يا مائة خسارة ع الرّجال
ترجل فارس القصيدة والمحارب بالكلمة والمقاوم الساخر من الشمولية والامبريالية والصهيونية والرجعية، ستذكرك الأجيال العربية المقبلة باعتزاز كبير وسيحفظ الأطفال الملحمات التي خطتها أناملك الثورية، لقد كنت حبيب الفقراء وعاشق الوطن ومخاصم الحكام ومناوئ النفوس الجشعة. لم يمل العائد الى الأرض في الثالث من ديسمبر عام 2013 أحمد فؤاد نجم من قول الشعر بكل اللغات ومن مشاكسة الساسة وتحدي المتسلطين ومن مواجهة الواقع العربي التعيس ومن مناصرة المعدمين. لقد كانت قصائده العامية عذبة كالطفولة ومحرضة على القيام كالبركان ودافعة الى الميدان كالشمس الملتهبة ورافعة لواء الانعتاق وممزقة لسلاسل السجون القيود وشبكات الاعتقاد وعناكب الأوهام، ولقد كانت أشعاره أقرب عواطف من القلب وأصدق تعابير من اللّسان وأقوى حركات الاحتجاج من معاول السلطان وأكثر انحياز الى العمال والفلاحين وايمانا بالشباب والمرأة من الدجالين ، ولقد نفخ صوته الشجي في عود الفنان الشيخ إمام التزام القضية العادلة واللحن المفكك للظلام فتغنيا أنشودة الأكوان وسطر صحبته أغنية لكل الأقوام وصاحا فزعا من الردة والبهتان. لقد كنت من الشعراء الذين يتركون ما ينفع الناس ويمكث في الأرض ويعمر الكون ويحرس الوجود ولا غرابة في رحلتك المكافحة فأنت جيش عربي بأكمله وفيك قوة رمزية تحطم صخور التخلف والاستبداد والتبعية وسيرتك النضالية إرادة شعب لا تسكن وحركة عصيان متواصل دخلت السجون وقاتلت أعداء الأمة في أشد المواقع خطورة وهو موقع الكلمة الحاسمة وكنت سفير الفقراء ومحبي العدل وزائر خير الى قلوب البسطاء وذهبت بنا الى الحياة الارادية الحرة .
لا نقول وداعا أيها الشاعر الثائر الى الأبد بل عد الى أرضك أيها الوتد واتخذ لنفسك موقعا من التراب واجعله منارا للمقاومة وقابل الحق بورقة وقلم وأسلم وجهك لنور السكينة ولترفرف روحك الراضية في اتجاه الأقصى وغزة تحرس المآذن والكنائس من خفافيش الليل وتوقد الشموع على قبة الصخرة وتستقبل الضيوف ببيت المقدس وترسم في المدى قريب لوحة العودة وتدق باب الأمل واكسير الحياة وياقوت الوعد. ولا نصرح باختتام الملحمة وانتهاء شعرية القصة الثورية وإنما ننثر الورد على قوامه الفريد ونضيء الدروب لبدايات ممكنة للشعب السعيد.
كاتب فلسفي
0 comments:
إرسال تعليق