْر و ثقافة انْسَان قَرْن العشرين و الواحد و العشرين ام لا، عندما نقول شريعة نَحْنُ لا نَطْعَن بالنَظْرَة الإسلامية للأيمان بالله إطلاقا و لا بالعَقيدة الإسلامية إطلاقا فالديانة الإسلامية لها احترامُها و تَقْديرها...نَحْنُ نَقِفْ أمام مدارِسْ مُخْتَلِفَة في قَلْب الديانة الإسْلامِيَة مُتَحَيٍرين فَقَطْ مِنْ المُتَشَدِدْ مِنْها و الذي يَحْمِل شَريعَة و فِكْر سياسي لم يَتَطَوًر و لم يَتَغَيًر منذ زَمَنْ بَعيد و فِكْر دَوْلَة اسْلامِيَة عَتيق جدا لم يَخْضَع لأي تَطَوُر تُحَوٍلُه الى نظام حَديث يَلْتَقي فِكْر الإنسان الحديث، فإذا قارنا مَعْ هذا التَشَدُد مَدْرَسَة الإسلام الوَسَطِيَة التي تَسْتَطيع مُجارات عُلوم و فِكْر الإنْسَان العَصري و تَسْتَطيع اسْتيعاب الإرادة الدُوَلِيَة المُتَمَثِلَة بالأُمَم المُتَحِدَة و التي تَنُص على ان تكون حُقوق الإنْسَان مَكْفولَة بِكافَة الدُوَل الأعْضَاء بِمَجالِسِها و تَشْتَرِط بالتالي مِنْ الإنْظِمَة السياسية الحاكِمَة توفير مناخ راقي مِنْ الديمُقراطِيَة و التَمَتُع بقانون عُقوبات في قوانينها و دَسْتورها يَحْفَظْ كَرامَة الإنْسَان سَنَجِد فَرقاً يَجْعَلُنا التَمَسُك بالإسْلام الوَسَطي لكي يكون الوجه الأَقْدَر بَيْنَ تِلْك المدارس للتواصُل مَعْ هَذِهِ الإرادات الدُوَلِيَة، و هذا ما هاجَمُه الفنان عادل إمام...الفنان عادل أمام لَمْ يُهاجِمْ العَقيدَة الإسْلامية بِهَذِه الافْلام بَلْ هاجَم عَدَمَ قُدْرَةِ اصْحاب المدارس المُتَشَدِدَة التَعايُش مَعْ ابْنَاء الديانات المُخْتَلِفَة و عَدَمْ مَقْدِرَتِهِم على التعايش مَعْ الحَضارات المُحيطَة بِهِم، و هاجَمَ الإسْتِخفاف بحياة الناس مِنْ حَوْلِهِم عَنْ طريق تَنْفيذ الهَجَمات الإرْهابِيَة و مُحاولَت إغتيال الحُرية الفِكرية مِنْ حياة الناس و فَرْض قيود مُكَثًفة على الكثيرمن الحياة المُعاصِرَة،
عندما يزور الإنْسَان العربي أمريكا لا نَجِد المُتَشَدِدِين من قومِهِم يُهَددون حياة العَرَب بِخَطَر و يُنَفِذون الهَجَمات الإرهابية و عندما نزور كعَرب اوروبا لا نَجِد ايًة قيود على الحُريات بل يَتَنَفًس الإنسان العَربي الصَعداء و يُمارِس نشاطَه و اسباب زيارته بِكُل اريَحيٍة فَعِنْدَما يُقارِن الإنسان المُسْلِم او العربي هذا بما يحاول فَرْضُه المُتَشَدِدين يجدوا فَرْق يُسَبِب لَهُم الخوف و الهَلَع و يدخلوا هؤلاء القوم بميزان المقارنة مع الغَرْب فَلِذَلِك نَراهُم يبتعدوا عنهم و لذلك تَمًت مهاجَمَتِهِم بِهَذِه الافلام، فبذلك المتشددين المسؤلين الوحيدين عن تَصْنيفهم بهذا الشكل المُتَعصِب و تقديمهم بهذا القالب للمجتمع و بدل من ان يفتحوا مع الفنانين صَفْحَة مُصالحَة و تَفَهُم و نِقاش بعد الثورة تَعَرًض الفنان عادل لهجوم مِنْ احد المحامين الذين لم يكن واعي للسِجال الدائر مع الفنانين و رَفَع دعوى قضائية بصورة عمياء عليه و بالمُقابِل شَعَرْنا بِرَدًة فِعْل دُوَليًة تُسانِد هذا الفنان للخروج من هذا الخَنْدَق إذ ان مُحارَبَة الفنان عادل للتَعَصُب و الإرهاب اسًسًتْ له عند جمهوره السُمْعَة الطيبة، و تَحَرًك حِراك شعبي كامل من قِبَل نُخْبَة واسِعَة مِنْ المُسلمين مَعْ المسيحين لمُحارَبَة لَيْسَ الديانة الأسلامية السَمْحاء بل الهَوِيَة المُتَعَصِبَة الذي يَحْمِلُها بَعْض مِنْ الجَماعات فالإسْلام كما اسْلَفْت يُعَلِمْ الوسطية ايضاً...
في النهاية المَطلوب المُصالحة...مسيحين و اسلام نحن القَلْب النابض للعالم العَربي و كُلُنا اولاد القَوْمِيَة العربية...المَطلوب الحِفاظْ على قدر عالي مِنْ التَحَضُر فالجماعات الإسلامية بوسطيًتها و مُتَشَدديها يَجِب ان تعي ان الدين مُهِم و لكن وِحْدَة بلادنا و التواصل مع الإرادة الدولية التي تَكْرَه تَقَوْقُع الحَضارات على ذاتها و تُشَجِعْ انْفِتاحها على بعض تأتي بِنَفْس دَرَجَةْ الإهَمِيَة لِلْحِفاظ على سلام بلادنا، و مِصْر دَوْلَة اسلامية و لَكِنْ التَمَسُك بالإسلام الوَسَطي و بِروح الإنفتاح الثقافي الذي سادَ قَبْلَ الثَوْرَةِ يعني الإستمرارية لَهُم و لهويًتِهِم المِصرية و يَعني اسْتِمْرارية حياة سياسية مُتَزِنَة تنتطلق من روح المُواطَنَة المصرية لا العُنْصُرِيَة الدينية التي تُمَزِقْ وِحْدَة تِلْك البلاد حاليا، المطلوب ممارسة روح التسامح و المَغْفِرة لأجل مِصر بين ابتاع ما يُسمى الثوار و الأحزاب السياسية الثانية.
المراجع للمعلومات العلمية في المقالة
http://en.wikipedia.org/wiki/Sun
http://en.wikipedia.org/wiki/Earth
http://en.wikipedia.org/wiki/Big_bang
0 comments:
إرسال تعليق