الإنقلاب.... ومخاض انتفاضة الحرائر والطلاّب..!/ حاج محلي

وكأن الفريق أول عبد الفتاح السيسي، يقف في مفترق طرقٍ، منقبض الصدر، متململ الحركة، مشدوها، شّارد العين، ينشد عصمة عاجلة،  من انغماس اعتصامه،  بمنطق الشنق، وموارد القمع،
رغم مقوّمات إعلام توفيق وأديب ووائل ولميس، ومواقف"وطنية" عاليات"فن" المقام،  هالة وغادة وشيرين وشاهين..
 فهذا رئيس وزرائه حازم الببلاوي،  يُهدّد الطلبة بالفصل،  والعزل ـ إلى حين أن يصدحوا بـ"حقّي برقبتي" ـ،  ردّا على رفضهم الاستكانة لما يستوجبه "الانقلاب"،  في حين يغرّد وزير داخلية مرسي والسيسي،  محمد إبراهيم،  داخل السّرب"الكوني"،  ويشدو بتقويض باكورة الإرهاب،  في اعتصامات رابعة،  ونهضة "إخوان" العدوان.
مهرجان خارطة طريق فوضى وانتكاسة،  يُطبّع مسار "غاب"،  يُساوم، و يُنازل،  والمقاربة أمنية  متناسخة،  بحتة.
 كفالةُ سحلٍ، ورفسٍ،  واعتقال الحرائر، وإهانة محارم الله، بشهادات فخر، ومبررات رجولة وقدر، والدليل، "شفافية المأمورية"، وعلى رؤوس الأشهاد ، وفي عزّ النهار، وتلك معالم "العِزوة" الهجينة، السّادية، التحريرية..!
نفوس المصريين،  وبعد تجربة 5 أشهر دموية،  لم تعد عاطفية البتّة،  فالشكّ تبدّد،  وعبث التهليل،  والتطبيل،  الذي انتشى به السيسي وبطانته،  قصرت على مواكب تزكية مدن إعلامية،  شريكة في الدم، وقلاع نخبوية،  انكشف لغوها،  وغلوّ حشدها، واستنفارها، في أعلى درجات سُلّم"الأمانة"،   لشدّ أزر ثورة  تَجنُّد الغيّ،  لمصلحة الهوى..
اصطناع فضل وجميل،  لتبرير افتراء وتزوير ركب التصويب،  وإعادة بناء المؤسسات،  ودسترة تشييد المدنية،  ورفع الزجر والحجر،  على الحريات العامة،  تجلّى نبل غاياته،  في فصول خطاب،  مكّنت لأجندات مدروسة بعناية،  تأكد قطاع كبير من الفراعنة،  أن حرصها كان لتذليل عقبات هطل موائد العِدى، بتبعات  الذل والهوان،  إمعانا في تدمير واسطة العرب، ومحور قضاياها.
فسادٌ، ونخر اقتصاد، و لجم تطلعات مجتمع،   بمسميات عوائد دون فوائد،  وقروض حسنة بريئة،  وهبات إنسانية،  متدفقة من كل صوب وحدب!
الفارس،  والمسلم "الكِناني"، يُطهّر البلاد،  وينسف أحضان الأمومة، ويكسر قلوب الآباء والأجداد، ولا ضير،  ما دام الصولجان،  تفويضات شعبية،  تُحسب قهرا على متاع الوطن،  وذخر السيادة،  في يوليو وحزيران...!
ورطةٌ يراد لها النضج قبل ميعاد أو آوان،  لتكتمل بسرعة،  نشوة الأيام الخوالي، و خطفٌ للأنظار،  يمضي بمقالب،  وقوالب آدمية،  تلتفّ على مكاسب ثورة كرامة الـ 25 يناير، فتصير أثرا بعد عين...!
علوّ كعب فواكه الشتاء،  وسواعد الانكفاء، سقطاتٌ تاريخية،  و عار يؤطّر بسلطة قوانين اجتهادية ، ولجان تشريع وهمية،  واهنة، في أجواء نكد وكيد وكراهية، لن ينال من ورائها المواطن، سوى "القنطة"، وحسرة الخسارة المتتالية، والسمعة المتداعية!
، هو الإلهام،  ووحي الأشاوس،  الملهب للتشرذم ، والانقسام،  والفتنة المدوّية،  فواصلُ إجرام متنوع،  أقبر أرواحا مصرية بلا ذنب،  إلا ما اقترفه أذناب مَن يتربّصون بالمحروسة "أم الدنيا"...فلا درّ الله درّ من خطّط ورسم، وأسند وبصم،  ووسم المخاتلة والغدر،  بالإجماع والمَنعة،  والثورة الثانية..؟!
حاج محلي

CONVERSATION

0 comments: