- لأنه الرئيس القوي بامتياز في زمن ضعف الدولة واختراق المؤسسات واهتزاز الكيان أمام هجمة شرسة، بل موجة عاتية مستمرة على الدولة لتفشيلها، والدستور لتهميشه، والديمقراطية لتخريبها، والحرية لتقويضها، والشباب لتهجيرها، والشعب لتدجينه، ولبنان لاحتلاله من قبل أحزاب بشموليات دكتاتورية هدامة، وأصوليات دينية متطرفة بأيدلوجيات دموية متخلفة، لا تدين بالولاء للبنان ولا تعترف البتة بنعمة الحرية والديمقراطية والتنوع والتعددية وحقوق الانسان وكرامة الأوطان.
والقوة هنا بالمعنى المجازي بالطبع تعني قوة البرنامج السياسي للمرشح والتفاف الشعب حوله، قوة منطق الدولة وسلاحها الشرعي من جيش وقوى أمن، ودعم سياستها بالحجة والاقناع، والتمسك بالموقف السياسي الصائب دون لين او تراجع، والتبصر في الأمور، والحزم باتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب بالتأكيد لمصلحة لبنان وشعبه بالدرجة الأولى.
ولا يمكن هنا أن يستطيع الرئيس التوافقي الوسطي العمل بحرية وحزم باستعادة الدولة لهيبتها وعافيتها، والدستور لفاعليته والتمسك بنصوصه، والمؤسسات لعملها وانتظامها، والديمقراطية لبريقها ونزاهتها، لأنه بحكم وسطيته وتوافقيته سيكون رئيسا ضعيفا، كيف لا ونصب عينيه إرضاء الجميع على حساب منطق الدولة واستقلالية قرارها الحر.
أي لا غالب ولا مغلوب والدولة هي المغلوبة في نهاية الأمر!
فلا الأمن بالتراضي ستحل مشاكل لبنان الأمنية، ونظرية لا غالب ولا مغلوب السحرية فقدت بريقها وانتهت صلاحيتها بعد ان شهر حزبا "لبنانيا" السلاح في وجه اللبنانيين في 7 ايار العار محتلا بيروت العزلاء باعثا فيها الدمار والبلاء وقاتلا للآمنين والأبرياء، وفي وجه الدولة اللبنانية عند إسقاطه لحكومة الحريري الدستورية الميثاقية وتركيبه لحكومة الدمية ميقاتي كأمر واقع، إرهابا بالقمصان السود ومدعوما من خارج الحدود.
فأنصاف الحلول لن تنفع، ولبنان لن ينهض من كبوته القاتلة، الا برئيس قوي صلب معتدل سياسي بارع وحكيم.
عدا ان نظرية انتخاب الرئيس التوافقي الوسطي تعارض مبادئ وأسس الفلسفة الديمقراطية في التنافس بين المرشحين من خلال انتخاب من يحصل على اكثرية الأصوات ليعتبر فائزا عن جدارة. وإلا فلماذا الانتخابات؟ ولماذا الدعوة إليها؟ اذا كانت كل الكتل البرلمانية قد توافقت على مرشح، سينجح حتما ومن دون العملية الانتخابية التي ستتحول في هذه الحالة الى مسرحية مملة او مهزلة صورية على طريقة الدول الشمولية الدكتاتورية الفاشلة. ومع احترامنا الكبير للرئيس العماد ميشال سليمان ومواقفه الوطنية المشرفة، الا ان انتخابه جرى وللأسف بهذه الطريقة.
- ولأنه، أي جعجع صاحب تجربة سياسية عميقة ومعتدلة وناضجة وصادقة ومنسجمة مع نفسها ومع أكثرية اللبنانيين، وأثمرت بالتالي عن تأسيس أحد أكبر الأحزاب الديمقراطية اللبنانية الواعدة.
- ولأنه زعيم وطني مكتمل الولاء للبنان قولا وفعلا وبجدارة.
- ولأنه حامل لواء ثورة الأرز الوطنية السلمية الراقية الحضارية.
- ولأنه ثائر على الظلم والاستبداد والطغيان فقد أصبح من أكثر المتحمسين لبزوغ فجر الربيع العربي المبشر بالتغيير التاريخي المنتظر نحو الحداثة والعصرنة والديمقراطية والكرامة الإنسانية.
فلا كرامة للإنسان في ظل الاستبداد والدكتاتورية والطغيان!
- ولأنه من أشد المؤمنين بانتصار الحرية على العبودية، والديمقراطية على الدكتاتورية، والتعددية على الشمولية، والحقائق على الأضاليل في شرقنا المنكوب بحكام قتلة مجرمين.
- ولأنه أثبت بتضحيات قل نظيرها وبشجاعة موصوفة وشدة صبر وبعد نظر، أنه صاحب قضية وطنية عادلة دافع عنها بشراسة وإخلاص في زمن الحرب المشؤوم، ودخل من اجلها السجن مرفوع الرأس في زمن طأطأة الرؤوس لمخابرات الاحتلال الاسدي الباغية، وما زال يدافع عنها بالكلمة الحرة والموقف السياسي الصلب.
هي قضيتي وقضية كل لبنانية ولبناني مقيم ومغترب سيد حر يدين بالولاء للبنان السيد الحر الديمقراطي التعددي المستقل، ولل" 10452كلم2" التي قدم نخبة من رؤساء لبنان أرواحهم من أجل الذود عنها وفي مقدمتهم الرؤساء الشهداء بشير الجميل رينيه معوض ورفيق الحريري. إنها القضية التي دفعنا ثمنها 150 ألف شهيد والتي تكللت انتصاراتها بدماء نخبة من خيرة شهداء الوطن، ألا وهم شهداء ثورة الأرز الشعبية المليونية الخالدة.
وباختصار: لبنان الدولة ومنذ اتفاقية القاهرة المشؤومة عام 69 مغلوبا على أمره بفصائل وتنظيمات وميليشيات مسلحة سرطانية شريرة ظالمة فلسطينية بشارية، لبنانية إيرانية، واحزاب طائفية حاقدة ثأرية منافقة وقحة باطنية لا تدين بالولاء للبنان وتأكل في الصحن اللبناني بشراهة وتبصق به مارقة ساخرة فاجرة جائرة.
هدف هذه الاحزاب والميليشيات وفي مقدمتها ميليشيا الحرس الرجعي الايراني اي ما يسمى ب "حزب الله" خدمة أسيادها ومموليها ومسلحيها من وراء الحدود بعد ان حولت لبنان الى ساحة مستباحة لدول شريرة عدوانية، توسعية عنصرية تريد السيطرة الكاملة على بلاد الأرز في تحالف للأقليات، من خلال ثقافة الاغتيال والدماء وثارات داحس والغبراء التي ستستدرج المنطقة بكاملها ولعشرات السنوات الى حروب وصراعات ومآس وويلات.
ولبنان ما زال عالقا منذ عام69 كالحمل في براثن الذئاب الشريرة تنهشه والكلاب المسعورة تدميه والأفاعي السامة تنفث الفتن سما قاتلا في أراضيه، والغريب ان هذه الأحزاب الشمولية الموتورة والطائفية المأجورة تدَّعي حب لبنان كذبا وتتغنى به نفاقا، تتحدث نظريا عن الوطن وتزرع فيه فعليا الخراب والفوضى والمحن من خلال سلاحها الغير شرعي الجالب للمآسي والفتن.
ولهذا فلا نحتاج في هذا الزمن الرديء إلى رئيس عادي أو رمادي، وإنما لرئيس فوق العادة واضح الموقف قوي الإرادة، يحيِّد لبنان عن الصراعات ويخلصنا مما نحن فيه من أزمات.
ولا بد هنا من كلمة حق بحق رئيس حزب "القوات اللبنانية" الملقب من محازبيه وانصاره ب"الحكيم". ونعم اللقب!
كيف لا، وكم نحن بحاجة ماسة اليوم في لبناننا الجريح الذي يئن ألما وينزف دما ومنذ أكثر من ثلاثة عقود تحت وطأة هذا الكابوس الإيراني- الأسدي الإرهابي الثقيل الى الحكماء والعقلاء الوطنيين المخلصين لخلاصنا من هذا الكابوس واستعادة استقلالنا وحريتنا وسيادتنا وقرارنا الحر من العملاء الوصوليين وصبيان المخابرات المغامرين وغلمان الملالي الطامعين.
أنه سمير ابن بشري البلدة الجبلية اللبنانية العريقة جارة أرز الرب، المتكئة على كتف الوادي المقدس، حيث قمم الجبال تعانق السماء، وحيث التاريخ لا يكتب بالكلمات، وانما يحفر على الصخور، مذكرا بحكاية لبنان المقاوم في وجه الغزاة والمعتدين والطامعين والظالمين ومنذ آلاف السنين.
بشري هي أيضا البلدة الوديعة بطبيعتها الساحرة الخلابة التي نشأ فيها وترعرع بين ظهرانيها وقضى صباه في أكنافها، وشرب من مائها العذب، وتنسمت روحه هواءها الصافي، وتكحلت عيناه ببياض ثلجها ونقائه، وشموخ أرزها وجلاله، وبهاء شمسها وإشراقه، وقداسة وديانها:
النابغة والمفكر العالمي الأديب جبران خليل جبران.
وهناك تأثير ما لجبران على خطابات الحكيم السياسية وأدبياته. فعندما استمع إليه استشف نفحات جبرانية في جمله وتعابيره التي يطوعها كما يريد: بتوصيف دقيق للأوضاع السياسية والاجتماعية، وصوابية منطق، وعمق تفكير، وبعد نظر، وصلابة موقف، وشجاعة وجرأة وثبات على المبادئ والقيم لا تزعزعها العواصف ومهما اشتدت.
وبعيدا عن الأدب لا بد من الدخول في معمعة السياسة اللبنانية، كيف لا وسوق عكاظ رئاسة الجمهورية محتدم أوارها بشكل محموم هذه الأيام تحت الطاولة بين المتنافسين. وهذه نعمة يتميز بها لبنان عن باقي الدول العربية، حيث التداول السلمي للسلطة قائم رغم الاحتلالات والحروب في رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء، ما عدا رئاسة مجلس النواب التي تحولت الى رئاسة أبدية على الطريقة الشمولية يجلس على كرسيها نبيه بري بتطويب من الحرس الرجعي الايراني وممثله نصرالله ومنذ اكثر من 22 سنة.
واذا كان شعار الجيش اللبناني: "شرف تضحية وفاء"، فهذا الشعار ينطبق على الحكيم ومسيرته السياسية وتضحياته من أجل لبنان، ووفائه لمبادئه الوطنية خير انطباق.
فأهلا وسهلا به رئيسا صنع في لبنان!
ولا وألف لا، لرئيس صنع في السعودية وأمريكا .. او كوريا الشمالية وإيران!
وكل من يغمز تلميحا او تلويحا او تجريحا مباشرا من تاريخ جعجع أقول:
نحن أي معظم اللبنانيون قد دفنّا ماضي الحرب الأليم (التي لم تكن في جوهرها حربا بين اللبنانيين، انما حربا تآمرية أسدية على اللبنانيين) والاحقاد بعد اتفاق الطائف الذي أرسى السلام.
جعجع كان صاحب كلمة وحل ميليشياته وسلم اسلحته للدولة، على العكس فعل نصرالله وبري وسليمان فرنجية وحردان وكل ازلام بشار وغلمان خامنئي حيث ما زالوا امراء حرب قتلة وارهابيين وباستكبار حقير على باقي اللبنانيين.
ومن هنا ننظر مع شرفاء الوطن امثال د. جعجع الى المستقبل المشرق بأمل لبناء الدولة الديمقراطية السيدة المستقلة ذات القرار الحر. انا أقيِّم وأثمن الدكتور سمير جعجع من خلال الحاضر ومواقفه الوطنية المشرفة واصراره السلمي على الكلمة ثم الكلمة ثم الكلمة بدل حمل البندقية في مواجهة حملة البنادق الميليشياوية. المجرمون في لبنان حاليا هم امراء الحرب اصحاب الدويلات والسلاح الغير شرعي الذين يشكلون سرطان في قلب الدولة ويمنعون قيامها بقوة سلاحهم الإرهابي.
برلين 2014.04.21
0 comments:
إرسال تعليق