الليلُ الشتوي/ د. عدنان الظاهر

الريحُ ذئابٌ تعوي
في غابة أحزانِ فقيدِ الأهلِ
سيّانِ الأرقُ القاتلُ والليلُ الشتويُّ كحدِّ النصلِ
إذا ما طالا ظلاّ
كالمبضعِ في جسدِ الملدوغِ بنابيِّ الصِلِّ
لا الطبُ يخففُ لا جُرعاتُ التخديرِ
فالليلُ الليلُ الشتويُّ ظلامٌ معجونٌ بالملحِ وبالكحلِ.

أتمنى أنْ يسهو
شُرَطيُ الآلامِ لبضعِ سويعاتٍ كي أغفو
كي أستمريءَ طعمَ الراحةِ بعدَ التخديرِ
أنْ أحلمَ في ساعةِ تحريرٍ في شيءٍ ما
أنْ أنسى
فالداءُ استشرى
مُنتَشِراً كالحبرِ على سطحِ الماءِ
كحجيراتِ السرطانِ والكسلِّ.

من ذا يرزحُ في زنزانةِ محكومٍ بالعزلِ
لا يدري من أين تؤاتيهِ الريحُ شتاءً
تتركهُ يتخبطُ في الظلماءِ كمنديلٍ يتدلى في حبلِ
ومن أيةِ فوّهةٍ تتعالى
أصواتُ الذئبِ كقصفِ الرعدِ
لا ضوءٌ يتنفسُ في مصباحِ السجنِ طوالَ الليلِ
لا نورٌ في الكوّةِ منذ الفجرِ وحتى ما بعدَ الظهرِ
أتساءلُ من في هذا السجنِ، أنا أمْ ظلّي ؟
ما حجمي أو شكلي وأين أنا من أهلي ؟


CONVERSATION

0 comments: