القصيدة التي يطلب فيها الشاعر مقابلة شخصية
من جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين ، حفظه الله وحماه
ويتمنى الإستجابة لطلبه قبل أن ينفذ قضاء الله بالشاعر
——————
على بيضِ الأكفِ حمائمُ الحُلُمِ
وفي مهجِ الرؤى شوق الى القَلَمِ
تعاقبت الحروف لخوضِ ملحمة
بأرضِ الشِعرِ بين قطوفها وفمي
وكان الوجدُ يكتبُ اسم عبد الله
على الراياتِ والأحداقِ والشَمَمِ
ليلفظهُ لسان الضادِ أغنية
ويسكُبهُ على الأوتار والنغمِ
فيسمَعُهُ الأصمُ لقدسِ معناهُ
ويبصِرُهُ الكفيفُ لروعةِ الرسمِ
لعبدِ اللهِ قصةُ خافقٍ كُتِبت
على كبدي بإيمانٍ ودفء دمّي
وأجزِمُ أنّهُ ملءَ القلوبَ هوىً
أبو الفقراءِ والإحسانِ واليُتّمِ
كريمُ النفسِ والأخلاقِ والدينِ
عفيف الروحِ والوجدانِ والكَلِمِ
رأيتُ فِعاله الحسنى تشُعُ ضيا
فحق له عصارة مهجتي ودمي
أنا من صاغ فيهِ سبائك الشِعرِ
بحبر الماسِ واللازردِ والديَمِ
لأصدقِ من سعت لترابهِ قدمٌ
وما كانت لتسعى قبلهُ قدَمي
لأنبلِ فارسٍ عرفتَه أشعاري
على التاريخِ من عُربٍ ومن عَجَمِ
سكبتُ لهُ بأورِدَةِ الفؤادِ هوىً
كتبتُ الشِعر لا بالحبرِ ، بل بدمي
فهذا الشعرُ روح أجنّة الخلدِ
ولم أنجبهُ من حبري ومن قلمي
مليكُ الحبّ والعشاقِ كيف هنا
تلاقينا – بلا لُقيا –على القيمِ
وكيف عرفت فيك العاشق الأوفى
بعصرٍ بات فيه الحبّ كالصنمِ
بربك هل حصاد الأمسِ يجمعنا
مع التاريخِ من رَحِمٍ الى رَحِمِ
وهل أنت الذي قد عاد من أمسٍ
ومن سَعَفِ الخلودِ ونخلِهِ الهَرَمِ
أرى من خابيءِ الأيامِ قد جئت
لتحملَ فعل فاروقٍ ومعتصِمِ
وتمضي في صلاحِ الدينِ للقدسِ
تصلي خاشِعاً في ثالث الحَرَمِ
تلبي صرخة المكلومِ معتصماً
وحاتمُ فيك يحني هامةَ الكَرَمِ
أيا ابن الأكرمينَ ، وديمةُ الضمأى
معاذ الله أن أجزيكَ بالقلمِ
فأنت عقدت لي صلحاً مع الدنيا
وأنت غسلت وجداني من السَقَمِ
لقد أسرفتُ فيكَ محبة سهِرت
على أعتابِكَ الوسنى ، ولم تَنَمِ
فقبلك كنتُ في شكٍ من الحبِ
ولم أرَ في الحياة أنا سوى ندمي
على أغصانِ عقدي الخامسِ انعقدت
قطوف تجاربي تشكو من الحِكَمِ
فقد عشت الحياة أنا بلا أملٍ
وعاش القلبُ في كَفَنٍ من الألمِ
تعبت من الزمانِ وكُنتُ فارِسَهُ
وأشهرُ فيهِ من نارٍ على عَلَمِ
وصرتُ أقولُ يا للموتِ لو يأتي
ليأخذني له بكرامةِ العِظَمِ
فيا مولايَ رفقاً بالذي يحيا
مع الموتى بدونِ كرامةٍ ودمِ
فأنت منارةٌ للكبرياءِ وأنت
سليلُ محمدٍ ، وسنامة الأممِ
فهل يرضيك ، لا واللهِ ، لن يرضيك
عزيز القومِ أن ينذلَ كالخَدَمِ
وهل لنداء ، دعوة مؤمنٍ خَشَعٍ
قبيل الموتِ ، تلبية بمعتصِمِ
فأمنيتي بأن ألقاكَ ، يا مولاي
وأبصّر فيكَ ما أبصرتُ في حُلُمي
أريدُ الموتَ في وطني وجثماني
يدثرُهُ المليك بعزة العلمِ
0 comments:
إرسال تعليق