نبتدى منين الحكاية/ د. ماهر حبيب

من أين نبتدى لنحل الورطة التى نحن فيها فلقد سقطت مصر فى هاوية بيد حكامها ومحكوميها وتعاون الإثنان لهد البلد حتى وصلنا للفوضى بعينها فلقد قام الحاكم منذ 1975 بمغازلة التيار الدينى حتى تسلل هذا الفكر لعمق أساس المجتمع الذى تحول إلى نوع من الإدمان الفكرى دون أى تطبيق فى الواقع فتحول 100% من المجتمع إلى متدينين فكريا ملتزمين شكليا وعقائديا بل ومتعصبين دينيا ولكننا نعيش حياة أخرى حياة كلها رشوة وفساد حياة ممتلئة غش وخداع وكره وبغضاء للأخر دون إنتاج أو تقدم فتحولنا لأكثر شعوب الأرض تدينا وأكثر شعوب الكون فسادا فى خلط ومزج لا يصح ولا يوجد مثيله فى العالم فصرنا أعجوبة الفساد المتدين.

وتواصل التجريف الفكرى والفساد السلوكى وفشل الحاكم لنصل إلى ما كان البعض يعتقد أنه ثورة لنكتشف أننا قد تحولنا لوحوش نفترس بعضنا البعض وتحولت مصر إلى ضحية ينهش جثتها الضباع من أبناءها وتحولنا إلى الطمع بالفوز بحكم تلك الضحية ونسينا الدنيا ومن فيها لنجد أنفسنا فى الورطة التى صنعناها بأيدينا ولكن ليس ما يحدث هو المشكلة ولكن المشكلة فى المعالجة فنحن لدينا ورما خبيثا وبدلا من أن نعالجه فى مستشفى الأورام نذهب به إلى عطارا أو مشعوذا ليعمل لنا حجاب المحبة تاركين المرض اللعين ينهش فى لحم مريضنا المسكين.

وبدلا من البكاء على اللبن المسكوب لابد أن نبحث عن الحل والدواء وعندما نعرف الميكروب فيسهل إختيار المضاد الحيوى له فأين إذا مشكلتنا؟ والجواب فى خلط الدين فى السياسة والتسيب السلوكى والفوضى وبعد ذلك نجد أن الحل بسيط وصعب جدا فأولا يجب عزل الدين عن السياسة وتحويل مصر لدولة علمانية مدنية صريحة ويتم الإحتكام إلى قوانين وتشريعات الدول المتقدمة العلمانية لكى ما نبتدئ من حيثما إنتهى الأخرين.

ثم نلتفت للتسيب السلوكى ويجب أن يعالج على مستوى الصغار والبالغين فيجب أن نلتفت للتعليم وهو كارثة الكوارث فى بلدنا ويجب فصل وإحالة جميع العاملين على العملية التعليمية من ناحية التخطيط والإدارة للتقاعد مع إرسال خطاب شكر وتقدير على فشلهم الذريع والإستعانة ببيوت خبرة عالمية تخطط وتغير المنظومة التعليمية مع تقييم شامل وحازم للمدرسين وإبعاد كل من لا يلتزم بالخطة التعليمية العلمانية الحديثة أما بالنسبة للبالغين فيم تطبيق القانون بكل حزم من إعادة تأهيل القائمين بتطبيق القانون لتغيير طريقة التعامل والممارسة بحزم و دون بطش أو تعسف.

تلك هى البداية أما غير ذلك فهو كمن يتجه غربا فى الصباح ناظرا شروق الشمس منتظرا شروقا لن يراه و يمر عليه النهار فيتجه شرقا لينظر غروبا مستحيلا ولنتوقف عن حوار الطرشان الذى نعيشه ونواجه الحقيقة الأكيده بأننا نمر بأزمة تقتضى علاجها بطرق أبعد ما تكون عن ما نحن فاعلون ببلدنا فنحن نغنى ليلا ونهارا بحبنا لمصر بينما نحن نفعل ما فعلته الدبة بصاحبها فقتلته فهل نبدأ نقص الحكاية بطريقة صحيحة أم أننا سنظل نذهب للعطار والمشعوذين فى حكاية لن تنتهى

CONVERSATION

0 comments: